السياسية || محمد محسن الجوهري*


نشرت وسائل إعلامية موالية للعدو الإسرائيلي تسريبات تحذر من اجتياح بري ومواجهة وشيكة في الأراضي المحتلة، مؤكدةً أن الآلاف من العناصر اليمنية تستعد لعملية واسعة مع الكيان الصهيوني.

وبحسب موقع "إسرائيل 24" ومواقع إخبارية موالية للعدو الصهيوني، فإن مقاتلين يمنيين تدفقوا إلى سورية والأردن على شكل جماعات صغيرة، وأن هذا الاحتشاد يحمل دلالات خطيرة على مستقبل الكيان الصهيوني، وقد ربطت القناة الخبر مع تصريحات سابقة للسيد القائد بخصوص مواجهة برية توعد فيها بمفاجآت للعدو الإسرائيلي.

وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن الكيان تلقَّى معلومات مؤكدة من المعارضة السورية بخصوص اجتياح وشيك للأراضي المحتلة من جبهة الجولان السوري المحتل، وأن الحوثيين تلقوا تدريبات واسعة على تنفيذ عمليات الاجتياح بالمدرعات العسكرية، وبمرافقة الطيران المسير، محاولة الربط بين الاجتياح القادم وما حدث للكيان في 7 أكتوبر الماضي.

وقد تداولت وسائل إعلام تابعة للسعودية والإمارات الخبر باعتباره تهديداً للكيان، وحاولت الزج بأسماء دول عربية ضمن إطار الخطر القادم، داعيةً في الوقت نفسه مسلحي الإخوان والجماعات السلفية في سورية إلى التصعيد العسكري، ومنع أي مواجهات مباشرة مع اليهود.

وفي اليمن تفاعلت وسائل الإعلام التابعة للمرتزقة، وحاولت التقليل من خطورة الأمر على "إسرائيل"، ودعت إلى إعادة فتح الجبهات لمنع تصدير الصراع إلى خارج الحدود اليمنية في تناغم صريح مع المخاوف الإسرائيلية، وتأكيد مباشر على وحدة الجبهات بين كيان العدو وعملائه ومرتزقتهم المحليين.

وحتى اللحظة لم يصدر أي تعليق رسمي من القيادة اليمنية على الخبر، إلا أن "إسرائيل" تعلم علم اليقين أن اليمن ماضٍ -بلا تراجع- في نصرة الشعب الفلسطيني مهما كان حجم التضحيات وقد خبرت بالفعل كيفية النصرة اليمنية لفلسطين، ومدى جدية القيادة بشأن الوصول إلى الكيان بأي طريقة كانت.

وفي حال تحققت المواجهة المباشرة، فإن الكيان يخشى من مخططٍ مماثل للذي قام به حلفائه في سورية، حيث من المتوقع أن يندلع الاجتياح على طريقة حرب العصابات، وتتنوع المواجهات والجبهات التي ستعصف بالكيان على مدى طويل، كما حدث لحليفته السعودية خلال عدوانها الغاشم على اليمن.

ومن المعروف عسكرياً، أن أقوى الجيوش في العالم تعجز عن مواجهة أسلوب العصابات، فكيف بالجيش الإسرائيلي عندما يواجه رجال الرجال بشكلٍ مباشر، ممن لهم خبرة طويلة جداً بالاجتياحات وحروب الاستنزاف خاصة وأن الجيش الصهيوني يعجز اليوم عن فتح جبهة جديدة مع حزب الله، بعد أن أنهكته المواجهات البطولية مع غزة ومجاهديها البواسل.

باختصار، فإن على اليهود أن يستعدوا لمجازر دموية على غرار ما يرتكبونه بمسلمي غزة، أو أن يحزموا حقائبهم ويرحلوا من الأراضي العربية الفلسطينية، فجيش الاحتلال وحلفاؤه في الشرق والغرب أعجز اليوم عن توفير أي حماية لـ"إسرائيل"، بدليل ما يرونه من فشل عسكري للبحرية الأمريكية في محيط باب المندب والبحرين العربي والأحمر.

يشار إلى أن خبراء صهاينة قد حذروا عشية طوفان الأقصى من سقوط الكيان في حال تعرض لاجتياح بري مماثل، سيما وأن دعمهم للحرب الدموية في سورية أبرز لهم نموذجاً يصلح لأن يتكرر في فلسطين المحتلة، حيث لا طاقة لليهود بالصمود في وجه أي حرب عصابات طالما وقد تمكن مسلحوها من التغلغل إلى عمق فلسطين المحتلة.


* المقال يعبر عن رأي الكاتب