السياسية : تقرير - عبدالودود الغيلي ||

لم تثن مخاطر الطرق والتضاريس الجغرافية الوعرة في المناطق المتضررة من سيول الأمطار من عزيمة وإصرار شباب "فرسان التنمية" على إنقاذ الأسر المنكوبة في أعالي الجبال وبطون الأودية بمحافظة المحويت.

وأدى الدمار الكبير التي خلفتها الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة والانهيارات الصخرية والطينية وانفجار السدود والحواجز المائية في بعض مديريات محافظة المحويت إلى وفاة 64 مواطناً وفقدان 31 آخرين وتدمير 45 منزلا ونزوح 72 أسرة.

ذلك الامتحان الإلهي والكارثة الإنسانية وحصيلة الخسائر البشرية والمادية تحتاج حملة إغاثة إنسانية مستعجلة من الجهات الرسمية ومشاركة مجتمعية عاجلة تخفف من معاناة الأسر المتضررة.

بدورها قامت الحكومة بتوفير المعونات المادية والفنية في إطار تنفيذ حملة إغاثية طارئة، فقدمت الهيئة العامة للزكاة مبلغ 47 مليون ريال، وقدم المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي مساعدات غذائية وإيوائية، وتبرع رجال أعمال خيريين من محافظة الحديدة بمبلغ خمسة مليون ريال، كمساهمة لإنجاح الحملة الإغاثية الرسمية والمجتمعية.

ونظرا لتلك الطرق الوعرة التي تحتاج إلى تدخل الحكومية لإصلاحها وقد حالت من وصول معونات فرقها الاغاثية وتقديم المساعدات الإنسانية للأسر المتضررة في المناطق المنكوبة بفعل السيول الجارفة ، بادر أكثر من مائتي فارس من "فرسان التنمية" في المحافظة المنكوبة باستكمال المهمة الإنسانية كحل وحيد لإنقاذ الأرواح التي نجت من غضب سيول الأمطار وإيصال المعونات المالية والعينية لتلك الأسر التي تعيش بقمم الجبال وبطون الأودية في مختلف مديريات المحافظة، خصوصا منطقة ملحان التي يعيش سكانها في تضاريس جغرافية أكثر وعورة.

لقد تمكنت الجهود الطوعية عبر سلسلة بشرية من شباب "فرسان التنمية"، الذين حملوا على أكتافهم أثقال المعونات عبر المشي لمسافات طويلة في طرق وعرة من نجاح مهمتهم الإنسانية استشعارا منهم بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والتي تمثل أهداف فرق المبادرات المجتمعية بالمحافظة.

ووفقا لتقارير رسمية وشهادات قيادات حكومية ومراقبي المجتمع في المحافظة فإن الجهود الإغاثية التي قام بها أولئك الفرسان ، قد رسمت صورة إنسانية فريدة في وجوة الأسر المتضررة والمجتمع ككل ، كونها تمثل جوهر العمل الإنساني الذي يعد من أولويات عمل المبادرات المجتمعية.

أن تلك المبادرات التعاونية والجهود الإنسانية التي قام بها "فرسان التنمية" قد تركت بصمة في ذاكرة المجتمع وأثر مباشر في تخفيف معاناة الأسر المنكوبة ، وعززت مبدأ التكافل الاجتماعي وتشبيك التواصل وتقوية الأواصر الاجتماعية والمجتمعية بين أفراد المجتمع الواحد.


سبأ