شــهداء ... على طريق القدس
السياسية || إيناس عبد الوهاب*
أيها القادة ...نهضت أوجاعي رغم آلامها تجفف دموع الحزن لرحيلكم، وأمسكت بي الآهات لتسندني لأقف عند وداعكم، وأبت إلا أن تراني واقفة كالجبل الشامخ عند غيابكم، لتجمع قواها لتحملني على البراق، لأراكم من بعيد والنور يسعى بين أيديكم وبأيمانكم، حتى يشع النور من وجوهكم فيضمد وجعي ويسكن آهاتي ، لأغمض عيني على صوركم وأفتحها لأجدكم بيننا لم ترحلوا، أجل لم ترحلوا فهل يغيب من بقيت مشاهده تروى في كل حين، ليكون هو الحكاية الملهمة والمدرسة المعطاءة لكل من أراد حياة العزة وأراد لنفسه أن يعيش رجلاً مهابًا عزيزًا فذاً قويًا في كل مراحل الحياة، أجل لم تختفوا وهل يختفي من بخطاباته سيُحيى جيل بعد جيل، ليكون هو من تتطلع له الأمة الحرة، التواقة للتحرر من الغطرسة والعنجهية الإسرائيلية والإمريكية.
وها هي نبرات التحدي التي أطلقتها حناجركم تدوي في أرجاء المعمورة لتعود من جديد تغذي أرواحنا وتملأ أنفسنا المتعطشة للإباء، أجل لم تذهبوا فقد نقشتم على صخرة التحدي تنكيلكم وإرعابكم وكسركم لأعداء الله وأعداء الأمة لتبقى أرواحكم ملاحقة لهم.
وها هي ملامحكم تغوص في أعماق قلوبنا لتزرع الشجاعة والقوة والتحدي المستوحاة من نظراتكم، وإذا بالدماء تثور في أجسادنا، لتنهض رافضة الإستسلام فهذا نهجكم.
أيها القادة أتستبشروا بالذين لم يلحقوا بكم لموكبكم، أدعوتموهم للضيافة لحسن ما رأيتم، وتركتمونا نلمم جراحنا على فقدكم، لكن المواساة الوحيدة هي المقام العالي الذي حزتم عليه ووصلتم إليه وظفرتم به لما قدمتوه من التضحية العظيمة، لأنكم لم تضعوا راية الجهاد ولم تذلوا في مواجهة الأعداء، وها نحن نعدكم سنرتدي لامة حربكم التي طالما أوقدتم نارها، وجعلتموها متأججة ليراها من يسير على دربكم، ليحملها من سيواصل الطريق الذي لن ينتهي إلا بإنتهاء شرار الأرض الذين أقسمتم على زوالهم.
ليكون (يحيى السنوار) الأخير في موكبكم، والأول في موكب جديد ليستبشر بضيوف جدد في ضيافة متميزة عند عزيز مقتدر..ليختم [السنوار] دوره ... حتى يلمع أسمًا جديدًا في قائمة الشهداء العظماء، وينير زاوية جديدة لها رونقها الخاص ولها نكهتها المتميزة من حكاية لشخصية نموذجية وملهمة فيضيف للرواية عنوانًا جديدًا .
(أبا إبراهيم السنوار) الذي عاش كل مراحل حياته مرعبًا للصهاينة فذًا قويًا مزلزلًا لمضجعهم متألقًا في مواجهاته، لم توقفه أوجاع الأسر، بل حولها لمرحلة خاصة، يصقل فيها علمه وقوته وإيمانه ليجعلها فرصة لزيادة العطاء ومواصلة المشوار للبناء وتطوير القدرات فيخرج بعد ٢٥ عام فيكون أكثر بسالة وشجاعة مما كان عليه، ليكون هو من أسر الجلاد وحكم على الصهيوني بالذل والهوان، ليظهر لطوفان الأقصى القائد الذي لطالما كانت الأسطورة التي تُروى وتُحكى بأنها أعجوبة العصر لمدة عام، كان هو مهندسها، ومن أوائل منفذيها فقد كان هو مؤرق لمضجع الإسرائيلي الجبان ، يحمل البندقية في وجه الدبابة، ويحمل الحق في وجه الباطل ويطمس على وجوه كل المنافقين والعملاء وداس بقدمه الشريفة على من حملوا العار، فكانت نهاية حكايته أسمى الحكايات والقصص والروايات، التي تحمل في طياتها الشخصية الملهمة، لكل من أراد لنفسه حياة كريمة عظيمه لمن يتوقون الحرية، ويعشقون الكرامة، فبعد تسديد أقوى ضرباته تنكيلًا لأعداء الأمة، وبعد صولاته وجولاته نال جل ماتمناه، أن يقضي نحبه على أيادي أحفاد القردة والخنازير وهو مواجهًا في ساحة الشرف ، مقبلًا غير مدبر حاملًا على كاهله أوجاع الثكالى وأنين الجرحى وآلام الأطفال الجائعين والمشردين والملاحقين بآلة القتل أين ما توجهوا وذهبوا، فقد استشهد مرفوع الرأس شامخًا عزيزًا، ليلحق بموكب العظماء، ويخط بيده الشريفة ليضيف أسمًا جديدًا متألقًا لقائمة القادة العظماء.
شهداء على طريق القدس..
• المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه