لا كرامة للعرب بلا رسول الله وآل بيته
السياسية || محمد محسن الجوهري*
في عالمٍ يحكمه اليهود، ويمارسون فيه كافة أشكال الإجرام والإفساد المعروف عنهم عبر التاريخ، لا بد من مشروع ينتصر للعرب وسائر المسلمين، خاصة أنهم أكثر المتضررين من هيمنة بني إسرائيل، ولا بد لذلك المشروع أن يكون دينياً محضاً، وحسب أسباب النصر التي وعد بها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، وتتمثل في الإسلام الكامل وغير المجتزء والذي يشمل كافة تفاصيل العلاقة بين العباد وربهم، بما فيها ولاية الأمر التي فرطت فيها الأمة، فكانت الكارثة والواقع المرير.
ومن يتأمل واقع العرب اليوم، سيرى بأنه لا يختلف كثيراً عن واقع العرب في الجاهلية الأولى، إلا أن اليهود تمادوا كثيراً في الأخرة، وتجاوز الإفساد الأخلاقي إلى الإبادة الجماعية للعرب والبشرية جمعاء، ويتحمَّل العرب مسؤولية ذلك الإفساد بتفريطهم في الاصطفاء الإلهي لهم ليكونوا حملة الدين، ولينقذوا العالم من شرور الطغاة وأهل الكتاب، ولكنهم اعتبروا الدين وسيلة للحكم، فذلوا قبل غيرهم.
والكارثة أن نظرتهم للدين لا تزال جاهلية، ورأيهم اليوم في آل النبي هو نفس رأيهم بالأمس في النبي نفسه، فهم ينظروا إليه كرسول من عند الله يدعوهم إلى الإسلام، بل رأوا فيه رجلاً يبحث عن تثبيت نفسه وأسرته في الحكم، فتكالبوا لمحاربته ولإطفاء النور الذي أنزله الله إليه، وعمدوا إلى تصفيته وقتله، تماماً كما فعل بنو إسرائيل من قبل مع أنبيائهم.
هذه النظرة الكفرية تجاه الرسول هي نفسها اليوم تجاه آل بيته رغم أن آل البيت يحملون راية الإسلام في مواجهة الطغيان اليهودي، إلا أن عقدة الأصل والاصطفاء غلبت الانتماء للإسلام عند أغلب العرب، خاصة الأعراب الذين سعوا إلى استبدال الإسلام المحمدي الأًصيل بالحركة الوهابية التي لا تعادي إلا الإسلام والمسلمين، وتتماهى كلياً مع المشاريع الاستعمارية اليهودية.
والحقيقة أن الولاء للرسول وآل بيته ضرورة تحتاج لها الأمة، وليست مسألة اختيارية أو مذهبية، فآل الرسول هم ورثة الرسول في حمل راية الدين وتحقيق العدالة والكرامة للمسلمين وأحرار العالم كافة، والتخلف عنهم هو خذلانٌ للدين نفسه، وخيانة لله ورسوله، واصطفاف علني مع أعداء الإسلام، كما هو ظاهر للعيان في الساحة العربية في زماننا الحاضر.
والواقع أيضاً يشهد بأن من يطبقون مبدأ الولاية للرسول وآل بيته قادرون على تحقيق المعجزات، وكسر شوكة أهل الكتاب والمنافقين، والحالة اليمنية شاهد عملي على النصر الإلهي الذي وعد الله به حزبه في حال تولوه حسب النص القرآني الواضح في سورة المائدة.
ومن معالم الولاية لله ورسوله تعظيمنا للرسول في ذكرى مولده الشريف، فهي مناسبة عظيمة غيرت وجه البشرية، والتعظيم لها من شعائر الله التي هي علامة لتقوى القلوب، كما أنها عامل قوة للأمة في مواجهة أعدائها وسبب أساسي للنصر على أعداء الرسول والرسالة، كما رأينا على مدى الأعوام الأخيرة والتي انتصر خلالها اليمنيون على عدوان عالمي، تحالف فيه أهل الكتاب والأعراب ومنافقو الداخل على الشعب اليمني، وخرجنا منه منتصرين بفضل الله ودينه العظيم.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب