السياسية || محمد محسن الجوهري*

نحن نشاهد حجم الشماتة في معسكر التطبيع والخيانة باستشهاد المجاهد العظيم يحيى السنوار، وقبله السيد حسن نصر الله، مما يؤكد أن المعركة دينية، وأن أعداء حزب الله هم أعداء حماس، وأننا أمام معركة واحدة يخوضها فريقان وحسب: معسكر الحق ومعسكر الباطل.

باتت القضية الفلسطينية معلماً نعرف من خلاله الصالح من الطالح والمؤمن من المنافق، من لا يدفعه إيمانه لنصرة فلسطين فهو مع اليهود، حيث لا حياد في هذه المعركة، كل مسلم مُلزم بأن يكون حاضراً في نصرة إخوته في غزة ولبنان حسب استطاعته، وإلا فإنه جزءٌ من معسكر الصهاينة، حتى لو بقي محايداً، ولم يظهر ولاءه للصهيونية، كما يفعل آل سعود وغيرهم من الأعراب والمنافقين.

وبما أننا نقف إلى جانب معسكر الحق المعادي لليهود، فهذه نعمة من نعم الله علينا، الجهاد فريضة خاصة ضد اليهود، وقد أمرنا الله بقتالهم حتى قبل تحرير فلسطين، اعتبر معاداتهم إيماناً وموالتهم كفراً، وجعل من مودتهم مقياساً لمعرفة المنافقين، وهي آية تتجلى في نظامي الرياض وأبوظبي، وتثبت عظمة القرآن الكريم الذي أخبرنا عن حقيقتهم قبل 1400 عام.

لا خوف على من ينتمي إلى معسكر الحق، فقد تكفل الله بإدارة المعركة ولا خسارة في هذا الطريق. فالقتيل فيها لا يخسر حتى حياته، وموعدنا النصر بإذن الله، وزوال الكيان الصهيوني محتوم، كما جاء في سورة الإسراء، وكل ما علينا هو الالتزام بهذا الخط، وبذل الأنفس والأموال حتى يقضي الله وعداً كان مفعولاً.

يكفي قادتنا أن يغادروا الدنيا شهداء فهم بذلك نجوا من الموت والعاقبة على الخونة الموت لن يغفلهم، وهاهو الملك سلمان بن عبد العزيز يموت كما تموت البهائم، بلا قضية وبلا مبدأ، ولم تنفعه عمالته لليهود أو تنقذه من المصير الحتمي، النهاية هي النهاية، ولكنها أشرف وأعظم في سبيل الله، حتى لو لم يكن بعده جنة أو نار.

نتذكر قوله تعالى عن بني إسرائيل: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوٓءَ ٱلْعَذَابِ) [الأعراف - الآية 167]. فمسألة العذاب لليهود مستمرة بإذن الله، وسيخلف الله كل قائد بآخر أعظم منه، ليتولى التنكيل بالصهاينة، التاريخ القريب يشهد بذلك والأمثلة كثيرة.

أحداث العام 1982 شاهد حي على سنة الاستخلاف الإلهي؛ عندما احتلت إسرائيل لبنان لدحر المقاومة الفلسطينية، فظهر عندها حزب الله اللبناني ليكيل الوجع للعدو أضعاف ما كانت تقدمه الكتائب الفلسطينية، وكان ذلك سبباً في هزيمة إسرائيل الأولى والكبرى، وإنذاراً بهلاك اليهود.

ما دام هناك من يقوى على إذلالهم، ستشهد المرحلة القادمة مفاجآت مماثلة، هذه سنة الله، ولا قلق من مصير معركة يشرف عليها العزيز الحكيم بنفسه، سيتندم الصهاينة على اغتيال السنوار ونصر الله، كما تندموا من قبل على اغتيالهم للشهيدين عباس الموسوي وأحمد ياسين، رضوان الله عليهما.


* المقال يعبر عن رأي الكاتب