ابن عثيمين ومايا أنجلو وعقدة الغرب المتحضر
السياسية || محمد محسن الجوهري*
من علامات الجهل بالدين لدى شيوخ الوهابية هي عقدة التطور، ونظرة التقديس للغرب ولنمط الحياة هناك، لدرجة بلغت التقليد الأعمى لمنتوجهم الأدبي والثقافي، كحال الشيخ عايض القرني الذي اعتاد سرقة المؤلفات الغربية، وإعادة انتاجها ونسبها لنفسه، مثل كتابه "لا تحزن"، الذي هو سرقة أدبية واستنساخ لكتاب "دع القلق وابدأ الحياة" للمؤلف الأمريكي الشهير "ديل كارنيجي".
ولم تكن تلك هي السرقة الوحيدة للقرني، فقد سرق العشرات من المؤلفات لكتاب غربيين وعرب، الأمر الذي دفع شاباً سعودياً اسمه "سعد الأسلمي" إلى تأليف موسوعة لسرقات القرني أطلق عليها اسم: "لا تسرق"، فند فيها حقيقة الأعمال الأدبية والشعرية للقرني بالأدلة القاطعة، وأعاد نسبتها إلى أصحابها الحقيقيين، كالكاتبة سلوى العضيدان، الضحية الأشهر سعودياً للشيخ السلفي.
ورداً على تلك الحقائق، برر القرني سرقته الأدبية لأعمال الآخرين بأنها اقتداءً بشيوخ الوهابية ممن سبقوه وتفوقوا عليه في فن اللطش والسرقة، دون أن يحدد أسماءً أو يكشف عن مسروقات، ولكن القرني كان صادقاً في ادعائه، فكل شيوخ الوهابية مفلسون، ولولا السرقات الأدبية لما نجح أحدهم في انتاج مؤلفٍ واحد، كما حال الشيخ ابن عثيمين، أحد أبرز كهنة المعبد السعودي.
وأذكر لابن عثيمين شريطاً دعوياً اختار له اسم "تعلم أن تقول لا" أورد فيه بعض القصص غير الموثقة عن الرسول (ص) والصحابة، وهم يرفضون بجلافة طلباتٍ من البسطاء، متجاهلاً قوله تعالى:(وأما السائل فلا تنهر)، وعشرات الأحاديث عن كرم الرسول وسماحته.
ولكن ابن عثيمين لم يكن بصدد نشر الخير والفضيلة، بل كان يستنسخ عملاً أدبياً آخر، تمثل في المقولة الشهيرة للناشطة الأمريكية السمراء "مايا أنجلو" صاحبة المقولة المعروفة: " Say No When It's No" "قل لا عندما يجب أن تقول".
ولم يكن ابن عثيمين يدرك حينها أن الشبكة العنكبوتية ستفضحه، وتفضح العشرات من أمثاله، وستكشف أنه مجرد لص اعتاد السرقة الأدبية من الآخرين أملاً في أن يحظى ببعض ما حظيو به من الشهرة، ولكن بإضافة البعد السلفي الوهابي لمسروقاته الفكرية.
وعلى ذكر البعد السلفي، فلابن عثيمين مقولة أخرى "علم نفسك أيها السلفي" عنوان محاضرة دعوية له، وهي اقتباس معروف للكاتب الفرنسي الشهير "جوزيف جوبيرت Joseph Joubert"وابن عثيمين أضاف لها كلمة (أيها السلفي) لا أكثر.
ولو أننا أطلنا البحث في أعمال شيوخ الوهابية، لوجدنا العجب العجاب مما يكشف حالة الخواء الفكري بداخلهم، وأنهم مجرد ببغاءات بشرية تعيد انتاج أعمال الآخرين لكن التركيز على الأعمال الغربية يكشف عن عقدة "الاستغراب" أو عقدة "الخواجة" كما تُعرف في مصر، والتي تؤكد حجم الهوة بين ما يدعيه هؤلاء من انتماءٍ للإسلام، وبين واقعهم الفعلي، فالدين لديهم شكليات ومظاهر، أما جوهر العقيدة لديهم فهو ما يأتي من الغرب، ولا فرق بينهم وبين دعاة التغريب من المتفرجين العرب، وصدق عزَّ وجل حين قال في سورة التوبة ﴿الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِوَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب