حسن حمود شرف الدين*

أخيرًا وبعد أشهر من إعلان السيد القائد عن خطوات للتغيير الجذري بدءاً بتغيير الحكومة، ليس لسوء عملها وإنما لضرورة مرحلة قادمة تحتاج إلى جرأة ومسؤولية على مستوى تغيير الشخوص والقوانين واللوائح، وتأهيل وتدريب وتحسين أداء، وتجفيف منابع فساد للوصول إلى عمل مؤسّسي ووفق معايير مؤسّسية صحيحة.



إرضاء الناس غاية لا تدرك:

من هذا العنوان أشير إلى أن إعلان تشكيل حكومة جديدة لن ترضي الجميع؛ فالبعض ممن كان يحسب نفسه على مشارف الوزارة ينتظر إعلان اسمه ولم يسمع اسمه استشاط غضباً، كأولئك الذين ظهرت توجّـهاتهم في فلتات منشوراتهم القادحة في الحكومة.. والبعض الآخر من هواة تقبيح كُـلّ شيء حتى طعم العسل يقول عنه بصل، كأولئك الذين يقلبون في سير وزراء الحكومة وينقحونها ويخرجون عيوبها إن وجدت مهما كانت صغيرة ويصنعون منها قصة ألف ليلة وليلة.. ولذلك لا عجب إن رأينا مثل هؤلاء.. ولا ننسى مهام الطابور الخامس الذي يعمل على شق الصف الداخلي من خلال الترويج لمن يرى في نفسه الحق ولمن يتصيد الأخطاء وينفخ فيهم بلغة فصحى حتى ينشب الخلاف وتتوسع دائرة المشادات.



أُذُنُ السارق تطن:

نوع آخر تجدوه ضمن القادحين في تشكيلة الحكومة وستجدونه ضمن من يحاول الحفاظ على مكانه من خلال التشويه على الحكومة والقدح فيها حتى لا تطاله يد التغيير.. والحقيقة أن كُـلّ شخص يظن أنه عمل بشكل جيد سيتعاون مع هذه الحكومة حتى تصل إلى تحقيق أهدافها بكل سهولة ويسر.. أما الأشخاص الذين ثبت في نفوسهم فسادهم وغاصوا في الفساد سيكونون عائقاً أمام الحكومة لتغييرهم، مستخدمين خبراتهم الطويلة في التضليل والتدليس حتى يقع الوزير فيما وقع فيه بعض الوزراء السابقين من فساد وطمع وغيره.

لذلك لا معنى أن تنصت الحكومة لأصوات العدوّ الخارجي الذي يستخدم أبواقه الداخلية.. صحيح أن النقد البناء له آثاره الإيجابية.. لكن متى يحدث هذا؟.. يحدث بعد أن تبدأ الحكومة بممارسة مهامها، حينها يمكن انتقادها وإبراز إيجابياتها وسلبياتها؛ بهَدفِ تقييمها وإرجاعها إلى الطريق الصحيح.



منذ بضع سنين:

وللرد على بعض المرجفين والطامعين فَــإنَّ التغيير لا يأتي في يوم وليلة.. يأتي في إطار خطة استراتيجية متوسطة وبعيدة المدى.. ومن النادر أن يبدأ التغيير الجذري في يوم وضُحاه أَو يومين ومنها:

– أن التغيير الجذري بدأ عندما صحا الشعب اليمني وسمع خبر هروب علي محسن من الفرقة الأولى مدرع.. هذه الفرقة التي كانت عائقاً أمام التغيير والإصلاح الحقيقي.

– التغيير الجذري بدأ عندما استلم الثوار الفرقة الأولى مدرع والتي كانت وكراً لتفريخ المفخخين والقاعدة والفرق الإجرامية.

– التغيير الجذري بدأ عندما صحا الشعب اليمني على خبر هروب آل الأحمر حميد وحسين اللذين كانا يسيطران على المسار الاقتصادي والسياسي خلال فترة الثورة الشبابية.

– التغيير الجذري بدأ حين صحا الشعب اليمني على خبر مقتل علي عفاش.. الذي كان يسعى إلى إشعال فتنة داخلية دفعها الله عنا بمقتله.

– التغيير الجذري بدأ بتشكيل اللجان الشعبيّة في الأحياء السكنية حين تخلت السلطة في حينها عن أداء مهامها الأمنية؛ بهَدفِ توسيع الجريمة وخلق الفوضى وعدم الاستقرار.

– التغيير الجذري بدأ بتشكيل اللجان الثورية في الوزارات والمؤسّسات والهيئات الوطنية والتي كانت على شفا الانهيار.

– التغيير الجذري بدأ بإغلاق وترشيد الصناديق الإيرادية التي كانت مواردها تدار بالسفة والنهب والفساد.

– التغيير الجذري بدأ حين تم إقالة رؤوس الفساد في عدد من الوزارات والمرافق الحكومية الذين لم يأخذوا المسار الثوري بمحمل الجد واستمروا في فسادهم وكبرهم ونهبهم للمال العام وخلق فوضى خلاقة في المرافق الحكومية التي كانوا يديرونها.

– التغيير الجذري بدأ حين تم تنظيم الموارد الوطنية وترشيد الإنفاق بما يتوافق مع الإمْكَانيات المتاحة وبما يمكن الجيش واللجان الشعبيّة من مواصلة الدفاع عن الوطن والمواطنين وردع العدوان السعوديّ الإماراتي.

– التغيير الجذري بدأ حين استعاد الوطن سيادته الوطنية واستعادة القرار السيادي للوطن.

– التغيير الجذري بدأ حين قامت اللجان الشعبيّة بعد أربعين يوماً من العدوان بمواجهة العدوان السعوديّ الإماراتي بإمْكَانياتهم وقدراتهم المتاحة.

– التغيير الجذري بدأ حين بدأت الصناعات العسكرية الوطنية من صواريخ ومعدات عسكرية وأسلحة.

– التغيير الجذري بدأ حين استهدفت الصواريخ اليمنية العدوّ في عقر داره.

– التغيير الجذري بدأ في إيجاد سياسة مالية لمعالجة مشكلة نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.

– التغيير الجذري بدأ حين أنشئت اللجنة الاقتصادية والزراعية لتحسين الاقتصاد والزراعة في اليمن.

– التغيير الجذري بدأ حين قبضت الجهات الأمنية على خلايا كانت مرتبطة بالسعوديّة والإمارات تهدف إلى زعزعة في الداخل ونشر الأخبار والتضليل الإعلامي على أوسع نطاق.

– التغيير الجذري بدأ حين أعلنت الأجهزة الأمنية عن القبض على أكبر خلية تجسس كانت تعمل لصالح أمريكا و”إسرائيل” تستهدف التعليم والصحة والأمن والنسيج الاجتماعي.

وما تغيير حكومة بن حبتور بحكومة الرهوي إلا خطوة من خطوات التغيير الشامل الذي تتبناه القيادة الثورية.. وللأسف يأتي البعض ويستخف بهذه الإجراءات ويحلم بتغييرات لا يستطيع هو أَو أمثاله بتحقيقها إلَّا وفق خطط واستراتيجيات مرسومة مسبقًا ويتم تنفيذها بحكمة وروية حتى تحقيق ما يمكن تحقيقه.

* المصدر : صحيفة المسيرة
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه