هكذا حال غزة!!
السياسية: صادق سريع
"مُبكٍ هو حالك يا غزة، وعند الله تجتمع الخصوم، في كل دقيقة هناك شهداء، في كل دقيقة هناك وداع جديد، في كل دقيقة هناك ألم ودموع..
هذا هو حال غزة منذ عام وشهر!
وداع وفقد وألم وحزن فقط"، هكذا كتب ثائر فلسطيني كلماته بدماء الشهداء.
وفي كل دقيقة هناك صرخات يهتز لها عرش الرحمن، ومآتِم عزاء وعويل بكاء حزين بكل أحياء وبيوت غزة ، فلا تتوقف مراسم الوداع ولو بضع دقائق .. وهكذا حال غزة مُنذ 398 يوم.
في ذلك القطاع الصغير والمحاصر 18 عاما من هذا العالم المتفرج ، أرقام الموت تسابق عقارب ساعة القتل الصهيونية التي لا تتوقف ولا تعرف التوقف، ولو توقفت سمتوت؛ وكيف لها أن تتوقف وغذائها الدماء!؟
43 ألفا و400 شهيد ارتقوا إلى السماء؛ من الرضع والأطفال والنساء وكبار السن، ومثل نصفهم مفقودون تحت أنقاض الدمار، وأكثر من 100 ألف جريح يئنون على أسِرّة المشافي المدمّرة في غزة ، غير أعداد موتى الأمراض والجوع وعوارض القدر ، وهكذا الحال كل يوم وإلى اليوم وحتى اللحظة مُنذ يوم 7 أكتوبر 2023.
في كل وقت وحين ، تَزِف غزة شهداء جدد، وتُعلن مجازر جديدة، وأسماء ضحايا جدد من حصاد حرب إبادة جديدة وبالأرقام والأعمار، غير حالات القتل والتجويع والتهجير وعمليات القنص العمد هنا وهناك ، والعدو واحد والمجرم واحد ؛ "إسرائيل" والأنظمة العربية المطبعة، ودول الديمقراطيات الزائفة، ورافعي شعارات الحرية والإنسانية؛ بدعم وحماية أمريكا ودول الغرب.
هناك في غزة فقط، أحياء ومنازل تحولت إلى خبر كان يا ما كان في قديم الزمان كان هنا مكان ، وصارت ذكرى مؤلمة وعائلات تحولت أسمائها إلى فعل ماضٍ، وأطفال حُرمت من حنان الأم وسند الأب، وكل الأهل، فحل عليها وجع الظرف وقهر الزمان والمكان، وكم أرواح فَقدت نفسها، وفقدت محلها من الإعراب، وكم عيون بكت قهراً عجَز أهل اللغة رثاء حالها!؟
وكم دموع تسقط كل يوم وكل لحظة من عقارب الساعة ، على خدود أطفال بعمر الزهور وجوههم تشبه الورود، وشبان في عز الشباب، ونساء ثكالى تموت قهرا كل يوم، وكبار في السن ترتجف أجسادهم من الجوع وبرد الشتاء، ومن حمى سعير الحرب؛ وكم أوجاع هناك في غزة وأهات وآنات وأحزان وأنين في كل لحظة، وفي كل منزل؟
ولا تزال آلة الدمار وسفك الدماء وحرب الإبادة تفتك بكل شيء في غزة براً وبحراً وجواً على مرأى ومسمع 9 مليارات إنسان أخرس.
.. ووإسلامااه غزة تُباد وتموت جوعاً وقتلاً !!.. أما آن لقلوب مليار ونصف مسلم من أمة محمد أن تهتز ...!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.. الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى والمرضى، والشبع للبطون الجوعى، والكسر لقيود الأسرى، واللعنة على العرب.
* المقال يعبّر عن رأي الكاتب