على إيران رفضُ الابتزازات الأمريكية!!
مطهر الأشموري*
كأنما العالم يُجمِعُ على أن شخصاً وحداً في العالم اسمُه “نتنياهو” يريدُ حرباً إقليمية، وما دامت خياره ومخرجه الأوحد فَــإنَّه لا يهمه ولا يعنيه أن تتدحرج إلى حرب عالمية..
ونتنياهو ليس غبياً كما يُطرح، ولكن أي إنسان عندما تضعه أية ظروف أَو عوامل ومتغيرات يصبح أحمقَ في تصرفاته وقراراته؛ لأَنَّه لا بدائل له..
عندما نتتبع الرواية الإسرائيلية المدعومة بقوة من إمبراطورية الإعلام الأمريكي حول العملية العسكرية لاغتيال القائد الفلسطيني الحماسي إسماعيل هنية، فنجد أن هذه الرواية كُـلّ ما تريده هو أن “إسرائيل” اغتالت القائد هنية عملية أمنية للضغط على إيران ومحور المقاومة ليكون ردها مقيداً أَو محدوداً من هذه الاعتبارية..
هذا يعني في الأهم بداهة أن أمريكا لا تريد حرباً إقليمية وأن أمريكا ليست مستعدة ولا في جهوزية لخوض الحرب الإقليمية فما بالك باحتمالية عالميتها أَو عولمتها..
مسار وخيار أمريكا منذ (طوفان الأقصى) أنها مع كُـلّ خطى وخطوات “نتنياهو” تريد السير والاستمرار في ذلك ولكن دون تصعيد إلى حرب إقليمية واحتمالية “عولمتها”، وبالتالي فالرواية الأمريكية الإسرائيلية المشتركة لما حدث إنما تقدم المأزِق الأمريكي الإسرائيلي؛ إذ لا يمكن تفكيك واحدية الأهداف الأمريكية الإسرائيلية تجاه غزة وفلسطين الشعب والقضية، ولا يمكن تفكيك شراكة ومشترك المأزِق..
ما جرى في إيران وفي لبنان هو معطى لزيارة نتنياهو إلى أمريكا، وأمريكا مع ما جرى ولكن دورها هو إيجاد مخارج أَو تخفيف النتائج، والرواية الإسرائيلية -الأمريكية حول ما جرى هو اتّفاق وتوافقية مثلما كُـلّ إجرام وجرائم ومغامرات المجرم “نتنياهو” هي بالاتّفاق والتوافقية، ولا تصدِّقوا أمريكا في كُـلّ ما تقوله قبل وبعد غير ذلك؛ فالمسألة هي فقط “لعب أدوار” وليس خلاف سياسات أَو حسابات، ولستُ بسذاجة الخوض مع الخائفين كالقول بأن “نتنياهو” يريد دفع أمريكا لحرب إقليمية لا تريدها أمريكا؛ فذلك تكتيك يمكن أمريكا من الضغط لمنع أَو إضعاف رد الفعل..
ليس بين أمريكا ترامب أَو بعد أية خلافات أَو حتى تباينات في السياسة والخيارات والأهداف، وإن عمد لاستعمال وجود خلافات فمن باب التكتيكات لإنجاح ما يريده المجرم نتنياهو واحتواء وتخفيف النتائج وردود الفعل ما أمكن..
ما عُرف عن أمريكا كاستعمار ومن سبقها كاستعمار أنهم حين يريدون أَو يقرّرون حرباً يحتاجون إلى ذريعة ولو واهية أَو منعدمة ليسيروا في الحرب كما قصة “أسلحة الدمار الشامل في العراق”..
هكذا استعملت “إسرائيل” حادثة الجولان وهي من ارتكبت تلك الجريمة؛ لتمارس العدوان على بيروت عاصمة لبنان وأمريكا شريكة لها، وأرى أمريكا هي الأَسَاس في العدوان على هنية في طهران و”إسرائيل” مُجَـرّد شريك أَو منفذ..
“إسرائيل” ستقول إنها استهدفت في بيروت القائد الذي كان وراء تفجير “المارينز” الأمريكيين في بيروت وأمريكا ستقول إن الاعتداء على طهران مُجَـرّد عمل أمني وليس عملاً عسكريًّا وهكذا، فما يسمى خلافاً أَو حتى تبايناً هو فقط تكتيك ما، يتطلب من تنوع أدوار في ظل واحدية خيار قرار وأهداف..
إذن أمريكا تخوض حروباً وتدمّـر أوطاناً وتبيد شعوباً بذرائعَ لا تصدق ولا أَسَاس لها من الصحة غالبًا كما أسلحة الدمار الشامل في العراق، فكيف لا تريد دولة بحجم إيران أن لا تمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس أَو تضع شروطاً أَو قيوداً لهذا الحق ولهذه المشروعية من خلال روايات وأكاذيب كلها زيف وخداع..
إما أن يوقف العدوان والحصار على غزة وينسحب جيش الاحتلال وإلا فَــإنَّه على إيران ومحور المقاومة أن يجعلوا الرد على جرائم هذا الكيان ليس مُجَـرّد رادع حقيقيّ بل شروع ومشروع لتحرير فلسطين، وعلى إيران ومحور المقاومة أن لا يخافوا من حرب إقليمية أَو حتى عالمية ستستعملها أمريكا للضغوط بعد فشل مؤكّـد للرواية الأمريكية الإسرائيلية..
ليست إيران ولا محور المقاومة من يخاف أَو يُخَوَّفُ من حرب إقليمية أَو حتى عالمية، وأمريكا والكيان الإسرائيلي وأذنابهما وأدواتهما هم من يعنيهم وعليهم أن يخافوا..
ولذلك أقول لمحور المقاومة وعلى رأسه إيران: إن أي خضوع للابتزاز بالرواية الأمريكية -الإسرائيلية أَو بحرب إقليمية وعالمية هو الخطيئة الكبرى في حق فلسطين وفي حق المنطقة، والمهم أن يكون الرد هو خيار وقرار محور المقاومة ولا يُسقَّفُ بالابتزاز الأمريكي!!.
* المصدر : صحيفة المسيرة
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه