الشيخ أحمد جريب *

تحلُّ علينا الذكرى الـ 61 لثورة الـ 14 من أُكتوبر، ومحافظاتُنا الجنوبية والشرقية في اليمن لا تزالُ ترزحُ تحتَ احتلالٍ سعوديٍّ إماراتي مدعومٍ من الاستعمار القديم بريطانيا للعام العاشر على التوالي.

هذه الثورة التي انطلقت شراراتُها من أعالي قمم جبال ردفان، وأشعل شراراتِها الشهيدُ راجح بن غالب لبوزة، هي مناسبةٌ لاستذكار التضحيات الكبيرة، والهدف الأسمى لها والمتمثل بتحرير كُـلّ شبر في البلد من دنس الغزاة والمحتلّين.

وعلى امتداد التاريخ، كانت الشعوب الحرة التواقة إلى الحرية والاستقلال، ترفض كُـلّ المحتلّين، ولنا في هذه الأيّام خير تجربة؛ فالأحرار في قطاع غزة، فجَّروا “طوفان الأقصى”؛ بهَدفِ تحرير الأرض، ومقارعة المحتلّين، غير مبالين بكل مآلات الصراع من قتل وتدمير وتهجير وما إلى ذلك.

لكن ما يَحُزُّ في القلب أن محافظاتِنا في جنوب اليمن وشرقه لا تزالُ جريحةً؛ بفعل العبث السعوديّ والإماراتي بكل مقدراتها وخيراتها، وبمشاركة أرخص مرتزِقة على وجه الأرض، الذين حرموا المواطنين من الخير، والحرية، والأمن، والاستقرار.

لا تخفى على أحد اليوم أطماعُ الاستعمار القديم الجديد؛ فالإماراتي والسعوديّ هم أدواتٌ للأمريكي والبريطاني؛ ولهذا نجد المرتزِقة خلال هذه المناسبة لا يتحدثون عن الثورة ولا يحتفلون بها، ولا يذكرون الاستعمارَ البريطاني لا من قريب ولا من بعيد، وهذا يدل على أن عدن وحضرموت وأبين وبقية المحافظات عادت من جديدٍ إلى الحضن الاستعماري القديم، وهو ما يتطلب من الجميع الوعيَ والانتباه؛ فالمعركة اليوم مهمة جِـدًّا، وعلينا جميعاً أن ننضَمَّ إلى الأحرار في هذا البلد، الذين يناصرون غزةَ رغم المسافات البعيدة، وَيقدِّمون الغالي والنفيس لمواجهة ثلاثي الشر الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي.

وأجدُها فرصةً في هذه الذكرى لتوجيهِ نداء لكل الأحرار في بلدنا، وفي محافظاتنا الجنوبية والشرقية بأن يصطفُّوا خلفَ القيادة الثورية ممثلةً بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وخلف القيادة السياسية ممثلة بالمشير الركن مهدي المشاط، وخلف القواتِ المسلحة التي لن تتنازلَ عن أي شبر واحد في هذا الوطن، وهي فرصةٌ تاريخيةٌ للالتحام مع القيادة لنصنعَ أُكتوبرَ من جديد، وندحر الغزاة والمحتلّين من أراضينا، ونبني وطناً شامخاً قويًّا متماسكاً لا وصاية عليه لا من سعوديّ ولا إماراتي أَو أمريكي وبريطاني.

* محافظ محافظة لحج
* المصدر : صحيفة المسيرة
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه