السياسية:

محمد علي القانص*



تشهد لبنان، وبالأخص المناطق الجنوبية، أحداثاً مؤلمة وكارثية بامتياز، ومع ذلك، لم تؤثر هذه الأزمات سلباً على عزيمة المجاهدين في حزب الله، لا سيما بعد استشهاد قائدهم السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه) نتيجة غارات جوية إسرائيلية مكثفة ألقت نحو 85 قنبلة محظورة دولياً على المنطقة السكنية التي كان يتواجد فيها.

وقد أثبتت الوقائع قدرة مجاهدي حزب الله على توجيه دروس قاسية للعدو، كان آخرها استهداف مدينة حيفا المحتلة بأكثر من 100 صاروخ، تزامناً مع خطاب ألقاه نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم الثلاثاء ٨ أكتوبر ٢٠٢٤م.

وقبل أيام قليلة من قصف حيفا، نفذ حزب الله ضربات مؤثرة ضد العدو الإسرائيلي أثناء محاولته التقدم برياً على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وقد أسهمت هذه العمليات في إحباط الهجوم البري وتدمير آليات العدو، مما دفع الأخير إلى التراجع.

في خطابه الأخير، حذر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الكيان المؤقت من مواجهات أشد ضراوة مما شهدناه في السابق، مشدداً على تماسك مجاهدي الحزب، وأشار إلى أن دماء السيد حسن نصر الله وجميع الشهداء الذين ارتقوا منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى لن تزيدهم إلا عزماً وصلابة وقوة في سعيهم لنصرة المستضعفين في غزة ولبنان.

ومن خلال تلك العمليات والخطابات الحماسية المؤثرة، يتوقع العديد من المراقبين أن تشهد الأيام القادمة انتصارات غير مسبوقة لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان، ويُعتقد أنه لا توجد أي حدود أو قيود يمكن أن تمنع المجاهدين من استهداف العمق الاستراتيجي للعدو.

كما يُتوقع أن يتوسع نطاق الأهداف ليشمل المنشآت الحيوية والنفطية والنووية في الأراضي المحتلة، إضافة إلى الأحياء السكنية التي يقطنها اليهود، انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل.

ووفقاً لبعض السياسيين والمحللين، فإن الكيان الصهيوني قد استنفد كافة خياراته في الحرب على غزة ولبنان، دون أن يتمكن من تحقيق أهدافه الرئيسية، التي تتضمن القضاء على حركة حماس وحزب الله.

في المقابل، لا يزال حزب الله يحتفظ بعدد من الأوراق التي لم تُستخدم بعد، حيث توعد نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، بضربات قاصمة سيفاجأ بها أن الكيان المؤقت وأن المجاهدين قادرون على الوصول إلى أي نقطة داخل الأراضي المحتلة، وهذا يدل على التمسك الداخلي للحزب رغم الضربات المؤلمة التي تعرض لها، وكذا فشل الكيان المؤقت الذريع في المعركة الميدانية والمواجهات المباشرة التي تكبد خلالها خسائر فادحة، إلا أن التعتيم الإعلامي ساهم في إخفاء التأثير القوي والضربات المؤلمة التي استهدفت العدو في العمق.

لا شك أن العدو الصهيوني سينهار عما قريب، لأنه يدرك تماماً أن حركات المقاومة والجهاد لا يمكن أن تنطفئ نيرانها نتيجة فقدان قياداتها، فهذه الحركات مستندة إلى مشروع يمتد بعمق إلى جوهر المشروع القرآني، وقد انطلقت من الوعود الإلهية والتوجيهات الربانية التي تحث على مواجهة العدو، مما يؤدي بإذن الله إلى تحقيق النصر المؤزر.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب