السياسية - استطلاع || منى المؤيد*

لم تكن عملية اختراق عاصمة كيان "إسرائيل" يافا "تل أبيب" بالطائرة المسيرة اليمنية "يافا" المتطورة بمثابة بدء مرحلة تصعيد عسكرية خامسة على العدو الصهيوني فحسب، بل إعلان قوة ردع وفرض معادلة توازن جديدة في المنطقة.

حول التطورات الكبيرة في القدرات العسكرية اليمنية واختراق مسيرة "يافا" المنظومات الدفاعية الأحدث في العالم للكيان الصهيوني فجر يوم الـ 19 من يوليو 2024، ضمن مشاركة قوات صنعاء في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" عبر مراحل عسكرية تصعيدية خمس ضد العدو المحتل نصرة لغزة..

موقع "السياسية نت" أستطلع أراء خبراء ومراقبين من النُخب العربية وكانت الحصيلة..




من وجهة نظر المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لمنظمات السلام العالمية، الإعلامي الدكتور محمد الحمامي، فأن ضرب المسيرة اليمنية "يافا" لمدينة يافا العربية المسماة "تل أبيب إسرائيلياً" كشف التطور الحديث في قدرات الجيش اليمني ودقة ضرباته في عمق الكيان وبترسانة أسلحته المصنوعة محلياً بأحدث التقنيات والتكنولوجيا العسكرية في ظل قيادة قائد شجاع مثل السيد عبدالملك الحوثي.


صدق المواقف

يقول : "أن وقوف اليمن ومساندتها للقضية الفلسطينية ونصرة غزة بالمشاركة العسكرية في المعركة البحرية بكل شجاعة ضد أكبر دول العالم أمريكا وبريطانيا وحلفائها، وأحكام قبضتها على طريق الملاحة للعدو الصهيوني في البحر الأحمر، يدل على صدق مواقف اليمن وموقعها الدولي الاستراتيجي وقوة ترسانتها العسكرية".

المؤكد في نظر مسئول السلام العالمي - الحمامي عراقي الجنسية- أنه في ظل ترقب ردات فعل الأنظمة العربية والإسلامية والدولية، لم تصدق القول والفعل في مساندة فلسطين ونصرة مقاومة غزة غير دول محور المقاومة وهي اليمن وإيران وحزب الله في لبنان وحركات المقاومة الإسلامية في العراق وسوريا.





خلط الأوراق

المحسوم في منظور الناشط السياسي، فؤاد عقل، إن جبهة اليمن أربكت قوى الهيمنة العالمية أمريكا و"إسرائيل" ودول الغرب ، بتضيق الخناق البحري عليها في بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط امتدادا للمحيط الهندي في الوقت الذي لا تزال أمريكا تعتبر نفسها ملكة البحار.

يقول فؤاد من دولة سوريا: "تطور ترسانة القوات اليمنية الصاروخية وسلاح الجو المسير خلط الأوراق السياسية والعسكرية العالمية بتجاوز الطائرة المسيرة "يافا" أحدث خطوط وتقنيات المنظومات الدفاعية الجوية "الإسرائيلية" والأمريكية والبريطانية والمتعاونة في المنطقة مع العدو وصولا لضرب هدفها في مدينة يافا "تل أبيب" بالأراضي المحتلة".






عالم مندهش

الكاتب المغربي إدريس عدار، يتحدث لموقع "السياسية نت"، عن اندهاش العالم بنجاح العمليات العسكرية اليمنية المساندة لمقاومة غزة، ونصرة فلسطين، بالقول:" لا يعقل من شعب لا يزال يعاني ويلات الحروب العدوانية مواجهة جيوش الأنظمة الصهيو - غربية ويكبدها خسائر فادحة في أعتى معارك بحرية وجوية في التاريخ العسكري الحديث".

وعن جدوى فعالية جبهة اليمن المساندة لغزة، يؤكد عدار، إن منع اليمنيين سفن الكيان من المرور عبر طرق الملاحة البحرية الدولية واستمرار العمليات العسكرية البحرية والجوية في البحر على ميناء أم الرشراش "إيلات"؛ ليس بالأمر السهل وقد كبدت الكيان خسائر اقتصادية كبيرة باعتراف أبواقه الإعلامية.

من وجهة نظر الصحفي المغربي عدار، فإن فرض القوات اليمنية معادلات جديدة في المنطقة لم تكن مجرد صدفة وأنما بجهد كبير وسعي حثيث وحدة ذكاء العقل اليمني وإرادته الصلبة وقراره الحر وعلمه أن نصرة غزة وسيادة البلاد لن تتحقق إلا بامتلاك قوة رادعة للعدو.






تجربة تاريخية

رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان، باقر درويش، يوجز الكلام، بالقول: "لقد قدمت اليمن قيادةً شعباً وعلى رأسها القائد الحكيم والشجاع السيد عبد الملك الحوثي تجربة تاريخية ناجحة في دعم ومساندة قضية فلسطين بالقول والفعل وقرار يمني خالص وفق أسمى المبادئ والقيم الإنسانية وشجاعة الإنسان اليمني".

وأضاف: "نحن نتحدث عن قيادة شجاعة يقف خلفها شعب مشحون بالكرامة في ظل حروب عبثية وحصار ظالم وأزمات متراكمة لا يزال يعانى من جرمها اليمنيين".. مشيراً إلى جرائم عدوان التحالف الأمريكي - البريطاني - السعودي - الإماراتي على اليمن.


الاعتذار لليمن

يؤكد درويش بالقول: "كبحريني أولا، وحقوقي ثانياً، أدعو عبر موقع "السياسية نت" النخب الخليجية والعربية والدولية التي صفقت للعدوان للاعتذار لليمن بكل شجاعة".
ويدعو أيضاً مؤسسات المجتمع المدني في العالم للضغط على المجتمع الدولي لرفع الحصار الظالم عن اليمن ونصرة فلسطين.

وعن تطور القدرات العسكرية اليمنية، قال الحقوقي البحريني: "صراحة لقد تفأجئ الرأي العام في المنطقة والعالم بتطورات القوات اليمنية؛ نحن نتحدث عن وجود تطورات عسكرية في ظل حروب وحصار.. هذا التطور المذهل يعكس ذكاء اليمنيين التي يجب على كل عربي ومسلم ومحب لفلسطين الفخر بهم"..

وأضاف: "ليس بالأمر العادي، أن يحوّل اليمني التحديات إلى فرص ثمينة تحوّله إلى قوة إقليمية تتحكم في طرق الملاحة البحرية الدولية وتفرض معادلات سياسية وعسكرية جديدة في المنطقة يمكن أن تحدد مستقبل قضية فلسطين".





رسالة بن بنه لليمنيين

وإذ يشيد بمواقف اليمن وعروبتها ويتمنى المزيد من العمليات العسكرية من قواتها المسلحة في عمق الكيان حتى وقف عدوانه الصهيو - أمريكي على غزة واليمن؛ يوجه المنسق الدولي للأكاديميات ومؤسس أكاديمية "نسر العرب" في حب مصر، المستشار بدر سعد بنه، عبر موقع "السياسية نت" رسالة خاصة لليمنيين، مفادها: "لقد عملتم في سبيل نصرة غزة ما يتمنى فعله أي عربي ومسلم في هذا العالم".

ويؤكد: "نعلم علم اليقين أنه لا حق للكيان الصهيوني في احتلال أرض فلسطين وأدنا ذلك بشدة ونستنكر جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الأطفال وكل أهل غزة"..

الأكاديمي بن بنه، ختم الحديث بدعوة الشعوب العربية وأحرار الأمة إلى توحيد مواقفها ضد العدو، لعلمها اليقين بحرمة قتل النفس واراقة دماء الأبرياء في شرائع الأديان السماوية والأعراف الإنسانية.