منصور البكالي*

هل فهم إخوتُنا وأهلُنا وكل أبناء أمتنا العربية والإسلامية، ومن ظلمونا وبغَوا علينا إلى اليوم، حقيقةَ هذه الشعار؟ وهل أدركوا مصاديقَه ومنطلقاتِه وأهدافَه؟

أم أنه من الضرورة بمكان، أن نعيد طمأنتَهم، ونكرّر قولنا لهم من الآخر وبكل وضوح واختصار، هذا الشعار، لم يعادِكم أَو يقصدكم أَو يستهدفكم قبل اليوم ولا اليوم ولا بعده، ولا يوجد في عباراته وكلماته وحروفه ما يعنيكم، أَو يدل عليكم، لا من قريب ولا من بعيد.

بل إن هذا الشعار بكل فقراته الخمس “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، يقول لكل يمني وكل عربي وكل مسلم وكل شعوب وأنظمة العالم بمختلف مسمياتهم وجنسياتهم: إن معركتنا ليست معكم، بل أثبتت الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر وقبله وبعده، أن معركتنا منذ أول يوم لتحَرُّكنا بهذا الشعار، ضد رأس الشر في هذا العالم، وأنه لا خلافَ بيننا وبينكم في أي شيء، بل نقاسمُكم ونشاطرُكم آلامكم ومآسيَكم ومشكلاتِكم، ونسعى بكل ما نملك لرفعها عنكم، وحمايتكم وحماية شعوبكم، وثرواتكم، ومقدراتكم، وكرامتكم، وحريتكم، ومقدساتكم، وهُــوِيَّتكم ودينكم، وإنسانيتكم، إن استطعنا إلى ذلك سبيلًا، من منطلق ديننا وقِيمنا الإيمانيةـ

ومن هذا المنطلق، لم يعد شعارُ الصرخة في وجوه المستكبرين، محصوراً بجماعة “أنصار الله” على سبيل المثال- تلك الفئة القليلة المستضعفة، في زاوية في الجمهورية اليمنية قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م- أَو بالشعب اليمني، بل هو اليوم شعارُ كُـلّ حر في هذا العالم يقفُ في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، ويذودُ عن قيمه وفِطرته البشرية السليمة.

كما نجدد القول لكل من يكذِبُ عليهم الأمريكي والإسرائيلي، ويحاول -بتضليله لهم، وتزييفه للواقع والحقائق- جَرَّهم لخوض المعركة ضدنا بالنيابة عنه، وليكونوا هم وكلاءَ له، في المواجهة، وأدوات رخيصة، يحرِّكها كيف يشاء ومتى أراد، وفي أي مكان، وهو بذلك يعرّض مصالحهم ومصالح شعوبهم للخطر في مواجهتنا والتصدي لنا نيابةً عنه: “خُذوا الدروسَ والعبرَ مما مضى؛ فمشروعُنا القرآنُ، فيه مخزونٌ هائلٌ، يمكنكم الاستفادة منه، أحداث وتجارب خلال 6 حروب على محافظة صعدة، لحقها عدوان، غير مبرّر لـ9 أعوام، ماذا كانت النتائج؟!”.

ولهذا إن كنتم حريصين على أنفسكم وأنظمتكم، طلبنا منكم -وبكل رجاء ومحبة وأُخوة، وبكل الاعتبارات والقواسم المشتركة بيننا وبينكم- غيرَ مكلف عليكم، وفي متناولكم وسهل جِـدًّا جداً، أن تنحّوا جانباً، اتركونا وشأنَنا في مساندة أهلنا وإخواننا في فلسطينَ، هدفُنا أن نخلِّصَ العالَمَ بما فيه أنتم، من جُرمِ ووحشيةِ أمريكا و”إسرائيل”.

* المصدر : صحيفة المسيرة
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه