اليمن العظمى.. ما بين العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي والعدوان الإسرائيلي على غزة
السياسية – تقرير || صباح العواضي*
اتجهت الأنظار إلى اليمن عقب سنوات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، التي غيرت خلالها المعادلة وتحول موقعها من الدفاع إلى الهجوم وأصبحت دولة تمتلك القوة الصاروخية التي تخفي في طياتها صواريخ نوعية وطيران مسيّر تصل إلى العمق السعودي والإماراتي وأم الرشراش وحيفا في الأراضي المحتلة.
اليوم وبعد عشر سنوات أثبتت اليمن أنها قوة لا يمكن تجاهلها أو الاستهانة بقدراتها العسكرية بكافة تشكيلاتها وأنواعها عقب دخولها المواجهة المباشرة مع ما يسمى بـ"تحالف الازدهار" الذي تقوده أمريكا في المياه الإقليمية اليمنية أو في البحر المتوسط لإسناد عملية "طوفان الأقصى" ودعم الشعب والمقاومة الفلسطينية في غزة، ما أجبر أمريكا على إعلان فشل تحالفها أمام القوة البحرية اليمنية وسحب سفنها الحربية وآخرها حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" التي تعرضت لهجمات كبيرة وكانت عنوانا بارزا للهيبة الأمريكية وتعمل بالطاقة النووية، وتزيد تكلفتها على خمسة مليارات دولار.
ومنذ إعلان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين حفظه الله، مساندة المقاومة الفلسطينية أصبحت بيانات القوات المسلحة اليمنية المتوالية مصدر ازعاج كبير لأمريكا وإسرائيل حيث اعترف الجيش الأمريكي بقوة وتطور القوات اليمنية ونشرها طائرات بدون طيار تحت الماء لأول مرة منذ بدء عملياتها الداعمة لفلسطين.
وشدّد قائد الثورة على أن الإمكانات الصاروخية المتطورة لدى القوات المسلحة اليمنية، لا يمكن تفاديها ومنعها، مؤكداً أن عملياتها مؤثرة بصورة واضحة في الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
واعترف جيش العدو الأمريكي بأن الطائرات بدون طيار اليمنية البحرية شكلت تهديدا وشيكا لسفن البحرية الأمريكية في المنطقة، وإن هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها تلك القوات طائرة بدون طيار تحت الماء.
وقال تقرير نشره موقع "أكسيوس" أن الولايات المتحدة وحلفاؤها، أخفقوا في وقف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن.
معادلات جديدة.. وصواريخ فرط صوتية
أحدث دخول القوات البحرية اليمنية مسار المعركة مع أمريكا وبريطانيا وحلفائهما معادلات جديدة ونوعية تواكب الأحداث العالمية والإقليمية، ومثلت جبهة جديدة في محور المقاومة وعنصر مفاجئ للعدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي وواقع إقليمي ودولي.مسارات هذه المعادلات اليمنية تجلت من خلال استهداف القوات المسلحة لمدينة وميناء أم الرشراش المحتلة بصواريخ تصل مداها 2000 كيلوا متر، عرفت بعائلة "قدس١وقدس٢ وقدس٣"، كما وصلت الصواريخ إلى ميناء حيفا في الأراضي المحتلة خلال العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق بأسلحة مناسبة في تحدٍّ واضح لأمريكا وعدوانها وحصارها المفروض على اليمن.
لكن الجديد هو إزاحة القوات المسلحة اليمنية الستار عن زورق "طوفان المدمر" الذي يتميز بقدرة تدميرية عالية وتكنولوجيا متقدمة، كما تم الكشف عن ثلاثة أسلحة نوعية خلال شهر يونيو الماضي ابتداء من صاروخ "فلسطين" الباليستي مرورا بزورق "طوفان1" ثم منظومة صواريخ "حاطم 1و 2" فرط صوتية، وهي أحدث ما وصلت إليه الصناعات اليمنية ويعمل بالوقود الصلب، ومن مميزاته امتلاكه نظام تحكم ذكي وقدرة فائقة على المناورة وسرعة فرط صوتية وتفوق سرعتها 5 أضعاف سرعة الصوت، وتتميّز بقدرتها على الانطلاق خارج الغلاف الجوي، ومن ثمّ تعود إليه مرة أخرى، وحينها تبدأ في المناورة والتحرك في جميع الاتّجاهات لمراوغة دفاعات العدو، وهو ما يجعل أغلب هذه الصواريخ لا يمكن تعقبه.
