رحلَ حسن وبقيَ نصرُ الله
السياسية || محمد محسن الجوهري*
صحيح أن الوجع كبير، لكن لفقد شخصه العظيم والعزيز، أما عن أثره في الحياة فباقٍ ما بقي المنهج الذي ينتمي إليه، ويكفي أنه اليوم شريكٌ في كل وسائل الموت التي تحاصر الكيان، وفي كل رصاصة تخترق جسداً صهيونياً، ومن يعرف سنن الله في الأرض يعرف أن الحق لا يقبل الهزيمة، وأن موعد الإسلام النصر، وأن الإفساد اليهودي إلى زوال، وما حسن نصر الله إلا جندياً في معركةٍ كبرى يقودها الله عز وجل ضد حزب الشيطان اليهودي.
ومن سنن الله التي تلازم هذا الوجود أنه قد تكفل بأن يبعث على اليهود من ينغص عليهم آمالهم إلى يوم القيامة، وقد كان السيد حسن تجسيداً لذلك الوعيد الإلهي، وسيأتي الله بمن يسومهم سوء العذاب خلفاً له وبأدوات ووسائل أدهى وأمر، وسيترحم الصهاينة على أيامه كما ترحموا من قبل على سلفه الشهيد السيد عباس الموسوي - رضوان الله عليهما، وعلى سائر شهداء المسلمين.
كما أن الأمة المؤمنة لا تخلوا من قيادة إيمانية موالية لله ورسوله وللإمام علي، وسيحظى إخوتنا المؤمنون في لبنان بقائد عزيز لا يقل عظمة عن السيد حسن، وسيقود رجال الرجال هناك إلى تحقيق انتصارات بأضعاف الوجع الذي حققه السيد من قبل، وستذكرون هذا الكلام يوماً ما وعسى أن يكون قريباً بإذن الله.
ومع ذلك سيبقى السيد حسن حياً في نفوس مريديه، ومنهجاً يتبعونه إلى أن يلقوه ويكفي أن اسم السيد - بعد اغتياله - يرعب الطغاة والخونة أكثر من ذي قبل، يشهد بذلك الإجراءات السعودية التي منعت حتى الترحم عليه، وحرمت على مواطنيها حتى الحديث عنه وذكرَ اسمه، تماماً كما فعل أسلافهم بالأمس مع اسم الإمام علي عليه السلام عقب استشهاده، فروح المؤمن أشد خطراً على المنافقين من حضوره الجسدي وهذه من سنن الله في الأرض.
* المقال نقل من موقع راي اليوم يعبر عن رأي الكاتب