التصعيدُ في غزة.. يقابلُه تصعيدٌ عسكري يمني
عبدالحكيم عامر
إن تعنُّتَ العدوِّ الصهيوني وإصرارَه على استمرار الإبادة الجماعية في قطاعِ غزة، وسيطرتَه على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وإغلاقَه أمام دخول المساعدات سيفاقمُ الكارثةَ الإنسانيةَ في قطاع غزة.
وفي حين أن القواتِ المسلحةَ اليمنية قد أعلنت أن اجتياح رفح سيفتحُ المجالَ لعقوبات شاملة على الشركات المتورطة في إمدَاد العدوّ بحريًّا، ومنع كافة سفنها من العبور في منطقة العمليات اليمنية بغضِّ النظر عن وِجهتها؛ فيما يشكِّلُ ذلك في إطباقِ الحصار البحري على الكيان الصهيوني؛ فبعد إغلاق طريق البحر الأحمر والبحر العربي أمامَ الملاحة الصهيونية القادمة من الشرق بشكل كامل وتعطيلِ ميناء أُمِّ الرشراش المحتلِّ، المنفذ البحري الجنوبي الوحيد للعدو، يعتبر استهدافُ الملاحة المتجهة إلى الموانئ الغربية لفلسطين المحتلّة بمثابة ضربةٍ قاضيةٍ لإمدَادات الصهاينة البحرية كلها؛ وهو ما يشكِّلُ ضربةً اقتصاديةً كُبرى للعدو والمرتبطين به.
إن الواقع العملياتي الذي أعدّته القوات المسلحة اليمنية من خطّة الجهوزيّة والتصعيد وما اختزنته من مفاجآت، الهدفُ منه إرسالُ رسالةٍ للعدو الصهيوني مضمونُها أنها لا تزال تمتلكُ الكثيرَ من أوراق القوة التي تمكّنُها من تحويل التصعيد الصهيوني في اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، إلى عبءٍ ثقيلٍ على كيان العدوّ وجيشه الذي ما زال يتخبطُ بأزماته على كُـلّ الجبهات.
حيث يمضي اليمن في إدهاشِ العالم بقراراته الشجاعة التي يتخذها؛ التزاماً منه بالمسؤولية، إنسانياً وأخلاقياً ودينياً، تجاه غزة وفلسطين، ليلقيَ بظلالِه على مسار التطورات في الميدان والمفاوضات، بحيث تمتدُّ تداعياتُ قراراته على المنطقة، وحتى العالم.
وفي الأخير، اليمنُ اليومَ أكّـد للعالَمِ أنه لن يتراجعَ ولن يتخاذلَ تجاه موقفه العسكري والإنساني والأخلاقي في الانتصار لفلسطين، مهما كانت النتائجُ والخسائر، والغايةُ العسكرية القوات المسلحة اليمنية هي تسخيرُ كُـلّ القدرات لرفع الحصار ووقف العدوان على غزة، وأن تتخلَّى أمريكا عن مشاريعها الإجرامية ضد اليمن وفلسطين والعرب، ما لم فالخياراتُ العسكرية اليمنية، جاهزةٌ للإقدام على إغراقِ القوات الأمريكية في البحر والمحيط، وتحطيم ودكِّ وحرق قواها وقواعدِها في البر، بصفعاتٍ ومفاجآتٍ تحدث عنها السيد القائد بأنها لم تكُنْ في مخيلةِ الأعداء.
إن الشعبَ اليمني سيواصلُ دعمَه للشعب الفلسطيني ولن يتوقَّفَ أبداً طالما وأن العدوانَ الإسرائيلي، والطغيانَ الإسرائيلي مُستمرٌّ، وما زال شعارُ (لستم وحدَكم، ومعكم حتى النصر)، مُستمرٌّ، وهناك تحضيرات بما هو أكبرُ، وما هو أعظم، حتى يأتيَ ويتحقّقَ الوعدُ الإلهي الآتي حتماً، في انتصارِ عبادِ الله المظلومين، وزوالِ سيطرةِ العدوّ الإسرائيلي على فلسطين.
- المصدر: صحيفة المسيرة
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع