باستقباله ذكرى مولد النور.. الشعب اليمني يظهر مشاعر التعظيم لرسول الله
السياسية || منى المؤيد*
نحن في هذه الأيام في ذكرى استقبال مولد خير البشر على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم - نستبشر بقدوم هذا اليوم يوم من أيام الله العظيمة الذي اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون مولدا للرسول الأعظم ولهداية هذه الأمة والعالم أجمع (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) رحمة للإنس والجن.
اليوم العظيم
لم يكن مولد الرسول محمد بن عبدالله صدفة، ولم يخلق الله أياما صدفة، ولا تأتي الأحداث عشوائية، حاشا لله أن يكون كذلك مثلما يصفه بعض الناس، بل هو يوما اختاره الله - فيه العظمة والبركة، كما اختار بقية الأيام المباركة، وعلى رأسها ليلة القدر التي جعلها الله خيرا من ألف شهر وتنزل فيها الهدى والقرآن، وكان لها هذا الفضل، فكيف يكون يوما ولد فيه الهدى وهو يوم 12 من ربيع الأول.مولد النور المحمدي وهو تعبير عن ابتهاجنا وفرحنا، وتعلقنا، ووفائنا، وحبنا، واقتدائنا برسولنا الكريم، ونهجه القويم المنبثق من رسالة السماء الإلهية التي أخرجت الناس من الظلمات إلى النور، وأسست وبنت مجتمعا إيمانيا أساسه العدل والحق والأخوة الصادقة وأركانه القوة والعزة والنصر والكرامة.
الاستعداد المبكر لإحياء ذكرى المولد النبوي
يستعد اليمنيون بشغف وحب لاستقبال مناسبة غالية وعظيمة على قلوبهم وقلب كُلّ مسلم ألا وهي ذكرى المولد النبوي الشريف، ومن الملاحظ أن الاستعدادات والترتيبات المكثفة والمبكرة الرسمية والشعبية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات هو استشعار لعظمة هذه المناسبة واستقبالها بأحلى حلة وبأجمل منظر، فتبدو المنازل والشوارع في أبهى حلتها وقد اكتست بالألوان الخضراء واللوحات الضوئية المعبرة عن هذه المناسبة، إضافة إلى الولاء للنبي الأكرم -صلوات الله عليه وآله.وتقام في هذه المناسبة العديد من الفعاليات والاحتفالات، والمجالس والأمسيات في القرى والمدن بكافة المحافظات اليمنية والتي تعبر عن عظمتها.
فأجواء وطقوس البهجة والفرح تبدأ قبل ثلاثة أسابيع من يوم المولد في مختلف مديريات المحافظات من خلال الاهتمام بأعمال التزيين في المنازل والمباني والمكاتب والمؤسسات الحكومية والشوارع، استعدادا للفعالية الكبرى التي ستقام في يوم 12 من ربيع الأول.
اليمنيون النموذج الأرقى في الاحتفال بنبيهم
كان اليمنيون ومازالوا وسيبقون مرتبطين بهذه الذكرى ومتعلقين بها ومنسجمين معها ومتحركين في أثرها جيلا بعد جيل حتى يصلون إلى نبي الله محمد في حوضه، عندما يلوذ الناس ويأتي أهل اليمن ويقول رسول الله "انتظروا حتى يأتي أهل اليمن ليشربوا من الحوض" وهذه نعمة عظيمة نستحقها لأننا ارتبطنا بنبي الله محمد.الشعب اليمني في كل عام يتصدر الشعوب الإسلامية في اهتمامه بهذه المناسبة وابتهاجه بها وطريقة إحيائه لها، واهتمامه بها من تجليات ومصاديق الحديث النبوي الشريف "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، والصلة برسول الله عليه الصلاة والسلام والعلاقة به هي صلة وعلاقة إيمانية منطلقها وأساسها الإيمان به وبرسالته وبعظيم منزلته عند الله تعالى وبمهمته المقدّسة ودوره العظيم، وأنه صلة للأمة بالله تعالى وهديه ونوره.
أبناء الأنصار هم من وقفوا اليوم مع غزة
تأتي هذه الذكرى في هذا العام ونحن نخوض معركة عظيمة ضد أعداء النبي محمد وهم اليهود الذين وصفوا بأنهم أشد الناس عداوة للنبي وللذين آمنوا، فنرى أنفسنا اليوم عندما ارتبطنا بالقرآن الكريم والنبي العظيم، أعاننا الله في نصرة إخواننا في غزة خاصة وفي فلسطين عامة.وقفنا عندما جبن الناس وانطلقنا عندما خمد الناس، وأنفقنا عندما بخل الناس وجاهدنا عندما فر الناس، أليست هذه نعمة عظيمة لنا نحن أهل اليمن؟ أن من الله علينا هذا التمكين بإتباعنا لرسوله وتحركنا كما أراد لنا هو ورسوله.
من لم يتحرك اليوم ضد العدو الصهيوني فمتى سيتحرك؟ فهو لن يتحرك على الإطلاق.
ليس بغريب على أحفاد الأنصار الذين نصروا رسول الله وآووه وهاجروا معه في صدر الإسلام وحملوا رايته، أن يتحركوا كأنصار كما كان آباؤهم وأجدادهم يحملون راية الإسلام ويقتدون بالنبي الخاتم، ويناصروا إخوانهم في غزة بالكلمة ليس فقط بالمال والموقف والخروج الأسبوعي بل بالجهاد إلى جانبهم عبر المشاركة بضرب العدو من خلال الحصار البحري والضربات الصاروخية والقصف بالمسيرات الذي يستهدف الأراضي المحتلة، ولو سنحت لهم الفرصة في الذهاب إلى فلسطين المحتلة والقتال بجانب إخوانهم لما توانوا بل سيتحولون إلى صواريخ تنطلق ولا تتوقف ولا يمكن لها أن تهزم وتظفر بالنصر أو الشهادة.
اليمنيون منبع الحكمة
نرى اليوم ترجمة عملية لما وصفنا به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، حيث تأتي هذه الذكرى واليمنيون يستشعرون روحانية المولد النبوي الشريف والحث على التمسك بسيرة المصطفى وتثبيت معاني القيم والأسس الفضيلة التي جاء بها صلوات الله عليه وآله وإظهار الفرح والبهجة لتكون هذه المناسبة طاقة نور يستقي منها اليمنيون نفحة من الصفاء والطهر في ظل الأوضاع التي يكابدونها منذ عشر سنوات، حتى تتجدد نفوسهم وترفع معنوياتهم بإحياء ذكرى رسول رب العالمين.* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه