د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي*

تابَعَ العالَمُ المهزلةَ الكبيرةَ التي حدثت في الكونجرس الأمريكي، الخميس الماضي، أثناءَ كلمة رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو؛ فأول المهازل استقبال مجرم حرب في جلسة خَاصَّة في الكونجرس ارتكب جرائمَ عديدة بحق الإنسانية بشهادةِ المؤسّسات الدولية مثل محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية والكثير من المنظمات الأممية الإنسانية.

كذلك هذا الشخص يواجه رفضًا من قبَل معظم أفراد شعبه إلى جانب رفض معظم دول العالم استقباله في عواصمها، وقد رفض أكثر من مِئة عضو من أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب حضور الجلسة؛ احتجاجاً على استقبال نتنياهو في الكونجرس.

وفي الوقت نفسه كانت الشوارع المحيطة بالكونجرس مكتظة بالمحتجين الرفضين للجرائم التي يرتكبها نتنياهو في غزة، ولكن تم تجاهل كُـلّ ذلك ولقي نتنياهو استقبالًا حافلًا في الكونجرس ولقيت كلمته تصفيقًا متواصلًا إلى الحد الذي صعَّب على المتحدث مواصلةَ كلامه؛ مما دفعه إلى الطلب منهم الامتناع عن التصفيق حتى يتمكّن من طرح أفكاره، وكانت قيادة الكونجرس قد اضطرت إلى الاستعانة بأشخاص من غير الأعضاء الرسميين لمجلس الشيوخ ومجلس النواب حتى يتم ملء الكراسي الفارغة، وهؤلاء هم من الغوغاء الذين تمت دعوتهم للتصفيق فقط.

لقد صُدم العالم مما جرى في الكونجرس؛ فالذي عرض على شاشات التلفزيون كانت مهزلة كبيرة كان الحاضرون فيها أشبه بمهرجين في سيرك، ومن المفترض أن ذلك المجلس تدار فيه السياسات الأمريكية نحو العالم وفيه تتم شيطنة الكثير من دول العالم وشركاته والكثير من أفراده، ويفرض العقوبات عليهم، وتتخذ في أروقته القرارات التي تؤثر على مجريات الأحداث الدولية والإقليمية، هذا المجلس تحول إلى مسرح لتمرير أسوأ جريمة إبادة جماعية في التاريخ من خلال الاستماع لأكاذيب المجرم والمهرج الصهيوني بنيامين نتنياهو.

وما جرى يكشف الوجه الحقيقي لأمريكا التي تدّعي الاهتمام بحقوق الإنسان وبالسلم العالمي، وأن مواقفها من أية قضية تخضع للمصالح وليس لعدالة القضية، وأنها أصبحت جزءًا من آلة الإجرام الصهيوني الذي يُرتكب يوميًّا بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية؛ لأَنَّها تعمل على شرعنة تلك الجرائم من خلال الدفاع عنها في المنابر الدولية، وهذا يؤكّـد أن أمريكا هي الشيطانُ الأكبر وتمثل الاستكبار العالمي في هذا العصر والذي يجبُ على مختلف الشعوب الوقوفُ في وجهه.

* المصدر : موقع أنصار الله
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه