رغم المجازر الصهيونية في غزة.. مفاوضات التهدئة بين حماس والعدو مُستمرة
السياسية || تقرير: عبدالعزيز الحزي
يمارس رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ألاعيبه ومراوغته المعتادة لإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار ووقف العدوان على قطاع غزة وتبادل الأسرى، فيما تواصل قوات العدو الصهيوني مجازرها اليومية والإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الصمت الدولي المطبق والتخاذل العربي والإسلامي.
وكشفت مصادر في حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الإثنين، أن المفاوضات مُستمرّة على الرغم من مجزرة المواصي في خانيونس، وذلك لتفويت الفرصة على كيان العدو الصهيوني لاتهام حماس بتعطيلها.
ونقلت صحيفة "الأخبار اللبنانية" عن المصادر، قولها: إن جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة، من المفترض أن تُعقد في الدوحة هذا الأسبوع، فيما تحدّثت معلومات أخرى عن أن الوفود المفاوضة قد تتوجّه إلى الدوحة اليوم.
وبالتزامن مع كل جولة جديدة من المفاوضات بين حماس والكيان الغاصب بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وعقد صفقة لتبادل الأسرى، يسعى نتنياهو الى عرقلة أي اتفاق وإفشال الصفقة.
وكانت قد استأنفت في الدوحة يوم الأربعاء الماضي، جولة جديدة من المفاوضات وسط تقارير تفيد، بأنه كانت هناك اتفاق على نقاط كثيرة بين حماس والكيان الغاصب بخصوص صفقة التبادل في ظل عملية لجسر الهوة بين حماس والكيان بعد أن وضع نتنياهو خطوطا حمراء لإتمام الصفقة.
ويؤكد الكثير من الخبراء أن مشكلة نتنياهو أنه لا يرغب في عقد صفقة في الوقت الحالي لأن التوصل إلى أي اتفاق سيكون على حساب ائتلاف حكومته المتطرفة ومستقبله السياسي.
والسبت، ارتكب جيش العدو الصهيوني جريمة وحشية بشعة ومجزرة منكرة بحق المدنيين الفلسطينيين حيث قصفت قوات العدو الصهيوني منطقة المواصي غرب خانيونس رغم تصنيفها في وقت سابق بأنها ضمن "المناطق الآمنة"، وأسفرت المجزرة عن استشهاد 90 مواطناً فلسطينياً على الأقل، نصفهم من الأطفال والنساء، وإصابة 300 آخرين.
وارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني السبت أيضا في مخيم الشاطئ غرب بمدينة غزة، إلى 20 شهيداً فلسطينياً وعشرات الجرحى، بعد أن استُهدف مصلى قرب المسجد الأبيض في المخيم.
وعلى ضوء المجازر الوحشية التي ارتكبها جيش العدو في منطقتي مواصي خانيونس ومخيم الشاطئ بقطاع غزة أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية سلسلة من الاتصالات مع الوسطاء وبعض الدول الإقليمية.
وأشار هنية إلى أن الحركة تعاطت إيجابيا مع المقترح الأخير بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
كما أشار هنية إلى أن الموقف الصهيوني الذي اتخذه نتنياهو أدى لوضع العراقيل التي تحول دون التوصل إلى اتفاق.
وطالب هنية الوسطاء في كل من مصر وقطر بالقيام بما يلزم مع الإدارة الأميركية وغيرها لوقف المجازر.
ويجمع الخبراء والمحللون على أن مجزرة المواصي بغزة وهذا التصعيد الخطير يعكس إستراتيجية لنتنياهو متعمدة لعرقلة جهود التهدئة وتحقيق مكاسب سياسية شخصية.
ويعتقد المحللون أن هناك حالة من الارتباك داخل الأوساط السياسية والعسكرية الصهيونية التي أصبحت لا تأبه كثيرا بردود الأفعال الدولية على جرائمها ومجازرها، وأن القوى المعارضة في الكيان الصهيوني -رغم قلتها- خرجت لتقول: إن هذه المجزرة قتلت "الصفقة" وليس فلسطينيي المواصي.
وعلى الرغم من المجازر الصهيونية وتضارب الرسائل العلنية حول احتمال قيام حماس بتجميد المفاوضات حول اتفاق تبادل الاسرى ووقف العدوان في قطاع غزة، مع ذلك يتُوقع أن تتواصل هذه الجولة من المفاوضات بانتظار ما سيحمله رئيس جهاز الاستخبارات الصهيونية (الموساد) ديفيد برنيع، بالرغم من ملاحظات نتنياهو التي لا تساعد على دفع المحادثات قدما، إنما على العكس، إذ إنها عمقت انعدام الثقة بين الأطراف وعقّدت قدرة المفاوضين على إجراء هذه المفاوضات.
وفي هذا السياق، صرح القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عزت الرشق، الأحد بأن الحركة لم تنسحب من محادثات وقف إطلاق النار معالكيان الصهيوني بعد المجزرةالصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين التي وقعت السبت في المواصي بقطاع.
وإمعانا في حرب الإبادة المتواصلة ضد المدنيين الفلسطينيين الأعزل من النساء والأطفال، ارتكب العدو الصهيوني، الأحد، مجزرةً جديدةً استهدفت مدرسة "أبو عريبان" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
ومثّل الأطفال والنساء أكثر من 70 في المائة من ضحايا المجزرة، حيث تناثرت أشلاء الشهداء وجثامينهم في أنحاء المكان، ما أدى الى استشهاد 15 شهيداً، بينما جُرح 80 شخصاً آخرين، بحسب ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الذي أشار إلى أنّ هذه المجزرة جاءت بعد تركيز العدو الصهيوني على ارتكاب مجازر تؤوي آلاف النازحين.
وتأتي المجازر الصهيونية في ظل إسقاط العدو الصهيوني المنظومة الصحية في القطاع، وتدميره المستشفيات وإحراقها وإخراجها عن الخدمة، وفي ظل الضغط الهائل على الطواقم الطبية وما تبقى من غرف العمليات الجراحية، وسط نقص المستلزمات الصحية.
كما تأتي المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين في ظل إغلاق المعابر أمام سفر الجرحى والمرضى، ومنع إدخال الوقود، وسط أوضاع إنسانية كارثية سببها العدوان الصهيوني المتواصل منذ نحو عشرة أشهر.. بحسب المكتب الحكومي في غزة.
وتتمسك المقاومة الفلسطينية بمطالبها المشروعة بوقف العدوان وانسحاب قوات العدو الصهيوني وفتح المعابر وفك الحصار وإدخال المساعدات فيما يؤكد الشعب الفلسطيني تمسكه بأرضه ومقاومته والثبات حتى طرد الغزاة عن الأرض الفلسطينية المغتصبة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ويواصل العدو الصهيوني عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 38,584 مواطنا فلسطينيا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 88,881 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.