فضل فارس*

الطريقةُ الصحيحةُ في أن تصبحَ لديك مقاييسُ ومعاييرُ وثوابتُ ورؤىً صحيحةٌ فيما يتعلق بمعرفة مصادر الضلال، أن تصبح لديك حصانةٌ عالية في معرفة مكامن وَمنابع الضلال، حَيثُ تستطيع معرفتها وتقييمها من دون أن تأثر فيك، بل أن تستفيد منها فيما يخدم مشروعك سواءٌ أكانت مما تسمعها من قبل إذاعات أَو محطات تلفزيونية أَو غيرها.

هي أن تثقف نفسك أولاً وقبل كُـلّ شيء من قناة هدي واحدة من طريق ومسار واحد وذلك المسار وهو المخرج الوحيد لهذه الأُمَّــة هو القرآن الكريم، هو فعلاً مع قرنائه، مع الرسول الكريم محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- القناة الأَسَاسية التي يجب أن نتلقى منها البينات التي يجب أن نهتدي ونسترشد بها في هذا العصر وفي كُـلّ العصور.

نسترشد ونهتدي ونتنور بها في هذا العصر المليء بالمفاتن والفتن التي قد أصبحت كقطع الليل المظلم الذي تحدث عنه وأعطى أوصافه الرسول الكريم والقرآن، عن أوصافه وَعن واقعه وأوضاعه، عن نبذ وتغييب دين الله ومعتقداته فيه، عن تلاشي واضمحلال قيم ومرتكزات الدين والإسلام المحمدي فيه، عن الانحرافات والردة والنفاق والتولي لأعداء الأُمَّــة فيه.

كذلك عن واقعنا نحن المسلمين فيه عن وضعيتنا السيئة وواقعنا المخزي والمشين والمذل كعرب وكمسلمين فيه، حَيثُ وقد أصبحت هذه الأُمَّــة وهذا الدين وحملته “ما عدا القلة القليل” والله المستعان فيه، وذلك بعد عزها وشرفها وتكريم الله والرسول لها، حيثُ وقد قال وعز من قائل: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ).

تحت أقدام اليهود والنصارى مَن قد ضربت من الله عليهم -بهدف ترسيخ مبادئ وأسس وقواعد هذا الدين وعلو شأنه وشأن نبيه وأتباعه- مساوئ الذلة والمسكنة إلا أننا وخُصُوصاً ونحن جميعاً كُـلّ المسلمين في هذه المعمورة نقاسي ونتخبط دون منقذ في هذا المستنقع.

يجب علينا نحن جميعاً في هذه الأُمَّــة المجروحة أن نبحثَ وبجد وشغف عن العلاج لدائنا وعن سبب المرض ومسببه، عن السبب الذي جعل هذا الجرح الذي فينا ولعقود من الزمن ينـزف دماً وَألماً وحسرة وأوجاعاً، ولا نجد هناك من أبناء هذه الأُمَّــة من تلتئم الجراح على يدَيه.

يجب علينا وبوعي وجد ولهفة وعودة صادقة؛ مِن أجلِ إعادة الحياة إلى عروقنا كأبناء أُمَّـة مسلمة أن نعود وَمن جديد لتلك القناة الواحدة الوحيدة المتمثلة أَسَاساً بالقرآن الكريم والرسول العظيم وأهل بيته؛ لنستكفيَ منها شرباً -خُصُوصاً ونحن في ظل هذه المرحلة العصيبة والمليئة بالمتغيرات الإقليمية- هدياً شراباً زلالاً نقيًّا طاهراً، ونطلب منها المزيدَ شغفاً وحرصاً بدون اكتفاء، وذلك لما فيه -بمعية الله وتوفيقه وتمكينه- عِزُّنا وكرامتنا وَرفعتنا.

* المصدر : صحيفة المسيرة
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه