أصعب خيارات واشنطن في اليمن
السياسية : تقرير || صادق سريع ||
"يعد قرار الولايات المتحدة تقليص تواجدها العسكري وسحب سفنها الحربية والمدمرات وحاملات الطائرات من البحر الأحمر من أصعب الخيارات، وفق التحليل العسكري لوكالة أنباء "رويترز".
وقالت الوكالة الأشهر عالمياً: "للمرة الأولى، منذ عام 2001، لا يوجد للبحرية الأمريكية أي حاملة طائرات في أي مكان بقارة آسيا".
وأضافت: "مع قيام الكثير من السفن التجارية بتجنب البحر الأحمر، فإن تخلي البحرية الأمريكية -القوة البحرية الأبرز في العالم- عن حملتها في البحر الأحمر أمراً كان لا يمكن تصوره في السابق"..
وأكدت خلو البحر الأحمر من السفن الأمريكية عدا من بعض السفن الحربية الأوروبية، التي واجهت صعوبات إنقاذ السفينة "سونيون"؛ بسبب تزايد تهديد الهجمات اليمنية.
قوات مرهقة
"رويترز" - وهي وكالة إخبارية عالمية- نقلت عن المسؤول السابق في البنتاغون صامويل بايرز، ويشغل حالياً منصب كبير مستشاري الأمن القومي "مركز الإستراتيجية البحرية"، قوله: "أن تزامن الأزمات في أماكن من العالم، وخاصة بمنطقة الشرق الأوسط ترهق القوات الأمريكية".
وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين أصبحوا أكثر صراحة في إلزام الدول الأوروبية الدفاع عن فنائها الخلفي ، في حين تركز واشنطن على المحيط الهادئ.
وعلى الرغم من استخدام حاملة الطائرات الأمريكية (آيزنهاور) تكتيكات دفاعية طورتها استعدادا للحرب في المحيط الهادئ ضد الصين، ولتقليل تعرضها للهجمات في البحر الأحمر؛ حسب موقع "ذا أفييشنست" العسكري ؛ إلا أنها تعرضت لوابل هجمات الطائرات المُسيّرة والزوارق الهجومية والصواريخ اليمنية"..
وإذ أشار إلى أن الهجمات اليمنية المتكررة، وغير المتوقعة أرهقت طاقم الحاملة "آيزنهاور..أكد الموقع ذاته أن الفرقاطة الألمانية "هيسن" ، واجهت نفس المصير وأستنفذت صواريخها في محاولات فاشلة لإعتراض هجمات اليمنيين، معزيا سبب نفاذ ذخائر وصواريخ الأولى "آيزنهاور" والأخيرة "هينس" إلى كثافة هجمات قوات صنعاء".
وبينما أكد موقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي، فشل الحملة العسكرية الأمريكية (العدوان) على اليمن؛ قال: "لم تنجح واشنطن في اليمن، بل جسدت إهمالها الاستراتيجي بتعريض حياة أفراد بحريتها المتموضعين في المنطقة للخطر".
فاتورة "آيزنهاور"
وتقدّر مصادر عسكرية وفقاً لوسائل إعلامية محسوبة على دول العدوان على اليمن ، حجم الذخائر من (صواريخ توماهوك هجومية -برية) التي أطلقتها البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، أكثر مما اشتراه الجيش الأمريكي في عام 2023.
وبحساب أدق وفقاً لموقع "بيزنس إنسايدر"، أطلقت حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور"، ذخائر بقيمة 1.16 مليار دولار في مواجهة القوات اليمنية في البحر الأحمر والعدوان على اليمن.
وبلغة الأرقام، يساوي ذلك المبلغ المكشوف مؤخراً، تكلفة إجمالية لعدد 770 طلقة ذخيرة أطلقتها مجموعة "دوايت دي آيزنهاور كارير سترايك"، خلال الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى منتصف يوليو 2024، في حين يؤكد الموقع أن فاتورة الخسائر أكبر مما تم إعلانه.
واستهدفت قوات صنعاء في 11 شهراً أكثر من 185 سفينة تجارية وحربية وبارجات وفرقاطات ومدمِّرات وحاملات الطائرات في بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي تعود ملكيتها وارتباطها بـ"إسرائيل" ودول العدوان الأمريكي - البريطاني.