الكيان على موعدٍ دائم مع الموت
السياسية || محمد محسن الجوهري*
أمام مقر الموساد شمالي مدينة يافا المحتلة، كان جنود وضباط الاستخبارات الصهيونية على موعدٍ مرعبٍ مع الموت؛ والذي تجوَّل في المكان على شكل شاحنةٍ يقودها فدائي مسلمٍ من أراضي الداخل المحتل، فكانت الفاجعة لليهود، والبشرى العزيزة لكل الأحرار في العالم.
عملية شمال يافا البطولية، تميزت بأنها وقعت في أكثر مناطق الاحتلال أماناً، في مفترق "غليلوت" حيث يقع مقر الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية، ما يعزز المشاعر المتراكمة للمغتصبين الصهاينة من أن النهاية قد اقتربت وأن كل شيء في فلسطين المحتلة قد يتحول فجأة إلى وسيلة للموت، ولو في أقرب الأماكن من مراكز تأمين العدو، كما كانوا يظنون.
وكما حذرت فصائل المجاهدين بأن العدو لن ينعم بالأمان بعد اليوم، فإن كل يهودي مغتصب على أرض فلسطين محكومٌ عليه بالإعدام، وفي انتظار تنفيذ الحكم بحقه بعد أن أصبحت البلاد بكلها سجنٌ كبير للصهاينة، بخلاف إرادتهم يوم تمنوا أن تكون غزة سجناً للفلسطينيين، إلا أن الله غالب على أمره، ومكر أولئك هو يبور.
أما عن جبهة الجو، فصواريخ حزب الله ومسيراته تدك أوكارهم يومياً بالجملة، ولم تسلم منها قواعد العدو ومصانعه، وبات اسم الجيش الصهيوني مرادف للموت لكثرة من هلك من جنوده بقصف حزب الله جواً وبراً، وما يعترف به العدو من أرقام كفيلٌ ببث الرعب لدى سائر العلوج، وبمن تبقى من قطعانه.
وعلى طارئ العلوج، يتعاظم يوماً بعد آخر الحديث عن استئجار الكيان المؤقت لقتلة مأجورين من مختلف دول العالم، وتؤكد أخبار العدو عن جلبه لمرتزقة بالآلاف من دول أوروبا والأمريكيتين، إضافة إلى دول مثل جنوب أفريقيا وتركيا، وبالنسبة للأخيرة فإن وضعها الإقليمي يزداد حرجاً مع انكشاف القناع، وظهور حقيقة أردوغان ودعمه العلني لاحتلال غزة.
وقريباً سنسمع أصوات العائلات التركية وهي تناشد المجاهدين بإعادة أبنائهم من هناك، أو حتى جثثهم، وليعلم الجميع بأن الحكومة التركية على عهدها في خيانة الأمة منذ عهد المؤسس أتاتورك وأن تصريحات الخائن أردوغان صالحة فقط للاستهلاك الإعلامي وحسب، وما عدا ذلك فهو صهيوني محض، بشهادة إدانته للمجاهد التركي حسن ساكلان، يوم أراد دفع بعض العار في القدس عن وجه تركيا وحزب العدالة والتنمية، وكان الأجدر به أن يصمت، وأن يرسل المزيد من الاستشهاديين إلى الأراضي المحتلة لكن الخيانة طغت على المشهد، وفضحت قبح إخوان تركيا كما فضحت من قبل إخوان مصر واليمن.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب