السياسية || محمد محسن الجوهري*

ما قبل عملية ٧ أكتوبر المباركة ليس كما بعدها، فعملية طوفان الأقصى مهدت لمرحلة فاصلة في تاريخ الصراع مع اليهود، وأسست لمستقبل جديد في حياة العرب عنوانه الجهاد في سبيل الله ضد الاستكبار العالمي.

ولن يبقى الصراع محصوراً في غزة والأراضي الفلسطينية، بل سيمتد ليشمل كل دول المنطقة، بما فيها تلك التابعة لمعسكر التطبيع والخنوع لـ"إسرائيل"، ومن يتابع تفاصيل المشهد الراهن يدرك أن لطوفان الأقصى آثاراً قد بدأت في التبلور على الأرض، وتقود المنطقة لمزيدٍ من التصعيد.

فعلى سبيل المثال، سبقت عملية طوفان الأقصى مراحل من التضليل والإفساد العربي، وصلت إلى ذروتها في أكتوبر ٢٠٢٢ باستضافة قطر لبطولة كأس العالم، وكان غرض اليهود من كل ذلك هو فصل العرب والعالم عن القضية الفلسطينية، وتهميشها، وحصرها فقط على الشعب الفلسطيني.

إلا أن طوفان الأقصى هدمت ذلك المشروع، ودمرت ما بناه اليهود منذ عقودٍ خلت، وأعادت للقضية الفلسطينية وجهها وبريقها أكثر من ذي قبل، وأعادت توجيه بوصلة العداء تجاه العدو الحقيقي للأمة، كيان "إسرائيل" ومن يقفون خلفه.

أي أن واقع اليوم يشبه واقع العام ١٩٤٨، غداة تأسيس الكيان الصهيوني، ما يعني أننا أمام فرصة تاريخية لتحرير فلسطين، وعلى العرب كافة أن يقاتلوا العدو الصهيوني، مالم فإن "إسرائيل" نفسها لن تتسامح معهم، فاليهود لا يقبلون الحياد ويشترطون من عملائهم مشاركتهم في الصراع، أو مواجهة ما هو أدهى.

والشعوب العربية اليوم مهيأة نفسياً لخوض المعركة بكل جوانبها، وأمامهم فرصة تاريخية تجعل من تحركهم مشروعاً ثابتاً لا يقبل الهزيمة، ويتمثل ذلك في المشروع القرآني القادم من اليمن.

وما هزيمة "إسرائيل" وزوالها من الوجود إلا رهن المسيرة القرآنية، ووصولها إلى فلسطين، وهذه حقيقة يدركها العدو الإسرائيلي جيداً، وسعى في حربها منذ أكثر من عقدين بفرص وأدها في مهدها لكنها خرجت للعلن، رغم كل المؤامرات.

والحرب الشاملة تعني أن الجميع مستهدفون، بما في ذلك المطبعون، ولا سبيل أمامهم إلا الانخراط في مشروع تحرير فلسطين، مالم فإن البديل هو الخسارة بلا أي نتائج.

وعلينا أن نربي أنفسنا ونثقفها بالثقافة الجهادية، ونعيد إحياء الفرائض المغيبة التي يخشاها اليهود، ومنها الجهاد والوحدة الإسلامية، وتركيز بوصلة الصراع على العدو الإسرائيلي فقط، وعندها سيكون النصر الذي لا محالة قادم.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب