د. قاسم أحمد الحمران*


الجهد الشعبي اليمني في تصاعد واستمرار يعكس مدى تعظيم شعب النصر والإسناد لفلسطين شعباً وقضية ومقدسات، فمند 225 يوماً والشارع اليمني يقف في خط الأقصى صامداً كصمود جبال اليمن الشماء ثابتاً كثبات الشعب الفلسطيني المجاهد على أرضه، لا يكل عن نصرة فلسطين ولا ينتابه الياس من نصر الله ولا يمل من المشاركة في المسيرات، بل يفرض معادلات متعددة شعبية وعسكرية، فيساند العمليات العسكرية التي تنفذها قواتنا البحرية المجاهدة في البحار الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، ويؤيد العمليات الجوية التي دكت العدو في أم الرشاش.

هذا الموقف الاستثنائي في زمن الخذلان العربي والإسلامي للقضية المركزية التي يفترض أن تكون جامعة لكل العرب والمسلمين وكل أنصار الحرية والاستقلال في العالم، لايزال اليمن شعباً وقيادة يرون بأنه أقل جهد رغم عظمته وأهميته في احلك ظرف يعانيه شعبنا الفلسطيني الصامد، الا انه كشف مدى انبطاح الأنظمة العربية للصهيونية العالمية، وأكد للعالم أجمع أن الحق الفلسطيني لن تعيدهالبيانات ولا التحركات الدبلوماسية التي لا تستند إلى القوة للضغط على الكيان لوقف جرائمه النازية التي يرتكبها منذ ثمانية أشهر ضد المدنيين العزل في القطاع المحاصر، بل القوة وحدها هي الكفيلة بفرض السلام الحقيقي وهي الوسيلة الوحيدة التي يفهمها المحتل في كل زمان ومكان وهي لغة التخاطب التي يجب أن تستبق أي حراك دبلوماسي.

فاليمن الذي هاجم “إسرائيل” وواجه أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا والدنمارك في البحر الأحمر وخليج عدن، وحول أساطيل الغرب البحرية التي قدمت لفك الحصار على “إسرائيل” في البحر الأحمر تحت مسميات تحالف “حماية الازدهار”وآخر مهمة “اسبيدس” الأوروبية، المساند لإسرائيل إلى أهداف مشروعة، ليوجه الضربات البحرية الموجهة ضد تلك القطع البحرية الأحدث في العالم وبفضل الله تمكنت قواتنا البحرية من شل كل القدرات العسكرية للبوارج والمدمرات المعادية في البحر الأحمر واجبرتها على الانسحاب الواحدة تلو الأخرى من بحارنا.

ورغم اعتراف أمريكا وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي بالبأس اليماني في البحر الأحمر واعتراف تلك التحالفات العسكرية البحرية الغربية المساندة لإسرائيل بفشلها في فك الحصار اليمني المفروض على الكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والذي امتد مؤخرا إلى المتوسط، لاتزال الأنظمة العربية الخانعة تستجدي السلام الذي يدار من واشنطن، وتقايض المحتل بوقف الحرب والحصار مقابل التطبيع والتصهين.

وهنا نذكر الأنظمة الضعيفة والمرتهنة لإسرائيل وأمريكا، بدعوة سيد المجاهدين وقائد الأنصار السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، التي ألقاها الأسبوع الماضي في خطابة الأسبوعي للقادة العرب الخانعين، والتي دعاهم لتمكين قواتنا من استخدام السلاح اذا كانوا ليس أهلاً لها ولا يملكون الجرأة عن الخروج عن عباءة الصهاينة، ورغم أن الدعوة واضحة أكدت وجود سلاح عربي يفوق سلاح الاحتلال،الا أن السلاح يفتقد لرجال صادقين مع الله ورسوله، وإن كان هذا الحديث رسالة بالغة الأثر وتوبيخ من قائد بحجم أمة، لقادة لا يملكون من العروبة سوى الاسم فهم حكام وكلاء لأمريكا سخروا قواتهم وسلاحهم لحماية مصالح الكيان الإسرائيلي.

مع ذلك نقول لإخواننا في فلسطين الجهاد والصمود لستم وحدكم رغم العزلة العربية والخذلان الرسمي من أنظمة العار العربي، فنحن معكم ..وإن كنتم في خط الدفاع الأول في مواجهة الاحتلال، فنحن في خط الدفاع الثاني في خط المواجهة، وثقوا بنصر الله، فمن يقود معركة النصر الموعود والجهاد المقدس هو قائدنا السيد المجاهد، عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي تسبق أفعاله أقواله.

* المصدر: موقع أنصار الله

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب