هزيمة العدو في اليمن سيناريو تكرره حماس بنفس المشاهد
السياسية:
محمد علي القانص*
"التاريخ يعيد نفسه" كما يقال، فمن يتأمل ما يجري اليوم في غزة من حرب إبادة جماعية، وما جرى ويجري في اليمن، سيجد أن الأحداث تتشابه حد التطابق، ففي اليمن الذي شُنت ضده حرب لا مبرر لها من قبل التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات ومن ورائهما أمريكا وإسرائيل، بدأ بالعدوان على العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية في ليل ٢٦ مارس ٢٠١٥م، بغارات جوية استهدفت الأحياء السكنية والمنشآت الحيوية، وجميع مقومات الحياة، وصرح الناطق العسكري للتحالف آنذاك (العسيري) أنهم سيقضون على اليمن خلال أسبوع واحد، متباهياً بالقوة العسكرية والتكنولوجية التي يمتلكونها بالتعاون مع دول عربية وأجنبية، بل بدول العالم.
في المقابل عزم مجاهدو القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية على مواجهة تلك القوات الضاربة والجيوش الجرارة والأسلحة الفتاكة، بسلاح التوكل على الله والثقة بوعوده، بالإضافة إلى الإعداد بحسب الاستطاعة كما قال الله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" صدق الله العظيم، وكانت النتيجة هي التأييد الإلهي والتحول الاستراتيجي في مسار المعركة ومواجهة التحديات حتى أصبحت القوات المسلحة اليمنية-بفضل الله- تمتلك صواريخ بالستية وطائرات مسيرة بعيدة المدى يصل مداها إلى آلاف الكيلو مترات، بالإضافة إلى التصنيع العسكري للأسلحة المختلفة البرية والبحرية، وغيرها من الإنجازات التي أبهرت العالم، آخرها المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني والأمريكي في البحر الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي.
اليوم يتكرر سيناريو اليمن في غزة، فبعد قرابة عام من القصف والدمار والاستهداف لكل مقومات الحياة، بشتى أنواع الصواريخ والقنابل المحرمة دولياً، يظهر ضابط إسرائيلي ميداني في تصريح نشرته وسائل الإعلام يقول إنهم يحتاجون إلى عام جديد من أجل هزيمة حماس، وهذا يدل على الهزيمة النفسية والفشل العسكري الذريع للكيان الصهيوني في المعركة التي استخدم فيها قوته الكاملة ولم يحقق جزءاً بسيطاً من أهدافه، وتقهقره أمام فصائل المقاومة الفلسطينية التي يعد صمودها منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م إلى اليوم انتصاراً بحد ذاته، ناهيك عن المواجهات المشرفة والمنكلة بالعدو.
أحداث الأمس القريب عندما كان مجاهدو أنصار الله يواجهون الدبابات والمدرعات من مسافة صفر، بالإضافة إلى إسقاط طائرات العدو وبوارجه وسفنه بعد سنوات طويلة من الحرب، تتكرر اليوم، فمقاتلو حماس يصدرون نفس المشاهد التي تعتبر معجزات وآيات تدل على صدق الوعود الإلهية بالنصر للمؤمنين ولو كانوا قلة قليلة.
وبالنظر إلى التصريحات الأخيرة لمسؤولين أوروبيين وأمريكيين بشأن غزة وحركة حماس سنجدها منخفضة الحدة عما كانت عليه سابقا، وذلك بعد أن أثبت مجاهدو حماس جدارتهم وبأسهم في ميادين القتال وصمودهم الذي سيكتبه التاريخ بحروف من ذهب، فمن يتوكل على الله ويجاهد في سبيله، سيكون التأييد الإلهي ملازما له، وتسقط أمامه أقنعة كان يتخفى وراءها العملاء والخونة من أبناء الأمة الإسلامية، فمعارك الحق في غزة واليمن ولبنان وسوريا والعراق، ستعيد للإسلام مكانته وهيبته كما كان في عهد النبي صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب