السياسية - وكالات :

لا شك أن ردّ المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله على عملية اغتيال قائد وحدة "عزيز" الشهيد محمد نعمة ناصر "أبو نعمة" يُعد رسالة واضحة وصريحة للكيان الصهيوني بقوة المقاومة وقدرتها على رد الصاع صاعين بمعنى أن القدرات التي يمتلكها حزب الله حالياً كفيلة بتقويض ميزان القوة الاستراتيجي للكيان المؤقت.

ففي الوقت الذي رفع الكيان الصهيوني من مستوى اعتداءاته على لبنان والمضي في برنامج الاغتيالات، أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله انها استهدفت بمئات الصواريخ والمسيرات الانقضاضية قواعد عسكرية صهيونية وحققت فيها إصابات مباشرة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.

وقال مصدر في حزب الله اللبناني: إن الحزب أطلق الخميس أكثر من 200 صاروخ من أنواع متعددة على مواقع صهيونية في الجليل والجولان.. مضيفاً: هاجمنا بأكثر من 20 مسيرة مواقع صهيونية متعددة في الجليل.

وأشار إلى أن الهجمات الجديدة هي استكمال لعملية الرد على اغتيال القائد العسكري محمد نعمة ناصر قائد وحدة "عزيز" في حزب الله.

ونوه بأن القصف الذي نفذه الحزب بالصواريخ استهدف أيضا المقر المستحدث للفرقة 91 في ثكنة إيلاييت الصهيونية، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، وثكنتي غاملا ويردن وقاعدة نفح الصهيونية.

ولفت إلى أن الحزب هاجم بالمسيرات مركز استخبارات المنطقة الشمالية في قاعدة ميشار الصهيونية، وقاعدة إيلاينا للفرقة 143 على بعد 35 كيلومترا من حدود لبنان الجنوبية، وثكنة شراغا مقر لواء جولاني ووحدة إيجوز.

واليوم أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، عن تنفيذها عدّة عمليات في إطار دعمها لقطاع غزّة مقاومةً وشعباً، وفي إطار ردّها على اعتداءات العدو الصهيوني على القرى اللبنانية

وفي أحدث عملياتها، استهدف مجاهدو المقاومة موقع ‏"راميا" التابع للعدو عند الحدود مع فلسطين المحتلة بقذائف المدفعية، وأصابوه إصابةً مُباشرة.

إلى جانب ذلك، أعلنت المقاومة استهداف موقع ‏"الرمثا" في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، وأصابوه إصابةً مباشرة.‏. وبالأسلحة الصاروخية المناسبة، استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان موقع "‏السماقة" في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وأصابوه إصابةً مُباشرة.‏

وفيما تؤشر هذه الهجمات الى التحول في مستوى الردع الذي حققته المقاومة اللبنانية والذي سيكون له ما بعده، هدد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله اللبناني هاشم صفي الدين بمهاجمة مواقع جديدة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار رد الحزب على اغتيال محمد نعمة ناصر أحد أكبر قادته.


وقال السيد صفاء الدين أثناء تأبين القائد "أبو نعمة": "يجب ألا يظن العدو أنه بعد استهداف هؤلاء الأبطال سيكون الجنوب أمامه مستباحا".. مشددا على أنه "في مقاومتنا لا تسقط راية ولا تختل جبهة ولا تضعف مواجهة فحين يرتقي قائد شهيد يتسلم الراية آخر ويمضي بعزم جديد".

وأكد السيد صفي الدين أن "القادة في جبهتنا هم في الخطوط الأمامية بينما في جبهة العدو مئات الضباط يعلنون دون خجل أنهم سينسحبون من المعركة، كما أن هذا الجيش الصهيوني بعد الضربات المتتالية لن يتمكن في يوم من الأيام أن يحقق انتصارات في أي معركة أو مواجهة".

ورأى أن "جيش العدو مشرف على هزيمة مدوية أمام صمود شعب غزة وأمام المقاومة التي ستبقى في غزة".. مهددا بأن "الرد على اغتيال القائد الحاج أبو نعمة بدأ أمس سريعا وسلسلة الردود لا زالت متتالية وستبقى، وهي تستهدف مواقع جديدة لم يكن يظن العدو أنها ستصاب والمؤكد أن الإصابات كثيرة بين قتلى وجرحى".

وحذر السيد صفي الدين من أن "هذه الجبهة ستبقى مشتعلة وقوية وستصبح أقوى وهذا ما تعلمناه من معركتنا الطويلة مع العدوة وثقتنا بمجاهدينا".. جازما أن "اغتيال القادة لا يوقف فينا الحماسة على القتال بل أن هذه الدماء ستصنع لنا نصرا جديدا".

من جانبه أكد رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أن "سلسلة اغتيالات القادة لا تهزم حزب الله، بل تنعكس على الكيان صواعق محرقة تفرغها عليه المقاومة".

وأردف بالقول: "ها هي المقاومة التي لن تنام على ضيم، قاهرة وليست مقهورة، تبعث رسائل تحذير من تجاوز المعادلة، فالرد سيكون باليد الطويلة التي تصل إلى عمق العمق".

ورأى أن "الدم والصمود والصبر على كل المعاناة هو الكفيل برفع الظلم وإقامة الدولة".

وأكد الشيخ يزبك أن "المقاومة لن تتوقف عن الإسناد والدفاع عن غزة، وعينها على الضفة، وعلى سيادة لبنان واستقلاله، وعلى الوحدة الوطنية بقلب مفتوح وأيد ممدودة".

وإثر عمليات الرد أكد العميد تسفيكا حاييموفيتش، قائد تشكيل الدفاع الجوي في جيش العدو الصهيوني سابقاً، أنّ ردّ حزب الله اليوم يدلّ على قدرة إطلاق النار من قبل الحزب وعلى الهجمات المدمجة التي يقوم بها .

وقال: إن ما نراه في هجوم حزب الله اليوم يكشف لنا أمرين، "الأول امتلاك الحزب لحجم كبير من الصواريخ، فعدد الصواريخ الذي أطلقهُ الحزب اليوم لا يلامس أقصى قدرات (الإطلاق) لديه".. معتبراً أنّهُ "كلّما كان حجم الإطلاق أكبر، سيؤدي ذلك إلى إصابات محتّمة".

والأمر الثاني، هو موضوع السيناريوهات المدمجة، والتي شهِدتها "إسرائيل" في ليلة 14 أبريل، من قبل إيران، التي بدورها وجهت من مسافة 2000 كلم، صواريخ جوالة وباليستية ومسيرات، بحسب حاييموفيتش.

ولفت الضابط الصهيوني الرفيع إلى أنّ "حزب الله على مقربة من "إسرائيل"، ويقوم بذلك مع صواريخ مضادة للدروع ومسيرات وصواريخ بالستية".. متخوّفاً من أنّ ذلك يشكل "تحدياً وعبئاً كبيراً".

من جانبه عبّر رئيس مجلس شلومي، غابي نعمان، عن غضبه الكبير من عدم اعتراض المسيرات داخل الأراضي اللبنانية، بل السماح لها بأن تفعل ما يحلو لها وتتجول في الأراضي المحتلة، "مما يصيبنا بالهلع" بحسب تعبيره .