محمد علي القانص*


يعلن اليمنيون في كل يوم جمعة عن جهوزيتهم الكاملة لأي سيناريوهات محتملة، فجميع الذين يحضرون إلى ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء وبقية الساحات في المحافظات الحرة يرفعون شعارات الحرية من صميم قلوبهم، وتتلوها ألسنتهم وتستشعرها ضمائرهم، فيتحركون بدوافع إيمانية وجهادية وأخوية وتضامنية مع أبناء فلسطين الذين يعانون من ظلم وبطش الصهاينة وداعميهم ومؤيديهم من الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً. أما من يقف مع إسرائيل ويدعي انتماءه لليمن، فعليه أن يجري لنفسه ولجده السابع عشر فحوصات (الدي إن إيه) ليتأكد من أصوله الحقيقية.

تؤكد تظاهرات اليمن الأسبوعية للجميع أن هذا الشعب لا يزال محافظاً على هويته الإيمانية، ويحمل قيم العروبة والإنسانية والفطرة السوية. كما أنه لا يضع أي اعتبارات لأي موقف يتخذه ضد الحركة الصهيونية، سوى اعتبار واحد وهو الجهاد في سبيل الله نصرة للمستضعفين في الأرض.

في المقابل، لا يبالي أحفاد الأنصار بأي تداعيات تطالهم نتيجة مواقفهم الصادقة والثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ففي جيناتهم تسكن الحرية والشجاعة ومناصرة المظلومين في أي شعب من شعوب العالم.

فالشعب العزيز، كما يصفه القائد الشجاع السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، مستعد للتضحية بكل غالٍ ونفيس، مقابل البقاء في صف الحق، حيث أن اليمني يؤمن بالقضايا العادلة ولا يقبل الظلم والجور. فمن شدة ما مر به من الأزمات والحروب، لا يوجد اليوم ما يخسره، بل إنه يستمتع بلذة النصر وطعم الحرية التي يذوقها بعد كل معركة يخوضها، الأمر الذي جعل الكثير من أحرار العالم معجبين بهذا الشعب، ويضربون به المثل في الصبر والصمود ومواجهة الأعداء بقوة وصلابة لم يمنحها الله لأي شعب على مر العصور، إلا لأبناء اليمن السعيد.

باختصار، أيها السعوديون والإماراتيون والإخونجيون، لا تقعوا من جديد في فخ اليمن الذي لم تخرجوا منه بعد، وعليكم إعادة النظر في حساباتكم والجلوس مع أسيادكم من الأمريكيين والإسرائيليين وغيرهم من قوى الاستكبار العالمي، على طاولة العمالة لمناقشة ما حدث خلال سنوات العدوان الأخيرة على اليمن، وأخذ الدروس والعبر منها، وإن لم تستفيدوا، فجربوا، فها نحن جاهزون.


* المقال نقل من صحيفة (لا) ويعبر عن رأي الكاتب