إلى وزراء أنصار الله... لستم كغيركم
السياسية || محمد محسن الجوهري*
لا يختلف العمل الرسمي عن غيره من الأعمال الجهادية، فجندي الله مهامه شاملة، وهو حاضر لتقديم أقصى جهوده لنصرة الحق وخدمة الناس حسب موقعه في الحياة، ولذلك على وزراء أنصار الله ألا ينسوا أنهم في مهمة جهادية عظمى حتى لو لم يكن الميدان السلاح والمواجهة العسكرية، وعليهم أن يخوضوا تلك المهمة بالنفسية الجهادية التي اعتادوها واعتادها رجال الرجال في الجبهات.
وهذا لا يمنع أن نقدم النصح لهم ولو من باب التذكير، لأن المحسوبين على أنصار الله في الدولة سواءً من الوزراء أو من غيرهم، هم ليسوا كسائر المسؤولين، ممن يعتبر العمل الحكومي مجرد وظيفة وحسب، فالمجاهد يراها مسؤولية كبرى، وهو على استعداد أن يقدم أغلى ما يملك لأداء مهمته على أكمل وجه، كما كان الرئيس الشهيد صالح الصماد رحمه الله.
إضافةً إلى كل ذلك، فإن تمثيلك لأنصار الله يعني أنك عرضةً للحرب الإعلامية، وللتشويه والتشنيع، فهناك آلاف الوسائل الإعلامية، ومعها عشرات الآلاف من الحسابات المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتظر منك أن تخطئ، ولو خطأً مجهرياً ليجعلوا منه حديث الشارعً وليستهدفوا من خلاله المشروع القرآني الذي تراهن عليه الأمة، وكل المستضعفين في الأرض، لتحريرهم من هيمنة الصهاينة وعملائهم الطواغيت.
وبالتالي فخطؤك محسوب ومنشور، حتى قبل أن ترتكبه، فلتكن على حذر من ذلك لأنك لا تمثل نفسك هنا ولست أنت المقصود بالتشنيع، فالحرب الإعلامية للعدو تستهدف المشروع العظيم الذي تمثله في الدولة وترى فيك وسيلة لمواجهته، فاحذر أن تضع نفسك في مواقع التهم، كما لا تكترث بحجم الشائعات التي سترافق مسيرتك المهنية بشكلٍ يومي، فهناك ما يربو على سبعة آلاف وسيلة إعلامية تأسست لمحاربة أنصار الله، وتشويه مسيرتهم الجهادية.
كما لا تنتظر المديح والثناء إذا أصبت أو حققت الإنجازات الكبيرة، ففي أحسن الأحوال سيغض أولئك الحاقدون الطرف عنك، وقد يسعون لتشويه إنجازاتك والتقليل منها، فلا تتفاجئ هنا أيضاً لحجم الجحود الإعلامي، ولا تنتظر من أحد كلمة شكر، بل واحذر من فاعلها، فالمطبلون لك هم من يشوهون سمعتك في غيابك ويتهمونك بالفساد، حتى لو بلغت درجة الأنبياء في النزاهة.
وتذكر دائماً أن الانتماء للمشروع القرآني هو أعظم وسام في هذه الدنيا، وأن صفة "مجاهد" هي أعظم رتبة في سلَّم الشرف، يكفي أنك تقف إلى جانب الحق والمستضعفين في مواجهة اليهود وأذنابهم في الأرض، فكن بحجم الشرف الذي تنتمي إليه والله ولي التوفيق.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب