صحوة عالمية بسبب غزة وفرصة لإنجاز "ربيع عربي" ضد عملاء إسرائيل
السياسية || محمد محسن الجوهري*
لا تزال أحداث غزة تفرز العالم بين معسكرين صريحين، مع غزة أو مع الكيان الصهيوني، وأسهمت بخلق وعي جمعي عالمي بحقيقة الكيان، وبحقيقة المجتمع الدولي، وما يروج له من شعارات براقة حول الإنسانية وحقوقها المزعومة.
ومن بين تلك الصحوات، ما تشهده الولايات المتحدة الأمريكية من حراك طلابي، ابتدأ من جامعة كولومبيا، وامتد إلى العشرات من غيرها على امتداد الأراضي الأمريكية، ما ينذر بسقوط الهيمنة اليهودية على القرار السياسي في واشنطن.
وقد بادر الأمن الأمريكي إلى قمع تلك الاحتجاجات، بذريعة توفير أجواء آمنة للطلاب اليهود المُزعَجين من ترديد الشعارات المناهضة لجرائم الكيان الغاصب.
ومن المعروف أن الحرية في أمريكا تشمل كل شيء، بما في ذلك الإساءة إلى الله عز وجل، أو المسيح عليه السلام، لكنها لا تتقبل أي حديث عن اليهود وهيمنتهم على البلاد، أو ما كان من جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
ويتزامن قمع الاحتجاجات مع إقرار الكونغرس الأمريكي حزمةَ مساعدات عسكرية لتل أبيب بحوالي ٢٦,٤ مليار دولار، لتستمر في ارتكاب المجازر، وقتل أكبر عددٍ من أطفال ونساء غزة.
وقد استفزت تلك الخطوة الشعب الأمريكي، الذي يدفع تلك الأموال للدولة على شكل ضرائب، ويعتبر نفسه شريكاً في جرائم إسرائيل، إذا لم يتحرك لإدانتها ورفضها، وهذا ما نتمناه من سكان الدول العربية الشريكة في حصار وقتل الشعب الفلسطيني.
وهنا نتساءل: لماذا لا يكون هناك صحوة عربية ضد الأنظمة العميلة؟!
العرب أولى بتلك الصحوة، وأحوج ما يكونوا إلى تغيير واقعهم، والثورة ضد حكام التطبيع والخيانة، وقد أثبتت شعوبنا قدرتها على التغيير إبان ثورات الربيع العربي عام ٢٠١١، وفي هذا حجة علينا، وإدانة إذا لم نثر لنصرة غزة، ونوقف الإبادة الجماعية لأهلها.
إن حكام العرب اليوم يستحقون السقوط، والخروج صاغرين من السلطة، فهم شركاء في كل قطرة دم سفكتها "إسرائيل"، ولا أمل أن يتراجعوا في ذلك من تلقاء أنفسهم.
ولا بد أن يشمل هذه الأنظمة الملكية، كالسعودية وسائر دول الخليج، وألا يقتصر على الأنظمة الجمهورية، وقد رأينا كيف التفت السعودية على ربيع العرب ٢٠١١، وأعادت الأنظمة الطاغوتية للسلطة، خوفاً من وصول حكام حقيقيين يرفضون الوصاية الأمريكية على بلدانهم، كما رأينا في اليمن.
ولطالما كانت قضية فلسطين عنوان الحرية، والفيصل بين الحاكم الشريف والحاكم العميل، ولذا نحن أمام فرصة تاريخية لتغيير العملاء واستبدالهم لما فيه مصالح الشعوب، وقضاياهم الدينية والمركزية، وفي مقدمتها فلسطين.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب