تنديد ورفض عربي ودولي واسع بعد اقتحام العدو الصهيوني لرفح
السياسية || تقرير : مرزاح العسل ||
تتوالى المواقف العربية والدولية والإقليمية المنددة بالهجوم الصهيوني الهمجي على رفح، والمُحذرة من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يعاني أزمة غير مسبوقة بسبب العدوان والحصار الصهيونيين على القطاع منذ أكثر من سبعة أشهر.
وتأتي التطورات العسكرية الصهيونية المتسارعة على الأرض قبل ساعات من محادثات جديدة يفترض أن تعقد في القاهرة لمحاولة إبرام اتفاق الهدنة سيشارك فيها ممثلون عن الدول الوسيطة "أمريكا وقطر ومصر"، بالإضافة إلى وفدين صهيوني وآخر من حركة "حماس".
وكان جيش العدو الصهيوني قد أعلن صباح الثلاثاء، أنه سيطر على معبر رفح بشكل كامل، ويقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة، بعد ليلة من القصف العنيف، استهدفت محيط المعبر ومناطق شرق المدينة المكتظة بالنازحين، وذلك رغم مساعي الوسطاء للتوصل إلى هدنة.
وبرر متحدث باسم حكومة العدو الصهيوني الهجوم، بقوله: إن "هدف "إسرائيل" الرئيسي هو تدمير حركة حماس".. مؤكدا أن السبيل لإنهاء الصراع هو إلقاء حماس أسلحتها وإعادة الرهائن.
فلسطينياً.. طالبت السلطة الفلسطينية أمريكا بالتدخل الفوري لمنع قيام سلطات العدو الصهيوني باجتياح رفح وتهجير المواطنين منها.. مشددة على أن احتلال "إسرائيل" معبر رفح والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء يعتبران جرائم حرب.
وأمس، أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية بياناً أكّدت فيه أنّ شن العدو الصهيوني عدواناً برياً على رفح واحتلال وتدمير معبرها وإغلاق معبر كرم أبو سالم - المنفذ الوحيد لقطاع غزة - هو "كارثة إنسانية تستهدف 2.5 مليون مواطن فلسطيني في القطاع".
وشدّدت الفصائل في بيانها على أنّ ذلك "يكشف نيّات العدو بارتكاب مجازر وكارثة إنسانية عبر قطع خطوط الإمداد الغذائي والإنساني والطبي وحركة المسافرين للجرحى والمواطنين ومنع دخول الشاحنات الغذائية التي لا تكفي في حال دخولها يومياً من احتياج رفح خمسة في المائة.
واعتبرت أنّ ذلك "يؤكد عدم رغبة الحكومة الصهيونية في وقف العدوان وتحقيق صفقة لتبادل الأسرى، ما يهدد مسار المفاوضات ويترك للاحتلال استمرار الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".
ودعت الفصائل في ختام بيانها، دول العالم والمؤسسات الدولية والأممية إلى التدخّل فوراً لإنقاذ حياة 2.5 مليون مواطن يتهددهم القتل والجوع والمجازر والإبادة الجماعية في أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم الآن.
واتهمت الفصائل الفلسطينية، العدو الصهيوني بمحاولة تقويض محادثات الهدنة الجارية في القاهرة من خلال تصعيد الهجوم.. معتبرة أن "اقتحام جيش العدو الصهيوني لمعبر رفح الحدودي، تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي".
وأكد سياسيون فلسطينيون خطوة العدو الصهيوني الأخيرة واقتحام معبر رفح البري، وشن سلسلة غارات صهيونية على مناطق متفرقة من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تأتي في إطار الحرب الشاملة التي يشنها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني رغم كل النداءات والتنديد والتحذير الدولي والإقليمي بأن عملية عسكرية في رفح قد تتسبب بكارثة إنسانية.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزت الرشق في بيان له: إن "أي عدوان عسكري على رفح سيفشل مسار المفاوضات".. مضيفاً: "أي عملية عسكرية في رفح ستضع المفاوضات في مهب الريح، وهي لن تكون نزهة لجيش العدو".
وتوعدت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس القوات الصهيونية لاتخاذها قرارا باقتحام مدينة رفح جنوب غزة، وقالت في بيان مقتضب: "اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا"، كما نشرت صورة لعناصرها وهم يواجهون جيش العدو الصهيوني ويدمرون آلياته.
دولياً.. أدانت كلا من الصين وفرنسا الهجوم العسكري الصهيوني على رفح جنوب قطاع غزة، وأعلنتا معارضتهما للهجوم البري الصهيوني على رفح.. معتبرتين أنه سيؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق في قطاع غزة.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، في بيان مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة حماية المدنيين في غزة وفقا للقانون الدولي الإنساني.
بدوره انتقد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، تقدم جيش العدو الصهيوني نحو مدينة رفح في غزة.. قائلاً: "أخشى أن يتسبب هذا مجددا في سقوط كثير من الضحايا، وأعني الضحايا من المدنيين".
من جهتها حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تغريدة على موقع "إكس"، من هجوم عسكري واسع النطاق على رفح، قائلة: إن مليون شخص لا يمكن أن يختفوا في الهواء.. مضيفة: إن سكان رفح بحاجة بشكل عاجل إلى مزيد من المساعدة الإنسانية، ويجب فتح معبري رفح وكرم أبو سالم فوراً.
كما دانت الخارجية التركية الهجمات الصهيونية على رفح.. مؤكدة أنها تظهر أن الكيان الصهيوني لا يعمل بنية صادقة وعليه الانسحاب فورا من معبر رفح.
وقالت في بيان لها: إن أي هجوم على رفح سيؤثر على العالم برمته، ويجب على إسرائيل الانسحاب من الجزء الذي سيطرت عليه في معبر رفح فورا.
من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن اجتياحا صهيونياً لمدينة رفح بجنوب قطاع غزة ستكون له عواقب إنسانية مدمرة، وتأثير مزعزع على استقرار المنطقة.
وعبّر غوتيريش عن قلقه البالغ من التحركات العسكرية الصهيوني في رفح.. قائلاً: إن اجتياح المدينة سيكون أمرا غير مقبول، ولا يمكن احتماله بالنظر إلى وجود نحو 1.5 مليون نازح في المنطقة.
ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أوامر الترحيل الصادرة عن جيش العدو الصهيوني لسكان شرق رفح بغير الإنسانية.
بدوره دعا وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز في بيان له على موقع الحكومة الإلكتروني، الثلاثاء، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، لتجنب المزيد من "الكوارث الإنسانية".. قائلاً: "لا يمكن السماح بزيادة المعاناة في غزة.. الطرفان يتحملان مسؤولية وقف النار".
من جهتها دعت وزيرة التعاون الإنمائي البلجيكية كارولين غينيز الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لوقف تصدير الأسلحة إلى كيان العدو الصهيوني.
وأكدت، في مؤتمر صحفي، على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية لغزة.. داعية مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة التزاماتها وتمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
والاثنين قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إنه "يشعر بقلق عميق "إزاء هجوم تعد له "إسرائيل" على رفح.. داعياً "جميع الأطراف، وخاصة حماس" إلى قبول اتفاق يفضي لإطلاق سراح الرهائن الصهاينة.
وأكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية صامويل وربيرج، لـ"الشرق"، الثلاثاء، أن بلاده لا تدعم أي عملية عسكرية صهيونية "واسعة النطاق" في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وأدان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بشدة هجوم كيان العدو الصهيوني على منطقة رفح الحدودية جنوب قطاع غزة.. مُذكراً بأن الهجوم على هذه المنطقة، رغم كل التحذيرات الدولية والمعارضة الشديدة من المجتمع الدولي، يظهر جشع كيان العدو الذي لا يلتزم بأي أعراف دولية.
وأكد كنعاني أنّ "الهجوم على رفح يهدف إلى إفشال الجهود الدولية لوقف الحرب وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة".. مشدداً على أنّ "مفتاح السلام والأمن في المنطقة هو الوقف الفوري وغير المشروط للحرب ضد الشعب الفلسطيني".
وناشد المجتمع الدولي ضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب والانتهاكات الصهيونية الوحشية المستمرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتحميل العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة لهذه الانتهاكات ولجرائم الحرب وسياسة التجويع والتهجير القسري.
بدورها، أعربت جمهورية جنوب إفريقيا عن شعورها بـ"الدهشة" من الأمر الذي أصدرته "إسرائيل" بإخلاء مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالقوة المفرطة، تمهيدا لاجتياحها برا.
جاء ذلك في بيان صادر الثلاثاء، عن وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا التي سبق أن رفعت دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وقال البيان: إن حكومة جنوب إفريقيا تشعر بـ"انزعاج عميق" إزاء التطورات في قطاع غزة.. مضيفاً: "نشعر بالرعب والدهشة من إعلان "إسرائيل" ضرورة إخلاء رفح فورا عبر القوة المفرطة في ذلك".
وأكدت على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية لغزة.. داعية مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة التزاماتها وتمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وعلى صعيد المنظمات الدولية.. قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ينس لايركه: إن ذلك أدى إلى "خنق" الشريانين الرئيسيين لإدخال المساعدات إلى غزة مع وجود مخزونات قليلة جداً داخل القطاع.
فيما قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منشور على منصة التواصل "إكس": إن معدلات الجوع الكارثية، خاصة في شمال قطاع غزة، ستزداد سوءاً إذا انقطعت خطوط الإمداد.
كما حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي من "مجاعة شاملة" تتفشى في شمال القطاع.
وأعربت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق عن قلقها من أن إغلاق المعبر بين مصر وغزة، سيكون له تأثير كبير على إمدادات الأدوية، ودخول العاملين في المجال الطبي.
عربياً.. أدانت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها، اليوم الأربعاء، قصف العدو الصهيوني رفح، واجتياحه المعبر البري، وتهديده بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء.. داعية إلى تحرك دولي عاجل للحيلولة دون اجتياح مدينة رفح، وارتكاب إبادة جماعية، ومطالبةً بتوفير الحماية للمدنيين.
وحذرت من أن إجبار المدنيين على النزوح القسري من المدينة التي أصبحت ملاذاً أخيراً لمئات الآلاف من النازحين داخل قطاع غزة، يمثل انتهاكاً خطيراً للقوانين الدولية، ومن شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
بدورها أفادت وسائل إعلام مصرية بأن القاهرة طالبت "تل أبيب" بوقف تحركاتها العسكرية في معبر رفح من الجانب الفلسطيني "فورا".
وسبق أن أدانت الخارجية المصرية، الثلاثاء، في بيان لها العمليات العسكرية الصهيونية في رفح، وما أسفرت عنه من سيطرة صهيونية على المعبر.. معتبرة أن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتمادا أساسيا على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة".
وتصدرت إدانة مصر العملية التي تشنها قوات العدو الصهيوني على مدينة (رفح) الفلسطينية، اهتمامات صحف القاهرة، الصادرة صباح اليوم الأربعاء، إضافة إلى أخبار الشأن المحلي.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن العدو الصهيوني احتل معبر رفح وأغلقته أمام المساعدات الإنسانية بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات.. مضيفاً: إن الهجوم على رفح يهُدد بمذبحة أخرى.
وشدد الصفدي أن على مجلس الأمن التصرف بحزم فورا، كما يجب أن يواجه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عواقب حقيقية.
من جهتها حذرت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان لها الثلاثاء، من أن استهداف الجيش الصهيوني مدينة رفح جنوب قطاع غزة ينذر بـ"كارثة إنسانية بالغة"، ويسهم في تنفيذ مخططات التهجير القسري الصهيونية للفلسطينيين.
وقالت: إن "أي عمل ضد رفح يهدد بكارثة إنسانية بالغة على أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى المنطقة جراء العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ سبعة أشهر".
كما أعربت سلطنة عُمان عن قلقها من استمرار التصعيد العسكري الذي تمارسه قوات العدو الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.
وحذرت السلطنة في بيان صدر عن وزارة خارجيتها من مغبة العمليات العسكرية الصهيونية في مدينة رفح، والتي تنذر بآثار كارثية خطيرة قد تؤدي إلى توسيع نطاق الصراع والتوتر في المنطقة.
الجدير ذكره أن معبر رفح يشكل منفذاً بالغ الأهمية لمرور المساعدات إلى القطاع وإخراج مصابي الحرب.. فمنذ بداية الحرب قبل سبعة أشهر كان معبر رفح، وهو المعبر الوحيد في القطاع، الذي لا يديره الكيان الصهيوني، ويشكل شريان الحياة الرئيسي بين العالم الخارجي، وسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إذ أتاح دخول الإمدادات الإنسانية، ونقل المرضى إلى الخارج في ظل انهيار مرافق الرعاية الصحية.