السياسية – تقرير || صباح العواضي*

مثلت عملية الأجهزة الأمنية الاستراتيجية بالقبض على الشبكة التجسسية الأمريكية الإسرائيلية في صنعاء، التي كانت تعمل لصالح الأمريكي والإسرائيلي، العملية الأخطر في تاريخ اليمن، وعنوان بارز للفشل الذريع للـ"سي اي ايه" الأمريكية بعد الفشل في مواجهة القوات المسلحة اليمنية في البحر واستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" وغيرها من السفن التي لها ارتباط مباشر بالكيان الصهيوني أو من خلال إسقاط أغلى وأقوى الطائرات الأمريكية الحربية من الأجواء اليمنية.

وفي خبر عاجل أوردته قناة الجزيرة خلال الأيام الماضية دعت فيه خارجية أمريكا إلى إطلاق سراح من اسمتهم الموظفين الأمميين والدبلوماسيين الذين اعتقلوا هذا الشهر.

ويؤكد مراقبون سياسيون أن ذلك التصريح بتغيير النبرة الاستعلائية إلى مطالبات ودعوات، وتصريحات بقية المسؤولين الأمريكيين في البنتاغون التي عبرت عن الفشل في المواجهة في اليمن، يدل على مدى تطور القوات اليمنية في مجال الردع وجها لوجه مع العدو العالمي أمريكا.

تفاصيل الانهيار الكبير

خلال السبعة الأشهر الماضية من اسناد القوات المسلحة اليمنية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقبلها تسع سنوات من الحرب خلال العدوان الأمريكي عبر وكلاء واشنطن السعودية والإمارات ومرتزقتهم في اليمن كشفت حقيقة أن أمريكا مجرد نمر على ورق.
وعقب الحرب التي شنها الكيان في قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى قررت أمريكا ودول أوروبية تشكيل تحالف لاسناد الكيان، وحسب ما أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان نشره البنتاغون عن ارسال حاملة الطائرات إلى المنطقة كجزء من الجهود الأمريكية لردع حماس، وأوضح البيان حينها أن المجموعة الضاربة تضم طراد الصواريخ الموجهة "يو إس إس فلبين سي"، ومدمرات الصواريخ الموجهة "يو إس إس غرافلي" (دي دي جي 107) و مدمرة "يو إس إس ميسون" (دي دي جي 87)، و الجناح الجوي الناقل 3، مع تسعة أسراب طائرات لتنضم حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة "جيرالد فورد"، التي سبق وأن تم نشرها في المنطقة لحماية الكيان.

هكذا كان تصريح البنتاغون قبل سبعة أشهر لكن المشهد تغير نحو مسار آخر ونتيجة اذهلت العالم فمهام إسقاط الطائرات الأمريكية واستهداف حاملة الطائرات الأكثر كلفة والتي عرفت بفخر الصناعة الأمريكية من قبل القوات المسلحة اليمنية، اثارت استغراب العالم حيث مثلت هذه الطائرات المزودة بمنظومات حديثة قوة ضاربة وارعبت العالم لعقود، وتتميز بقدراتها والتي تبلغ قيمتها 30 مليون دولار ويصل وزنها إلى 5 أطنان ويبلغ طولها 11 مترا وعرضها مع الأجنحة إلى 20 متراً، وتحلق على ارتفاع 45 ألف قدم، لا يمكن استهدافها وتحتاج إلى أسلحة ذات تكنولوجيا معقدة لا تمتلكها إلا القليل من الدول.

لكن اليمن فعلتها واسقطتها ليصل عدد الطائرات من طراز (MQ9) متعددة الأغراض وذات التكنولوجيا عالية التطور خلال العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن أو خلال التسع سنوات من الحرب الظالمة، إلى سبع طائرات الامر الذي يعكس التطور الذي وصلت إليه القوات الجوية اليمنية التي أجبرت حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس أيزنهاور" على الفرار وانهيار ما يسمى تحالف الازدهار.

قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كشف في احد خطاباته الماضية عن استهداف القوات المسلحة اليمنية والقوات البحرية، حاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور" التي تعد إحدى أكبر حاملات الطائرات في العالم والتي انضمت إلى حاملة الطائرات "جيرالد فورد" لمساندة الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، أكثر من مرة بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة، التي اجبرتها على الفرار من الحدود اليمنية بعد أن كانت على بعد (أربعمائة كيلو)، إلى حوالي (ثمانمائة وثمانين كيلو) شمال غرب جدة، في السعودية ومازال الاستهداف مستمر حتى كتابة التقرير حسب اخر بيان للقوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف حاملة (أيزنهاور) شمالي البحر الأحمر.

تأثير العمليات اليمنية على الكيان الصهيوني

قد يتساءل البعض هل حققت عمليات اليمن المساندة لغزة الأهداف المنشودة عبر مراحلها الأربعة باستهداف كل ما يتعلق بالتجارة البحرية الخاصة بالكيان الاسرائيلي.

كل التقارير الإخبارية السياسية منها والاقتصادية تتحدث عن الضغط الكبير للعمليات اليمنية ومدى تأثر اقتصاد العدو الإسرائيلي وارتفاع كلفة الحرب، وانهيار التحالف الأمريكي الاوروبي المساند للكيان.

فكلما تم استهداف السفن المرتبطة بـ"إسرائيل" زاد الضغط على اقتصاد العدو، كما تم تعطيل ميناء إم الرشراش، واجبار أمريكا وحلفائها على سحب أكثر من 18 سفينة من مسرح العمليات، فيما ارتفع عدد السفن الأمريكية التي غادرت إلى 10، فيما غادرت ثماني سفن أوروبية.

إن التطور السريع للقدرات العسكرية لصنعاء خلال الحرب المستمرة جعل اليمن لاعباً محورياً ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن على المستوى العالمي، فـ"إسرائيل" لن تخرج من الحرب كما دخلتها، والأحداث الجارية تؤكد أن خسارتها أصبحت واقعا يتجرعه الصهاينة أنفسهم فقد كشف البنك المركزي للعدو أن التكلفة الإجمالية للحرب في غزة تجاوزت 67 مليار دولار بعد سبعة أشهر من الحرب.

"إسرائيل" تسير نحو "أكبر عجز على الإطلاق في ميزانيتها خلال هذا القرن"، حيث يعد عبء الإنفاق من العوامل التي تبقي عملة الكيان تحت الضغط والتهديدات اليمنية في البحر الأحمر وتعرّض أكثر من أي شيء آخر استقرار "إسرائيل" الاقتصادي للخطر"، وأصبحت تعيش حصاراً بحرياً لا يمكن وصفه.