وبالعودة إلى زورق "طوفان المدمر" الهجومي فإنه يتميز بقدرة تدميرية عالية ويحمل رأس حربي يزن 1000 – 1500 كجم، ومزود بتكنولوجيا متقدمة، بتحكم يدوي وتحكم عن بعد، وتبلغ سرعته 45 ميلا بحريا في الساعة، ويعمل في جميع الظروف البحرية.
وعرض الإعلام الحربي مشاهد لإحدى عمليات زورق "طوفان المدمر" باستهداف سفينة "ترانس وورلد نافيجيتور" في البحر الأحمر.
وللتذكير كان رئيس الجمهورية المشير الركن مهدي المشاط قد أعلن خلال عام 2019، أن المرحلة القادمة ستكون مليئة بالمفاجئات وأن الأسلحة الجديدة ستحدث فارقا في موازين القوى مع العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وستتغير معها كل المعطيات لصالح القوات اليمنية باعتبار هذه الأسلحة الجديدة أسلحة ردع فاعل ومؤثر.
وبامتلاك اليمن صواريخ فرط صوتية أصبحت هي الأولى عربيا، والثانية بعد إيران في المنطقة، حيث أضحت الأسلحة اليمنية واقعا ملموسا وقوة ردع فاعلة، وقالت عنها صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية قبل ستة أشهر بأنه "يصعب التنبؤ بها ومراقبتها وليس من السهل اعتراضها"، فيما أشارت مجلة نيوزويك الأمريكية إلى أن اليمن يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ المضادة للدروع الجاهزة لمهاجمة عدد من السفن، أكبر مما تستطيع البحرية الأمريكية الدفاع عنه.
وأجرت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية مقابلة مع قبطان المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني"، جيريمي روبرتسون، التي فرت في مايو الماضي وعادت إلى موطنها الأصلي بولاية فلوريدا بعد رحلة استغرقت 7 أشهر في البحر وكانت خلالها هدفا متواصل للقوات اليمنية.
وأقر روبرتسون في المقابلة بأن الصواريخ الباليستية اليمنية كانت تقلقه أكثر من غيرها، قائلاً: "أنت تنظر إلى شيء يأتي إليك بسرعة "5 ماخ، أو 6 ماخ"، وأمامك ما بين 15 إلى 30 ثانية للاشتباك".
وكشف أنّ هذا يعدّ أول اختبار حقيقي للبحرية الأمريكية على الإطلاق ضد صاروخ أسرع من الصوت، وأكد أنّ المدمرة الأمريكية أطلقت صواريخ بقيمة مليون دولار على طائرات بدون طيار تبلغ قيمتها ألف دولار.
واعترف القبطان الأمريكي بأنّ "كارني" والسفن البحرية الأخرى، التي تقوم بدوريات في البحر الأحمر، لم تتمكن من صد جميع هجمات اليمنيين.
فيما قال سيباستيان برونز، وهو خبير بحري بمركز الاستراتيجية والأمن البحري ومعهد السياسة الأمنية في جامعة كيل في ألمانيا "القوات المسلحة اليمنية جهة فاعلة وتمتلك ترسانة أكبر وهي قادرة حقًا على التسبب في صداع للتحالف الغربي".
وفي الوقت الذي تصعد فيه القوات المسلحة اليمنية إلى الأعلى، سقطت الهالة التي صنعتها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية كقوة عظمى لا يمكن هزيمتها ومع سقوط "إسرائيل" وهزيمتها من قبل محور المقاومة تسقط أمريكا نحو الأسفل وآخرها هزيمة الجيش الأمريكي أمام العمليات البحرية اليمنية وأسلحتها النوعية والفريدة.
كما أن حاملات الطائرات الأمريكية عفا عليها الزمن كما وصفها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالقول إنَّ "المعركة في البحر الأحمر أثبتت أنَّ حاملات الطائرات نظامٌ قديمٌ عفا عليه الزمن، ولا يستحق التكلفة، وهذا إنجاز كبير ونصر عظيم لقواتنا المسلحة، ويبيّن مدى التأثير العظيم للضربات التي توجهها وتستهدف بها حاملات الطائرات، وبقية القطع الحربية البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، وفي خليج عدن، والبحر العربي، هكذا أصبحوا يقولون عمَّا كانوا يفتخرون به، يفتخرون بأنه -كما قلنا- من العجائب الحربية، وينظرون إليه نظرة انبهار، وإكبار، ويعلِّقون عليه الأمل في إخافتهم للآخرين".