السياسية - وكالات:



وصلت الشعلة الأولمبية على متن سفينة بيليم إلى مدينة مارسيليا يوم الأربعاء 08 مايو/آيار الماضي، لتبدأ رحلتها التي تسمى بسباق "التتابع" في جميع أنحاء فرنسا، على أن تصل إلى العاصمة باريس أيام معدودة قبل انطلاق أولمبياد باريس المرتقب تنظيمها من 26 يوليوز/تموز إلى 11 من آب/أغسطس.

وإذا كانت أصول الشعلة الأولمبية تعود إلى اليونان القديمة، فإن هذا ليس هو الحال بالنسبة لسباق التتابع الذي ظهر للمرة الأولى خلال ألعاب برلين سنة 1936، وإذ الشعلة اليوم تحمل قيم الأولمبياد : الاحترام والتعايش، فإن ماضي تتابع الشعلة مثير للجدل لارتباطه العميق بألمانيا النازية.

أقيمت أول دورة أولمبياد سنة 1896 في أثينا، ولم تظهر الشعلة الأولمبية إلا في دورة أمستردام سنة 1928 وبعد ثماني سنوات من ذلك رأى تقليد تتابع الشعلة الأولمبية النور، بمناسبة دورة ألعاب برلين عام 1936 التي نظمتها ألمانيا "أدولف هتلر".

وتزامن ظهور سباق التتابع مع مشاريع ضخمة لإعادة تهيئة العاصمة برلين وملاعبها نزولا عند رغبة هتلر الذي كان يريد إبراز عظمة عاصمته وكذلك تقديم وجه جديد للألمانيا. واعتمد في مخططه هذا على مساعدة ضابط يدعى كارل ديم.

فاحتفالية تتابع الشعلة الأولمبية لم تقترحها اللجنة الأولمبية الدولية وحتى لم تسهر على تنظيمها لأول مرة، بل ان المنظر الرياضي كارل ديم الذي كان يشتغل مع النظام النازي هو صاحب الفكرة.

وإذا كان اسم كارل ديم غير معروف اليوم، فإنه يعتبر تاريخيا الشخص الذي عمل على ترجمة فكرة تتابع الشعلة الأولمبية على أرض الواقع، بعد أن عينه وزير الرياضة في الرايخ الثالث أمينا عاما للجنة المنظمة لألعاب برلين سنة 1936. وتم انذلك تحت إشرافه إشعال الشعلة باليونان، قبل أن ينقلها حاملو الشعلة سيرا على الأقدام إلى برلين.

وقد مثل كارل ديم الشخصية المحورية التي تمكنت بفضلها ألمانيا من استضافة الألعاب الأولمبية عام 1936، إذ تمكن من إقناع اللجنة الأولمبية بضرورة حصول برلين على هذا الشرف تحت حجة أن الشعب الالماني الذي عانى من ويلات الحرب العالمية الأولى يحتاج إلى رفع معنوياته وأن تنظيم الاولمبياد فرصة ذهبية لإعطاء دفعة للاقتصاد الألماني ولملمة جراح الألمان.