السياسية || محمد محسن الجوهري*

المعركة القادمة بين اليمن والصهاينة ستكون الحاسمة في تاريخ الصراع الإسلامي - اليهودي، وبها ستتحرر الأمة خاصةً فلسطين من دنس الاحتلال اليهودي، وتسقط هيمنتهم إلى الأبد، إلا أن ذلك لن يتحقق بين يوم وليلة، بل على مدى سنوات طويلة، فليس هناك حرية بالمجان، وإنما حصيلة لتضحيات كبيرة وجهاد عظيم في سبيل الله بالغالي والنفيس.

ومن يراقب الوضع في اليمن، سيعلم أن المشروع القرآني التحرري بدأ الصراع على مراحل وبالتدريج، ففي البداية اصطدم بعملاء الصهاينة المحليين، أي نظام صالح وأدواته، قبل أن يصطدم بعملائها الإقليميين في الرياض وأبوظبي، واليوم باتت المعركة مباشرة مع رأس الأفعى في تل أبيب وواشنطن، والنصر فيها مضمون بإذن الله، مهما كانت التضحيات والخسائر.

وإذا كانت المرحلة المحلية من الصراع استغرقت ستة حروب في ست سنوات (2004-2010)، والمرحلة الإقليمية ثمان سنوات (2015-2022)، فإن المرحلة الثالثة والأخيرة لن تتجاوز العشر سنوات، وهي قصيرة جداً بالنسبة لنا، ولحجم الانتصارات الكبرى التي تتحقق من خلالها، وسيهيئ الله سبحانه وتعالى جنوده لنصرة اليمن، كما هيأهم من قبل، ومن يتأمل سنوات الصراع الأولى يعلم مدى رعاية الله لجنوده، وكيف نصرهم في وضعية كان النصر فيها من أغرب المستحيلات.

أما اليوم فقد تهيأت الكثير من الإمكانات والظروف، وبات بالإمكان ضرب العدو الصهيوني في العمق وتشريد مستوطنيه، وإفقادهم الأمل في حياة آمنة على أرض فلسطين، ولليمن الكثير من الأوراق المنكية بالعدو، سواءً ما كان منها على يد أبنائه في الداخل والخارج، أو ما كان على يد حلفائه من الأحرار في كافة المعمورة، وستصبح معها مصالح العدو وحلفائه في خطر دائم، وبالتدريج سيفقد كل مقومات القوة التي كانت بيده على مدى سنوات طويلة.

وعلينا أن نعلم أن المقصد من وجودنا في الحياة هو النصرة لله ورسوله ودينه، وإلا فنحن كالأنعام والأعراب، وربما أضل سبيلاً، فلا خير يرتجى ممن يخذل فلسطين، ويقبل بحياة ذليلة مقابل الصمت والخنوع، وهذا الأمر ليس وارداً في حياة اليمنيين، كما وعد السيد القائد من قبل، ولبت الحشود المليونية طيلة العقدين الماضيين.

ولا ننسى أن اليمن هو الموت بذاته، واليهود يعلمون ذلك، وكل الإمبراطوريات في الماضي انتهت بمجرد دخولها في مواجهة مباشرة مع اليمن حيث لعنة الموت، وهو ما يخشاه اليهود أشد خشية، ويدركون أن كل خطوة يتقدمونها باتجاه اليمن هي خطوة باتجاه الموت، والذي بدوره سيتحول جندياً في معركة الحق، ويصول بكل قوته في صفوف أعداء الأمة.

خلاصة الأمر، لا بد من المواجهة المباشرة مع اليهود، فهذه إرادة، ولا بد لنا أن نتصدر الصفوف في مواجهتهم، وهذا فضل الله علينا، كما لا بد من هزيمتهم ودحرهم من الوجود، وهذا أيضاً وعد الله في كتابه، وما النصر إلا صبر ساعة.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب