غيث العبيدي..!!*

كلّ المصادر المرتبطة بمحور المقاومة، عزموا الأمرَ وقرّروا حسمَ القضايا المتعلقة بالرد العسكري على “إسرائيل”، بعد أن توالت خلفياتُها الإرهابية وانتهاكاتها الإجرامية واستهدافاتها العدوانية، سواء في غزة أَو في كُـلّ دول محور المقاومة، وآخرها اغتيالُ “القائد العسكري الكبير فؤاد شكر” رئيس أركان حزب الله اللبناني في بيروت “والقائد السياسي الكبير إسماعيل هنية” رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية في طهران، والسؤال الكبير والذي بات يطرح يوميًّا، في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المِنصات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية، وفي الشوارع والحانات والمقاهي: متى ترد إيران؟ ومتى يرد محور المقاومة؟


“إسرائيلُ” والهروبُ إلى الأمام:

القراءةُ المتأنيةُ للاستهدافات الإسرائيلية، في كُـلٍّ من بيروت وطهران تُظهِرُ -بما لا يقبل الشك- أن تل أبيب تستبطنُ أزمة كبيرةً وعلى مستويات عليا، سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية، وأن ما أقدمت عليه يعد بمثابة حلول مؤقَّتة لتأخيرها أَو التستر عليها، من حَيثُ لا يمكن اختراقُها والتخلُّص منها، أَو تعطيلها والتغلب عليها؛ لأَنَّها تمثل نقطةَ تحول مفاجئةً، تؤدي إلى أوضاعٍ داخلية غير مستقرة، وتحدث نتائجَ غير مرغوب فيها، ستسبب للصهاينة الغَمَّ الشديد.

ويمكن أن نقولَ إن “النتن ياهو” استخدم النظرية اليابانية “الكاميكازية” الانتحارية!! وقتما كان الطيار الياباني عندما تنفدُ ذخيرتُه، يقوم بإسقاط طائرته، على الأهداف العسكرية الأمريكية، في الحرب العالمية الثانية، كتعبيرٍ عن عدم الاعتراف بالهزيمة.

الخبيرُ الاستراتيجي والدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي يقول: إن إيرانَ سبق أن أرسلت عبر دولة أُورُوبية، صُوَرًا وخرائط لمنشآت سرية إسرائيلية، وأكّـد أن الطرف الذي نجح في اختراق العدوّ، والتقط تلك الصور من مسافة قريبة وليس عبر الأقمار الصناعية، قادر على نقل المعركة للداخل الإسرائيلي، وهذا ما تم بالفعل.

وعليه فَــإنَّ الهروب إلى الأمام لا يحدث إلا في الأمور الصعبة والظروف الاستثنائية، وقد يحدث؛ بسَببِ الإحباط وقلة الحيلة، وقد تيقن “النتن ياهو” أن العيش بهكذا ظروف دون مغامرة انتحارية هو موتٌ مسبقٌ لأوانه.


الثأر.. رد محور المقاومة القادم:

دولُ محور المقاومة أوجبت على نفسها أمراً، بإرادتها واختيارها وموافقتها؛ فأصبح الثأر والانتقام من الكيان المحتلّ -بعد سلسلة الوقاحات العسكرية الأمريكية، والاضطرابات النفسية الصهيونية، والاغتيالات والتي راح ضحيتها قادة سياسيون وعسكريون، وخبراء أمنيون وعلماء، وضباط وجنود، ومدنيون وأطفال ونساء، وتركت خلفها الكثير من الخراب والدمار- واجباً شرعياً وأخلاقياً ملزَمة بتنفيذه وفقَ معاييرَ خاصة بعيدةٍ كُـلَّ البُعد عن الغايات السعيدة المؤقَّتة.

والصفعةُ المحورية القادمة، ستكون قويةً وشديدةً ومؤثرة، بأهداف حيوية -مدنية وعسكرية- نشطة بما فيها الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، وسيتحقّق من خلالها نظامٌ إقليمي جديد بمشهد جيوسياسي يغيِّرُ خارطةَ النزاعات والنفوذ والتحالفات.

* المصدر : صحيفة المسيرة
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه