السياسية || تقرير : منى المؤيد *

أصبح شعار الصرخة التي صدح بها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه- في وجه الطغاة والمستكبرين منذ أكثر من عشرين عاما، كابوسا يؤرق دول الاستكبار وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل، ومشروعا عظيما اسسه الشهيد القائد لمواجهة الطغاة الظالمين في العالم.

تجسدت الهوية الإيمانية في شعار الصرخة كمشروع حقيقي في مواجهة أعداء الأمة من اليهود وأتباعهم، وكصحوة إسلامية، تبدأ بالإيمان بالله وتنتهي بالصراع مع الطغاة في هذه الأرض، ومن لم يمتلك هذه الرؤية في نفسيته وفي مشروعيته، ودينه، وإسلامه فإن لديه خلل في دينه وإيمانه بالله.


مضمون الصرخة

الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه- لم يأتي بشعار طائفي أو فئوي أو مناطقي أو مذهبي – بل جاء بشعار سماوي إلهي منبثق من القرآن الكريم، وكمشروع عظيم يصل بالإسلام إلى النصر من خلال مواجهة الطغاة والمستكبرين.


مفهوم الشعار

* (الله أكبر) ومعناها كبره تكبيرا- هذا هو معنى التكبير الحقيقي أن تضع الله الأكبر في قلبك وتضع الله الأكبر في نفسك وفي أعمالك ومشروعك وفي كل مجال حياتك.
عندما نقول (الله أكبر) يجب أن يصغر في أعيننا ما دون الله كائناً من كان.
* (الموت لأمريكا)، وضعت أمريكا نفسها في رأس العالم، تعهدت راية الكفر والطغيان منذ أن تأسست، فأمريكا أماتت الأمة بالقول والسلاح، والقتل والحصار والسجون، وكل جوانب الحياة؟!! أماتت العزة في النفوس، وأماتت الثقافات الواعية، اماتت الأخلاق السامية، وهي التي أعلنت على لسان رئيسها في البيت الأبيض أنها أمة مثلية وشاذة ومنحرفة أمام العالم.
* (الموت لإسرائيل)، الكيان الصهيوني المسمى "إسرائيل" لها دورا كبيرا في كل هذه الأحداث فهي منبع الشر وهي الشر نفسه في هذه الأرض.
* (اللعنة على اليهود)، بعد أن يتم تدمير الفكر السياسي المرتبط بأمريكا وإسرائيل -هناك فكرا خطيراً وهو الفكر اليهودي- هو فكر أهل الكتاب الطغاة الكفرة المنحرفين وكما قال الله (لعن الذين كفروا....الخ).
فاللعنة على اليهود هي لعنة قرآنية ورسالية، لعنة الأنبياء والأولياء - هي لعنة التابعين والمؤمنين، هي لعنة المطبقين للقرآن تطبيقاً عملياً، واللعن يعني الدعاء لله بإخراج الملعونين من رحمته.
* (النصر للإسلام)، يجب أن يكون من أهدافنا من رؤيتنا من مسؤوليتنا من مشروعيتنا في الحياة النصر للإسلام، وإلا فما فائدة وجودنا في الحياة وما قيمتنا وما مكانتنا إن لم يكن هدفنا هو النصر للإسلام.


الأحداث الجارية شاهد على مصداقية مشروع الصرخة

مصداقية الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، ومشروع الصرخة نجدها اليوم على الواقع، وما يحدث شاهد على مصداقية الشعار الذي تعرض لستة حروب منذ العام 2004 وكان معظم أبناء اليمن حينها في حالة جهل بسبب الإعلام المظلل والتلاعب بالعقول وتوجيهها، وغير ذلك من الأساليب الخبيثة التي جعلتنا بعيدين كل البعد عن هذا المشروع القرآني.
ومع ذلك فقد انتصر مشروع شعار الصرخة، فبعد أن كان في زاوية من زوايا جبال مران بمحافظة صعدة، يتم رفعه اليوم في كافة انحاء اليمن وكثير من دول العالم.


تضحيات الشهيد القائد

قدم الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه، دمه ثمناً لمشروع شعار الصرخة الذي انتشر في قلوب وعقول القيادات التي تدير الجانب العسكري والصواريخ الباليستية والطيران المسير قبل أن ينتشر في الأرض.


لماذا لا نصرخ؟

أمريكا اليوم ترتكب مجارز أبادة بحق الفلسطينيين.
أمريكا استخدمت كل أنواع الأسلحة من أجل أبادة أبناء اليمن من خلال شن عدوان ظالم استمر تسعة أعوام ولا زالت تواصل عدوانها بعد مشاركة اليمن في معركة طوفان الأقصى ودعمها للمقاومة الفلسطينية عبر الحظر الذي تفرضه على سفن الاحتلال وموانئ الأراضي المحتلة واستهداف مدينة ام الرشراش المحتلة بالصواريخ والمسيرات.
أمريكا التي ارتكبت جرائم أبادة في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، واستخدمت القنابل النووية في اليابان، واستخدمت الحرب البيولوجية، والبكتيريا في فيتنام.
أمريكا الشيطان الأكبر التي أبادت أكثر من ١٠٠ مليون من سكان أمريكا الأصليين من خلال نشر الأمراض الفتاكة.
فما هو الذي يجعلك لا تقول الموت لأمريكا؟! وهي تسعى لإماتتك، وإماتة عزتك وكرامتك، وإماتة رجولتك قبل أن تميتك موتة جسدية وروحية.
كل من لا يقتنع بالصرخة - سيبقى مشككاً مضطرباً، وستبقى نفسيته بعيدة كل البعد عن الحق، ومن يخشى الصرخة ويخشى أن يتربى أبنائه عليها ويتعلمون مشروعها، فليتركهم للصهاينة، وليعلم أنه سيجدهم ذات يوم رافعين لشعار المثليين أو يجدهم مع عصابة من تلك العصابات - قاتلين أو مقتولين في سجن من سجونهم.


فاعلية الصرخة على العدو

اليوم تواجه أمريكا الصرخة داخل المحيط الهندي، والبحر الأحمر، أمريكا التي أنشئت تحالف ما يسمى "حارس الازدهار" وحشدت كل بوارجها ومدمراتها وفرقاطات الاتحاد الأوروبي، وتشن عدوان على اليمن، في محاولة لثنيه عن دعم واسناد المقاومة الفلسطينية، وإدخال المساعدات الإنسانية والأدوية لأبناء غزة المحاصرين من قبل العدو الصهيوني.
أمريكا استخدمت الفيتو أربع مرات لتمنع إيقاف العدوان الصهيوني على غزة، ولأنها المستهدفة في مشروع الصرخة، فقد عجزت عن مواجهة اليمن في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، ولسان حالها "لا نعلم كيف نتعامل مع أبناء اليمن ... لا نعلم كيف استطاع أهل اليمن أن يستهدفوا سفناً في المحيط الهندي، وهم لا يمتلكون أقماراً صناعية، ولا بارجات حربية...."!