السياسية - تقرير || صادق سريع*

أقرَّت صحيفة "التلغراف" بهزيمة القوات العسكرية البحرية العدوانية الأمريكية والبريطانية والغربية في معركة البحر الأحمر مع القوات اليمنية.

كما أقرَّت بتراجع الوجود الأمريكي - البريطاني في المنطقة، ونقص السفن الحربية للأخير الصالحة للخدمة العسكرية.

وقالت الصحيفة البريطانية: "لقد تصاعدت العمليات اليمنية عددا ونوعا بالطائرات والصواريخ المُجنحة والباليستية، وزادت عمليات اقتياد السفن".

وأضافت في تقرير لها يوم الثلاثاء : "أثبتت تجربة العدوان السعودي على اليمن مُنذ 2015 إلى 2023، وأخبرتنا مراراً وتكراراً بإن محاولة تعطيل اليمنيين بالضربات العسكرية أشبه بإلقاء الدخان، وهذا ما ثبت فعلاً".

وأكدت الصحيفة الأكثر شهرة وانتشارا في بريطانيا خلو البحر الأحمر من السفن الأمريكية والبريطانية وسفن حلف "حارس الإزدهار"، مشيرة إلى شحة القطع البحرية الصالحة للخدمة بالقوات البريطانية، فيما الولايات المتحدة اختارت عدم إرسال أي من سفنها إلى البحر الأحمر.

وتابعت: "أعلنت البحرية الأمريكية، يوم ثلاثاء 27 أغسطس 2024، أنها قد تضطر إلى إيقاف 17 سفينة دعم مساعدة بسبب مشاكل تتعلق بالطاقم، كما أن منطقة غرب المحيط الهادئ خالية من حاملات الطائرات الأمريكية للمرة الأولى، منذ سنوات".


المحيطات بلا حاملات أمريكية

وبينما كانت المحيطات لا تخلو من وجود حاملات الطائرات الأمريكية، قالت صحيفة "واشنطن تايمز": "للمرة الأولى ومُنذ عقود لم يعد للجيش الأميركي، حاملات طائرات في المحيطين الهندي والهادئ".

"واشنطن تايمز"، وهي صحيفة أمريكية واسعة الانتشار في الولايات المتحدة، عزت الأسباب إلى تزايد التوترات مع الصين بشأن الجُزر المتنازع عليها بين الأخيرة وتايوان في بحر الصين الجنوبي، دون أن تشير إلى العمليات العسكرية البحرية اليمنية والحظر البحري، التي تنفذها في البحر الأحمر ضد القطع البحرية والأمريكية و"الإسرائيلية" والبريطانية.

بالإضافة إلى خشية واشنطن رد إيران، على خلفية اغتيال الموساد "إسرائيل" لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية (طهران) في الـ31 من يوليو 2024، أثناء زيارته للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان.

- هروب "آيزنهاور"

يقول القائد السابق لمجموعة حاملة الطائرات "آيزنهاور" مارك ميجيز: "إنه اضطر لتحريك الحاملة عدة مرات في البحر الأحمر لحمايتها من هجمات قوات صنعاء".. مؤكدا أن "حجم هجمات الطائرات المسيّرة اليمنية التي واجهتها المجموعة، كان مفاجئاً وغير متوقعاً، ولم تتدرب عليه السفن الأمريكية وطواقمها من قبل".

ويضيف: "إن العدد الهائل من اشتباكات الطائرات بدون طيار التي خضناها، كان شيئاً لم نتدرب عليه بشكل شامل، ليس على المستوى الذي كان علينا مواجهته في القتال".


أمريكا تتخلى عن "حارس الازدهار"

ومُنذ عقود وأمريكا تستخدم الأحلاف العسكرية لإرهاب وإخضاع وفرض الهيمنة على أنظمة وشعوب العالم للسيطرة عليها ونهب ثرواتها، في حين أكدت صحيفة "واشنطن تايمز" تخلى واشنطن عن الحلف "حارس الازدهار"، الذي شكلته، في ديسمبر 2023؛ ردًا على هجمات القوات اليمنية التي تستهدف السفن "الإسرائيلية" في البحر الأحمر نصرة لغزة.

وقالت: "تخلت الولايات المتحدة عن حلف "حارس الازدهار"، بعد فشلها في ردع اليمنيين، ولم تعد قادرة على الاحتفاظ بسفنها في البحر الأحمر، وقد لاحظت شركات الشحن البحرية العجز الغربي في حمايتها".

في السياق، أكدت صحيفة "فاينانشال تايمز"، اعتزام البنوك الدولية فرض قيود على تمويل مالكي السفن، الذين يعرضون البحارة للخطر في البحر الأحمر في ظل استمرار عمليات قوات صنعاء.. مشيرة إلى المخاوف المتزايدة على أكثر من 1.9 مليون بحار في العالم يقضون حياتهم في المياه الدولية.

ومُنذ إعلانها المشاركة العسكرية نصرة لغزة في أكتوبر 2023؛ ضد العدوان الصهيو - غربي، استهدفت القوات اليمنية أكثر من 185 سفينة تجارية وحربية وبارجات وفرقاطات ومدمِّرات وحاملات طائرات في بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي، لـ"إسرائيل" ودول العدوان الأمريكي - البريطاني، ولا تزال عملياتها مستمرة حتى رفع الحصار ووقف العدوان على غزة واليمن.