السياسية – متابعات :

قلبت عملية "الوعد الصادق 2" الصاروخية الإيرانية، المشهد الإقليمي في المنطقة، بعدما ظنّ الكيان المؤقت والإدارة الأمريكية، بأن تغيير معادلات المنطقة لصالحهما بات أمراً يسيراً، ما بعد الجريمة الكبرى باغتيال الشهيد السيد نصر الله.

فمنذ أيام، يتصرف رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكأنه اللاعب الوحيد في المنطقة، الذي لا توجد أي قوة في العالم، تستطيع التأثير عليه ومنعه من ارتكاب المجازر والجرائم بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، مستغلاً سياسة الجمهورية الإسلامية في إيران في عدم التصعيد نحو حرب شاملة وإقليمية، لا يريدها كل شعوب المنطقة ودولها.

لذا كانت الضربة الصاروخية الإيرانية – التي سبقها عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية -، بالإضافة الى إنجازاتها العملياتية والتكتيكية التي نجحت بنسبة 90%، إنجازات استراتيجية أعادت توازن الرعب. وأبلغ مشهد يؤكّد ذلك ببساطة، هو الأفراح الشعبية بالعملية التي عمّت مختلف دول المنطقة، انطلاقاً من قطاع غزة مروراً بلبنان وسوريا والعراق واليمن وصولاً الى الجمهورية الإسلامية في إيران، بعكس حال أكثر من 10 مليون مستوطن إسرائيلي كانوا مختبئين إما في الملاجئ أو تحت الجسور وفي محطات المترو. ما دفع برئيس بلدية تل أبيب الى المطالبة بوقف الحرب والتعليق بأن نتنياهو "أدخل إسرائيل في حالة من الجنون".



أبرز تفاصيل العملية

وبالعودة الى تفاصيل العملية، فقد كان لافتاً حجم التغطية الإعلامية التي واكبتها، وحجم التسريبات الإسرائيلية التي لم تستطع الرقابة العسكرية منعها بالكامل، والتي أظهرت مشاهد نجاح العملية، ما دفع جيش الاحتلال لاحقاً للاعتراف بذلك.

وبحسب بيانات القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية وتصريحات المسؤولين الإيرانيين وما تداولته وسائل الإعلام هناك، بالإضافة الى ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن هذه هي أبرز تفاصيل عملية الوعد الصادق 2:

- نفّذت العملية بناءً على قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي وبدعم من الجيش، ورداً على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية والشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد اللواء عباس نيلفوروشان، وبنداء "يا رسول الله".

- تم الهجوم بواسطة 181 صاروخ من نوعيات مختلفة: فتّاح الفرط صوتي (استخدم للمرة الأولى)، وباليستية من نوع قدر وعماد. أما شبكة "إيه بي سي" فنقلت عن مسؤول أميركي قوله بأن إيران أطلقت على إسرائيل 220 صاروخا على دفعتين.

- وصلت الى الأراضي المحتلة خلال 12 دقيقة كحد أقصى.

- سجّلت العملية إخفاقاً استخباراتياً استراتيجياً جديداً لأجهزة الاحتلال الأمنية، كونها لم تعلم أو تقّدر حصول هذا الهجوم الإيراني الواسع، ولذلك لم تستطع إنذار جيش الاحتلال الإسرائيلي.

- استهدفت العملية 3 قواعد جوية عسكرية رئيسية لكيان الاحتلال: تل نوف (القريبة من تل أبيب)، نيفاتيم، حتسريم. وتعتبر هذه القواعد من أهم القواعد في الكيان لأنها تحتوي على طائرات مقاتلة من نوع F-35 وF-15A، كما يُرجح بأنها تحتوي على مخازن للأسلحة النووية الإسرائيلية.

كما تم ضرب مقر للموساد الذي كان بالإشتراك مع قاعدة حتسريم، المسؤولين التنفيذيين عن اغتيال الشهيد السيد نصر الله.

واستهدفت العملية رادارات وتجمعا للدبابات وناقلات الجند في محيط غزة (وهذا ما سيشكّل دعماً كبيراً لمجموعات المقاومة في القطاع)، كما استهدفت الصواريخ أيضا أجهزة الرادار في الأنظمة الدفاعية التي توجه صواريخ "آرو-2″ و"آرو-3".

- انطلقت صفارات الإنذار في حوالي 1864 مستعمرة، بشكل لم يسبق له مثيل طوال عمر الكيان، وأغلبها في المنطقة الوسطى لفلسطين المحتلّة، وفي مراكز الثقل في الكيان.

- فشلت كل منظومات الدفاع الجوي والاعتراض الصاروخي الإسرائيلية وغيرها التابعة للقوات الأمريكية والدول الغربية والدول العربية، من إسقاط أغلب الصواريخ الإيرانية، مثل: آرو 2 و3، مقلاع داوود، الباتريوت، القبة الحديدية، منظومات البوارج الحربية ساعر، وغيرهم.

- بدأ وسائل الإعلام الإسرائيلية بالاعتراف تدريجيًا عن خسائرهم من العملية، بحيث دمرت الصواريخ الإيرانية، مبان ومشاغل صيانة للطائرات الحربية في القواعد الجوية الإسرائيلية.

واعترف المراسل العسكري للقناة 13 الإسرائيلية، بأن إيران أطلقت صواريخها نحو القواعد العسكرية ولم توجهها نحو "المدنيين". وهذا على النقيض من كيانه، الذي يهرب من خيباته العسكرية باستهداف المدنيين في فلسطين ولبنان وسوريا.

كما تم الإعلام عن إصابة 100 بيت استيطاني بأضرار كاملة أو جزئية في مستوطنة "هود هشارون" شمالي تل أبيب والقريبة من مقر قيادة الموساد.

- سقط للكيان العديد من الإصابات بين قتيل وجريح، والتي لا يزال يتكتم عليها. فعلى سبيل المثال، اعترف بمقتل مستوطن من العفولة وقال بـ "أنه أصيب بجلطة بسبب الصواريخ"، وهذا ما بات معلوماً بأنه أسلوبهم للتخفيف من حدة الخبر.

-من النتائج المعلنة للعملية الهجومية أيضاً، هو انقطاع التيار الكهربائي في بعض مناطق بئر السبع والقدس المحتلتين، بحسب ما أعلنت شركة كهرباء إسرائيل. كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن النيران اشتعلت في جسم مقابل شاطئ عسقلان (تم تقدير بأنه منصة لاستخراج الغاز).

- بعد العملية أكّدت تصريحات المسؤولين الإيرانيين، على أن أي رد من قبل الكيان على العملية فإنه سيواجه بهجمات أشدّ قوة بأضعاف تؤدي الى تدمير بنيته التحتية على نطاق واسع وشامل في أرض فلسطين المحتلة.

كما حذرات رئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أنه في حالة التدخل المباشر للدول الداعمة للكيان في العدوان على الجمهورية الإسلامية، فإن مراكز هذه الدول ومصالحها على مستوى المنطقة، سيواجه بالتزامن، بهجوم قوي للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية، وهذا ما يعني أعلى نسبة من الاستعداد والجهوزية لديهم لمواجهة كل السيناريوهات.

* المادة تم نقلها حرفيا من موقع الخنادق اللبناني