السياسية || محمد محسن الجوهري*

يأبى اليمني إلا أن يكون شريفاً، أما عن مهنة الارتزاق فهي دخيلة على مجتمعاتنا، بدليل أنها ظهرت بظهور التنظيمات السياسية المدعومة من الرياض، كحزب الإصلاح وغيره من الجماعات المأجورة، لكن الأغلب من أبناء اليمن سيبقى رافضاً لخيانة الدين والقضية الفلسطينية، خاصة وأن الصورة قد اتضحت للجميع، ولم يعد خافياً على أحد بأن العدوان على اليمن هو عدوان صهيوني محض، وأن الرياض وتل أبيب وجهان لعملة واحدة.

من هنا كانت عملية سيئون البطولية على يد أحد رجال اليمن في مقر المنطقة العسكرية الأولى، والتي أسفرت عن مصرع سعوديين اثنين وإصابة ثلاثة آخرون وما خفي أعظم، والقادم -بإذن الله- أسوء على كل القوات الغازية فاليمن مقبرتها الأخيرة، ولا فرق بين من يقتل جندياً سعودياً أو إسرائيلياً فالمعركة واحدة، وتحرير فلسطين لا ينفصل عن تحرير اليمن.

أما عن سبب العملية، فهي غيرة الجندي اليمني الذي لم يطق سماع السعوديين وهم يسخرون من فلسطين ولبنان، ويتوعدون اليمن بمصير مماثل لغزة، فقرر التنكيل بهم على طريقة المقاومة الفلسطينية بحق الجنود الصهاينة، وإرسال رسالة للعالم المتصهين بأن أحرار اليمن في كل مكان، وأن كلمة اليمن من مرادفات الموت، وأينما حضر اليمني حضر الهلاك لأعداء الإسلام.

وبما أن موقف السعودية والإمارات هو موقف إسرائيل واليهود، فإن موقف اليمانيين سيبقى دائماً موقف الإسلام وفلسطين، ولن يخرج السعوديون والإماراتيون من اليمن بخير، كما لن يكتفي الموت بسحقهم في اليمن وحسب، بل سيزورهم إلى عقر دارهم ما دامت نواياهم الخبيثة ومؤامراتهم مستمرة بحق الأمة وشرفائها.

وما يتعرض له محور المقاومة من ضغوط ومواجهات سيتكرر أضعافه بحق معسكر التطبيع، عما قريب بإذن الله، وقادم الأيام سيشهد ضربات موجعة لمعاقل آل سعود وآل نهيان، فهم فريسة سهلة، وليس الغرب مستعدٍ للدفاع عنهم كما يدفع عن اليهود.


* المقال يعبر عن رأي الكاتب