ذنوب "غزة" تحاصر العالم الخانع
السياسية:
محمد محسن الجوهري*
تتعرض غزة للإبادة الجماعية منذ عامٍ كامل والعالم يتجاهل بكل برودة أعصاب، وينحاز بشكلٍ أو بآخر لصالح القتلة على حساب دماء الأطفال والنساء، لكنَّ العدالة الإلهية لا ترحم أحداً، وها هي تتكفل برد الصاع بصاعين لكل المتآمرين والمتقاعسين عن نصرة الشعب الفلسطيني، وتوزع الموت بالجملة على الجميع، وبأساليب مختلفة، وليس آخرها إعصار "ميلتون"، فأما ما فوقه فأنكى بكثير.
وكما نشاهد في الإعلام، فإن ولاية فلوريدا الأمريكية تمر بأسوأ كارثة طبيعية منذ قرن، وسط تحذيرات من هلاك الآلاف بعد أن تجاوزت درجة الإعصار الدرجة الخامسة، وهي الفئة المميتة لهذا النوع من الكوارث الجوية.
ويأتي إعصار ميلتون بعد أقل من أسبوعين من تعرض فلوريدا نفسها لإعصار "هيلين"، الذي أسفر عن مقتل 230 شخصاً على الأقل، ومئات المفقودين في عدة ولايات أمريكية أخرى.
أما عن العرب فحدث ولا حرج، ويكفي أنهم يهلكون بلا ثمن، وها نحن نرى الملك سلمان بن عبدالعزيز يعاني سكرات الموت، مثله مثل غيره في هذه الحياة، بعد أن أمضى حياته في خدمة الصهاينة والتآمر على المسلمين، ولو أن عميلاً أحق بالحياة لعمالته لكان هو، ولكن عدالة الله جرت بين العباد، وشتان بين موت العميل وشهادة العظماء في فلسطين ولبنان.
والكارثة الأخرى، أن الصهاينة قد لوثوا العالم بالأمراض البيولوجية وبالأوبئة المرتبطة بها، وصار العالم يكتظ بأنواع من الفيروسات القاتلة، آخرها جائحة كورونا المتحور وماربورغ وجدري القردة، وكلها قاتلة وتستهدف العرب قبل غيرهم، والأخير منها كانت الإمارات محطة رئيسية لانتشاره في دول المنطقة.
وكما قال الإمام زيد عليه السلام: "من أحب الحياة عاش ذليلاً"، ورغم تلك الذلة والتواطؤ مع اليهود، لم يسلم العالم ولم يسلم العرب، وبدلاً عن الموت دفاعاً عن القدس وشعب فلسطين، أصبحوا يموتون بلا ثمن وبلا قيمة لدينهم وقضاياهم، والقادم أدهى وأمر، فالكوارث القادمة ستأكل الأخضر واليابس، والسعودية -على سبيل المثال- على موعدٍ مع الفوضى الأمنية والسياسية، بعد تردي الملك سلمان، وانتقال الملك للجيل الثالث من آل سعود.
وما حال الإمارات ببعيد، فعدالة الله كفيلة بصدهم وثنيهم عن إهلاك الحرث والنسل في كل بلاد المسلمين خدمةً للمشاريع الصهيونية، ولو أن عملاء اليوم اعتبروا بمصير السادات والملك فيصل وعفاش، لما أقدموا على إعادة استنساخ الخيانة والعمالة، فكل خائن عاقبته الموت المهين، وسيندمون عندما لا ينفع الندم، وما على الشعوب إلا الاستعداد للتغيير ونصرة فلسطين، فهذا قدرها، كما أن قدر إسرائيل الزوال عما قريب، بإذن الله.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب