السياسية:


بعد الرد الإيراني على الضربة الصهيونية للقنصلية الإيرانية في دمشق، استيقظت منطقة الشرق الأوسط على برميل البارود الذي يمكن أن يفجر حربا إقليمية في المنطقة.

ويترقب العالم بحذر الآن رد "إسرائيل" على "الرد الإيراني المضاد" وما قد يتبع من انضمام قوى إقليمية وعالمية كبرى إلى حلقات مواجهة قد تفجر الشرق الأوسط برمته.

في ظل الوضع الراهن، والتوترات القائمة في المنطقة، نعرض لكم في 3 حلقات معلومات أساسية عن القدرات العسكرية لـ "إسرائيل" وإيران والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.

الحلقة الثالثة: القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط

تمتلك الولايات المتحدة قواعد في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ عقود. وفي عام 2011، كان هناك أكثر من 100 ألف جندي أمريكي في أفغانستان، وفي عام 2007، كان هناك أكثر من 160 ألف جندي في العراق.

وبرغم انخفاض أعداد الجنود الأمريكيين، منذ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان عام 2021، إلا أنه لا يزال هناك حوالي 30 ألف جندي أمريكي منتشرين في جميع أنحاء المنطقة. إضافة إلى ذلك، ومنذ أن بدأت العملية الصهيونية في قطاع غزة، أكتوبر 2023، أرسلت الولايات المتحدة مؤقتا آلاف القوات الإضافية إلى المنطقة، بما في ذلك على متن السفن الحربية.

وتنتشر القواعد الأمريكية في الدول التالية:

البحرين

حاليا، تستضيف مملكة البحرين قاعدة الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية وتشارك في التحالفات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة، بما في ذلك التحالف العالمي لمكافحة "داعش"، كما قدمت القوات المسلحة البحرينية الدعم لقوات المساندة الأمنية الدولية في أفغانستان، من خلال تأمين محيط القاعدة العسكرية. وأصبحت البحرين أول دولة عربية تقود قوة عمل تابعة للتحالف تنفذ دوريات في الخليج العربي، وتدعم مهمة التحالف لمكافحة القرصنة.
وفي عام 2002، تم إعلان البحرين حليفا لرئيسيا للولايات المتحدة من خارج "الناتو".

وتغطي منطقة المسؤولية حوالي 6.5 مليون كيلومتر مربع من المياه، وتشمل الخليج وخليج عمان وعدن والبحر الأحمر وبحر العرب.

ويقع المقر الرئيسي للأسطول الخامس الأمريكي في العاصمة البحرينية المنامة. واعتبارا من عام 2023، تم تعيين أكثر من 8 آلاف موظف عسكري ومدني أمريكي في خدمة الدعم البحري البحرينية. وفي السنة المالية 2023، قدّرت وزارة الدفاع الأمريكية أنها أنفقت 539.5 مليون دولار على الموظفين والعمليات والصيانة والإسكان لعائلات الموظفين الأمريكيين المتمركزين في البحرين.

الأردن

يعد الجيش الأردني أحد أكبر المستفيدين من التمويل العسكري الأجنبي من واشنطن، بينما توظف المملكة الأردنية مئات المتدربين الأمريكيين، والأردن واحد من الحلفاء القلائل في المنطقة الذين أجروا تدريبات واسعة النطاق تشمل القوات الأمريكية على مدار العام.

والقاعدة الأمريكية في الأردن هي ما يسمى بـ "البرج 22"، وتقع شمالي شرق البلاد، بالقرب من الحدود مع سوريا والعراق، وتمثل مركزا لوجستيا يضم حوالي 350 من أفراد الجيش والقوات الجوية الأمريكية. ومن غير المعروف على وجه اليقين ما هي الأسلحة المخزنة في القاعدة، وكذلك ما هي الدفاعات الجوية المستخدمة.

العراق

ويتمركز هناك نحو 2500 جندي أمريكي في قواعد مشتركة مع القوات العراقية. ومع ذلك، فإن العدد الإجمالي للقوات يتغير باستمرار. ولم يكشف "البنتاغون" عن عدد قوات العمليات الخاصة الأمريكية التي تتحرك بانتظام داخل وخارج البلاد لمساعدة القوات العراقية أو السفر إلى سوريا للقيام بعمليات مكافحة الإرهاب.

وتدير الولايات المتحدة 9 قواعد عسكرية في العراق، من بينها قاعدتين في بغداد هما معسكر "النصر" في مطار بغداد الدولي، و"التاجي" الواقع شمال العاصمة العراقية. وقد استخدمت الولايات المتحدة قاعدتي "الجبانية" و"عين الأسد" الجويتين الواقعتين في محافظة الأنبار الغربية، بشكل نشط خلال الحملة ضد "داعش" عام 2014.

كما تستخدم القوات الأمريكية كذلك قاعدتي "بلد" الجوية في محافظة صلاح الدين الشمالية و"حرير" الواقعة في أربيل، عاصمة المنطقة الكردية في العراق، وكذلك قاعدة "القيارة" العسكرية في الموصل وقاعدة K1 في كركوك، وهناك قاعدة عسكرية أخرى في مطار أربيل.

قطر

تعد قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف "الناتو"، وهو ما يمنح الدولة القطرية امتيازات اقتصادية وعسكرية خاصة في علاقاتها مع الولايات المتحدة.

وقاعدة "العديد" هي واحدة من أكبر القواعد الأمريكية الجوية في الشرق الأوسط، وتعد موطنا لعدد من القيادات العسكرية الأمريكية المهمة، بما في ذلك مقر القيادة الأمامية المركزية الأمريكية، والقيادة الأمامية المركزية للقوات الجوية الأمريكية، وقيادة العمليات الخاصة الأمريكية المركزية الأمامية.

وتتسع قاعدة "العديد" الجوية، الواقعة في الصحراء جنوب غرب الدوحة، لأكثر من 10 آلاف جندي أمريكي، وأصبحت مركزا رئيسيا للعمليات الجوية للقيادة المركزية الأمريكية في أفغانستان وإيران والشرق الأوسط. وتعمل "العديد" كموطن لجناح الجسر الجوي رقم 379 التابع للقوات الجوية الأمريكية. واعتبارا من عام 2023، كان هناك حوالي 8000 جندي أمريكي في القاعدة.

الكويت

منذ عام 2003، قدمت الكويت المنصة الأساسية لعمليات الولايات المتحدة والتحالف الدولي لمكافحة "داعش" في العراق، وحاربت التنظيم كعضو في التحالف الدولي.

وتعد البلاد موطنا لمقر التحالف الدولي المعروف رسميا باسم "فرقة العمل المشتركة لعملية العزم الصلب"، وتشمل القواعد الأمريكية في الكويت قاعدتي "علي السالم" و"أحمد الجابر" الجويتين، ومعسكرات "عريفجان" و"بهرنج" و"باتريوت" التابع للقاعدة البحرية الكويتية، ومعسكر "رأس الحربة" في ميناء الشعيبة.

واعتبارا من عام 2023، كان هناك حوالي 13 ألف و500 جندي أمريكي في الكويت.

الإمارات العربية المتحدة

على مدى العقود الثلاثة الماضية، اتحدت القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة في 6 عمليات تحالف عسكري: بدءا من حرب الخليج الأولى إلى كوسوفو وأفغانستان وليبيا والقتال ضد "داعش". كما تستضيف الإمارات 5000 جندي أمريكي في قاعدة "الظفرة" الجوية قرب أبو ظبي.


وتضم "الظفرة" 80 طائرة من طراز F-16 Block 60 Desert Falcon مقدمة من الولايات المتحدة، بينما يضم أسطول "الظفرة" العسكري أيضا طائرات مثل F-22 Raptor، و97 KC-10 وRQ-4 Global Hawk وE-3 Sentry وU-2 Dragon Lady.

وتعد قاعدة "الظفرة" الجوية موطنا لجناح الاستطلاع الجوي رقم 380 التابع للقوات الجوية الأمريكية، والذي تم تأسيسه عام 2002، وبرغم وجود الجيش الأمريكي في القاعدة منذ التسعينيات، إلا أنه لم يتم الاعتراف بوجود القاعدة إلا في عام 2017.

إضافة إلى ذلك، تتمركز القوات العسكرية الأمريكية في الإمارات في قاعدة "المنهاد" الجوية وقاعدة "الفجيرة" البحرية.

سلطنة عمان

يمكن للولايات المتحدة، بموجب اتفاقية الوصول إلى المرافق العمانية، أن تطلب الوصول إلى الموانئ الجوية والبحرية في البلاد. ومن بين هذه المرافق المطارات العسكرية لسلاح الجو السلطاني العماني "مصيره" وسلاح الجو الملكي "ثمريت"، وسلاح الجو الملكي "المصنعه"، ومطار مسقط الدولي، والموانئ البحرية في "الدقم" و"صلاله".

ويوجد حاليا عدة مئات من الأفراد العسكريين الأمريكيين المتمركزين في سلطنة عمان.

المملكة العربية السعودية

في ديسمبر 2022، نشرت المملكة العربية السعودية أكثر من 2700 فرد عسكري أمريكي لتدريب قواتها المسلحة وتقديم المشورة لها ومساعدتها. ويتمركز معظم الجيش الأمريكي في القواعد الجوية التي تستخدمها الولايات المتحدة في غرب وشمال شرق البلاد، مثل قاعدة "الأمير سلطان" الجوية، والقاعدة الجوية في قرية "إسكان".

سوريا

يتمركز نحو 900 جندي أمريكي في قواعد صغيرة بحقول النفط شمال شرقي البلاد. إضافة إلى ذلك، تقع على الحدود السورية مع العراق والأردن، حامية "التنف" التي يسيطر عليها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتم إنشاء هذه الحامية عام 2014، لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" في كل من العراق وسوريا.

تركيا

تدير القوات الجوية الأمريكية قاعدة "إنجرليك" الجوية في مقاطعة أضنة جنوب تركيا. ومنذ عام 1956، تم استخدام هذه القاعدة لعمليات الاستطلاع ضد الاتحاد السوفيتي ومن ثم روسيا وحلفائها.

ويتمركز على أراضي القاعدة ما لا يقل عن 4000 جندي أمريكي، كثير منهم جزء من جناح الجسر الجوي رقم 39 التابع للقوات الجوية الأمريكية. ويوجد بالقاعدة ما لا يقل عن 50 قنبلة نووية من طراز B61 في حظائر الطائرات.

وفي أوائل عام 2004، أصبحت قاعدة "إنجرليك" العسكرية "محطة" مؤقتة للجنود الأمريكيين العائدين إلى ديارهم بعد عام من الخدمة في العراق. كما تم استخدام القاعدة الجوية لنقل وإمداد قوات التحالف في أفغانستان، وكذلك في العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

ويقوم الأمريكيون بتزويد الجيش الإسرائيلي بالذخيرة عبر قاعدة "إنجرليك"، ويدير الجيش الأمريكي أيضا محطة رادار للإنذار المبكر بالهجوم الصاروخي تقع في منطقة كوريسيك بمقاطعة ملاطية بجنوب شرق تركيا، وهي جزء من نظام الدفاع الصاروخي التابع لحلف "الناتو" في أوروبا.

* المصدر: موقع روسيا اليوم
* المادة نقلت حرفيا من المصدر