السياسية – تقرير || أمل باحكيم*

رغم العدوان الأمريكي السعودي منذ مارس 2015 والاحتلال الذي الجاثم على المحافظات الجنوبية من قبل القوات الأجنبية الأمريكية والبريطانية والسعودية والإماراتية والميلشيات المسلحة المدعومة من دول العدوان وتكبد قطاع السياحة خسائر فادحة، إلا أن محافظة حضرموت تواصل إقامة مهرجاناتها السياحية السنوية ذات الطابع الثقافي والصحي.

المكلا عاصمة محافظة حضرموت تقيم منتصف يوليو من كل عام مهرجان صحي وثقافي عبر السياحة البحرية على شواطئ المدينة نتيجة ظاهرة طبيعية فريدة لا توجد إلا في اليمن وسط حضور كبير على المستوى المحلي والخارجي، وبسبب العدوان يتعذر على أبناء المحافظات الحرة المشاركة في مهرجان البلدة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أبناء اليمن كافة جراء العدوان والحصار، ومن يستطيع الحضور فإنه يتعرض لعراقيل وتعسفات من قبل مرتزقة العدوان في الطرقات.

السياحة تأثرت كغيرها من القطاعات الهامة والحيوية بسبب العدوان والحصار الذي تفرضه دول العدوان على اليمن التي تُعرف منذ القدم بحضاراتها العريقة ومعالمها الإسلامية وامتلاكها الحصون والقلاع والمحميات والمناظر الطبيعية الساحرة كالمدرجات الخضراء والشلالات والجزر، والتي جعلت اليمن بلدة سياحية من الدرجة الأولى للزوار من الداخل والخارج.

مدير عام السياحة بأمانة العاصمة الأستاذ إبراهيم الوزير أكد في حديث خاص لموقع صحيفة "السياسية" أن العدوان سعى إلى تدمير القطاع السياحي بشكل واضح من خلال الاستهداف المباشر للمنشآت السياحية، إضافة إلى الحصار المفروض على اليمن واغلاق المطارات والموانئ ومنع الوافدين وضرب محطات الكهرباء ومنع وصول المشتقات النفطية التي أثرت سلبا على القطاع السياحي بشكل كبير.
وأشار الوزير إلى أن السياحة الداخلية والتنقل بين المحافظات هي الأخرى عمل العدوان على منعها من خلال المعاملة السيئة وصولا إلى الحبس التي يتعرض لها المسافرين والمواطنين من المحافظات الحرة من قبل مرتزقة السعودية والإمارات بدوافع مناطقية ومذهبية الأمر الذي فاقم الوضع وزاد من معاناة المواطنين.

فيما أكدت مستشارة أمين العاصمة للشؤون الثقافية نجاة باحكيم هي الأخرى أن العدوان عمل على زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن وجعل منها ساحة عراك دائم مترامي الأطراف، الامر الذي أدى إلى تقليص السياحة في البلاد إلى أدنى مستوياتها داخليا وأيضا على المستوى الخارجي.

ظاهرة طبيعية استثنائية فريدة تشهدها حضرموت
يشهد شاطئ مدينة المكلا ظاهرة طبيعية فلكية فريدة تستهوي الكثير من الزوار من الداخل والخارج الذين يتوافدون للاغتماس والاغتسال في مياه البحر الباردة الصحية وأمواجه العالية والتعرف على الموروث الفني الحضرمي فيما يُعرف بـ"موسم نجم البلدة" وهو جزء من التقويم النجمي وواحد من 28 نجمًا أو منزلة والذي يبدأ من الخامس عشر من يوليو من كل عام ولمدة 13 يوما.

فوائد صحية وعلاجية
"فالاغتسال أمر لابد منه "هكذا يغتنم المواطنين هذه الظاهرة بالاغتسال فجرا في مياه البحر الشديدة البرودة لما لها من فوائد صحية وعلاجية كبيرة كعلاج الأمراض الجلدية والعصبية، وآلام الركب والمفاصل والروماتيزم، ولكثير من الأمراض المتعلقة بالدورة الدموية، ويرجع سبب الفؤاد الصحية لموسم البلدة إلى وجود النيتروجين والفسفور وفيتامينD في البحر، كما يعتبر هذا الموسم أفضل مواسم للاصطياد لتوافر أفضل وأجود أنواع الأسماك.
المواطنون لا يتوافدون إلى شواطئ حضرموت من الداخل وخارج اليمن للاغتسال فحسب، بل يستمتعون بمشاهدة المهرجانات والمعارض الثقافية وإحياء الفعاليات والكرنفالات الخاصة بالموروث الثقافي والشعبي الحضرمي الأصيل والمأكولات الشعبية اللذيذة.

ماذا يحدث للبحر؟
تبدأ التغيرات البحرية في بداية شهر مايو حيث تحدث تيارات مائية في أعماق البحار وتتحرك من جنوب خط الاستواء وتلتقي مع التيارات المائية القادمة من القطب الجنوبي، كما تشتد الرياح الموسمية الشمالية فينتج عن ذلك قوة انبعاث التيار البحري" تيار مائي غامض" تتجه إلى أفريقيا ثم خليج عدن ثم خليج البنغال فتكون مياه البحار شديدة البرودة في الأسفل.
وما يميز شاطئ المكلا عن غيره من شواطئ العالم وما يجعل هذه الظاهر فريدة من نوعها وغير موجودة إلا في المكلا فقط هو بروده المياه من الأعلى حيث ينتج ذلك بفعل رياح الموسون "الرياح الموسمية الجنوبية الغربية" التي تدفع كتل المياه في عملية متكررة تؤدي إلى ارتفاع وهيجان قاع البحر ليرفع معه التيارات الغائصة الباردة إلى الأعلى.





إحصائيات عن خسائر السياحة خلال 8 سنوات من العدوان
وعن خسائر قطاع السياحة خلال ثمانية أعوام من العدوان، كشف وكيل وزارة السياحة لقطاع الشؤون المالية والإدارية بصنعاء عصام السنيني أن الخسائر المباشرة وغير المباشرة لقطاع السياحة منذ مارس 2015م وحتى مارس 2023، جراء العدوان والحصار تقدر بأكثر من ثماني مليارات دولار.
وأوضح السنيني في تصريح خاص لوكالة الانباء اليمنية "سبأ" أن العدوان استهداف 473 موقعا ومعلما أثريا وتاريخيا ومنشأة سياحية شملت 25 مدينة تاريخية و42 معلما أثريا و25 ضريحا و352 فندقا و81 مطعما و12 قاعة مناسبات و28 متنزها وحديقة وثمانية مقاهي.
وأشار إلى أن العدوان أغلق أكثر من 543 وكالة سياحة وتعمد قصف البنية التحتية من الطرق والجسور وما يفرضه من حصار على المنافذ والموانئ البرية والبحرية والجوية.