الوهابية خزيٌ على من عرفها
السياسية || محمد محسن الجوهري*
بمجرد أن ينتشر المدُ الوهابي في منطقةٍ ما في اليمن، وربما غير اليمن، حتى تتفسخ قِيَمُ المروة التي كانت سائدة بين أهلها قبل ذلك، ولنا في الوضع اليمني خيرُ شاهدٍ على مدى وضاعة المنتمين لذلك الفكر المنحرف، وكيف باتوا يُرحبون بالعدوان الأمريكي على أرضهم وشعبهم، وهذا يؤكد فعلاً أن المروةَ من الدين، ولا بد من الحفاظ عليها باعتبارها جزءًا من تراثنا القيمي الأصيل الذي نفخر به.
وقد أدرك اليهود جيداً خطورة اليمن على مشاريعهم الدينية، خاصة وأن دخولهم في الإسلام ارتبط - منذ اليوم الأول - بآل البيت عليهم السلام، وفي ذلك سر النصر على أعداء الإسلام، ولذلك ركزت الوهابية على محاربة الإسلام في اليمن، بوسائل مختلفة، منها: تجريد الشعب اليمني من عوامل القوة لديه، المتمثلة في المروة والولاء لآل الرسول، وكل ذلك لتدجين البلاد للمشروع الصهيوني، وكسر شوكة المسلمين في موطن الإيمان والحكمة.
وقد نجحت الوهابية نسبياً في تحقيق الأهداف الصهيونية، ويتجلى ذلك في التأييد الذي يُظهر البعض من أبناء جلدتنا للغارات الصهيونية اليوم، وكذلك تأييد العدوان السعودي الذي بدأ في مارس 2015، وكلنا ندرك أن في الأمرين نقصٌ في الدين، ونقصٌ في المروة، ولم يبادر لكليهما إلا أصغر الناس قدراً ومقاماً.
أما عشَّاق المجد والكرامة فكانوا حاضرين إلى جانب الحق في هذا العصر، كما كانوا حاضرين في صفين والجمل، كيف لا والمعركة واحدة، والعدو واحد، وما هيمنة الصهيونية اليوم إلا من ثمار التفريط في الولاية لآل البيت، والتي هي من صميم الدين، وعنوان للنصر على أعدائه، وقد تجلت لنا أهمية الولاية في النصر على كل عدوانٍ على بلادنا، والبحرُ الأحمر يشهد بهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنها لا تزال صنمٌ يُعبد في دول عربية أُخرى.
وحتى يتسنى لنا تحقيق النصر الكبير، الذي ينتهي بتحرير القدس من يد اليهود الصهاينة، علينا أن نكفر بكل المنتجات الصهيونية، بما فيها المد الوهابي بكل تفرعاته، ففي قبولنا به هزيمة لنا على جميع الأصعدة، كما أنها خزيٌ لنا في الدارين، ويكفي أن نرى المدافعين عنها مشردين في أصقاع الأرض، رغم ما قدموه من خدمات للغرب وأذناب الغرب، على حساب دينهم وأوطانهم.
ولأن قدر اليمانيين هو نصرةُ الإسلام، فحريٌ بنا أن نكون من عشاق ذلك النصر، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالولاء لله والرسول وآل البيت، فذلك شرطُ الانتماء لحزب الله الذي وعده الله بالنصر، ولم يعد بنصر غيره، وفي ذلك شرف الدارين، وسيادة اليمن على سائر الشعوب، وواقع اليمن بين الأمس واليوم يشهد بعظمة اليمن وشعبها إذا ما تجهنا في هذا الاتجاه.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب