للقدس في يومها العالمي
دينا الرميمة
من يمن العروبة أرض الإيمان والحكمة ومن سبعين عاصمتها الذي البسه اليمنيون ثوبا فلسطينيا منذ (طُـوفان الأقصى)!!
من مختلف الساحات في الأرض اليمنية رسائل نصرة وانتصار للقدس في يومها العالمي لفلسطين وَلأشجار كرومها التي اقتطعت وحل محلها مستوطن صهيوني ليافا وَالضفة وجنين وعكا وإلى غزة جرحها النازف الطري، إلى أقصاها المغلق أبوابه أمام المصلين وَإلى شعبها ودماء ابنائه المقاومين رسائل نصرة وانتصار وصرخات غضب بوجه أعدائها أنه من البحر إلى النهر فلسطين عربية الهُــوِيَّة وأن قدسها إسلامية عربية لا عبرية وليست أورشليهم، أنه أقصانا لا هيلكهم!!
رسائل لم تكن يوماً مُجَـرّد كلمات يتفوه بها اليمنيون أَو مُجَـرّد شعارات يرفعونها في مظاهراتهم إنما كانت حلما يراودهم بأن يكونوا شركاء التحرير معا لتطهيرها من عفن الصهيونية!! حتى جاء اليوم الموعود لتكون كلماتهم أفعال عمدها اليمنيون بدمائهم وأرواحهم، وبصواريخ ومسيرات تدك معاقل المحتلّ وتؤرق مضجعه وَتمنع عنه كُـلّ سبب للحياة من المياه اليمنية نصرة لتلك الدماء المراقة على أرض غزة التي تأن جرح الخذلان وَيعتليها الموت والدمار وتستشهد مبانيها بمن فيها من الأطفال والنساء وشيوخ اعمارهم تفوق عمر “إسرائيل” المزعومة ويقتلها الجوع والخذلان،
وكان لليمن الفضل الأكبر في التذكير بقضية فلسطين وَقدسها في يومها العالمي الذي دعا اليه الأمام الخميني المسلمين جميعاً إلى إعلان آخر جمعة من شهر رمضان شهر الجهاد والرباط يوماً للقدس والوحدة الإسلامية ضد الصهاينة والدفاع عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني وحماية مقدسات الأُمَّــة، وكانت الدعوة موجهة للشعوب كونها المتضرر الأكبر من خطر اليهود وأمريكا التي أطلق عليها مصطلح الشيطان الأكبر التي تسعى لتثبيت هذا الكيان في قلب الأُمَّــة بعد أن فقد أمله من حكومات المسلمين التي تصهينت أكثر من الصهاينة أنفسهم وطبعوا معهم لتمكينهم من الأرض والإرادَة العربية والإسلامية واعتبر هذا اليوم يوم يقظة للشعوب وتعبئة عامة ضد الخطر المحدق بها من الغدة السرطانية “إسرائيل” التي تنخر في جسد الأُمَّــة وتوشك أن تقضي عليه ليؤكّـد أنها مرض خبيث من غير الممكن التصالح معها ومهادنتها وهي رؤية اتخذها من القرآن الكريم وآياته التي تحرم الولاء لليهود ومصالحتهم، وكانت دعوة إلى إحياء هذا اليوم بالمظاهرات والمجالس في مختلف اقطار الأرض وبالذات العربية التي تقاعست عن الاستجابة للخميني وظل هذا اليوم حبيس إيران لسنوات تحييه منفردة يتيمة.
حتى جاء السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه ليبدأ في التوعية حول هذا اليوم وأوضح أن القضية الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين لوحدهم إنما هي قضية أُمَّـة بعد أن أصبح الفلسطيني يفاوض العدوّ على دولة لها حكم ذاتي داخل وطنه الذي أصبح معظمه تحت سيطرة الصهاينة في ظل تواطؤ الحكام العرب الذين حرفوا بوصلة عدائهم نحو إيران كما خططت لهم الصهيونية واستطاع السيد حسين أن يخلق وعيا في أوساط مجتمعه عن أهميّة إحياء هذا اليوم وعن خطر الصهيونية وأمريكا وخطر المولاة لليهود وضرورة البراءة منهم كصراع ديني، وأوضح الكثير من الثقافات المغلوطة التي اودت بالأمة إلى هذا المستوى من الذل والهوان، موضحًا أن آيات القرآن الكريم تشير إلى أن الخصوم الحقيقيين للأُمَّـة إنما هم اليهود وأهل الكتاب وأن النبي تكفل بهداية إلى ما يجعلها في مستوى المواجهة معهم وعليه فقد كان لهذه المحاضرات اثرها في مجتمعه الذي بدأ في إحياء يوم القدس واستطاع من بعده السيد عبدالملك أن يعطي لهذا اليوم أهميّة وزخم أكبر عبر محاضراته التي كانت امتدادا لمحاضرات الشهيد القائد ودعوته للشعب للخروج لأجل فلسطين وبدوره الشعب اليمني لبى دعوته وفي ذروة معاناة الحرب وتحت ازيز طائرات العدوان كان يخرج لأجل فلسطين حتى أصبحت اليمن قُدوة للكثير من الشعوب العربية والإسلامية وأصبح لهذا اليوم روحيته التي لطالما كان الإمام الخميني يتمناها كيوم للعزة والكرامة الإسلامية تتوحد فيه الأُمَّــة على كلمة سواء تجاه دينها ومقدساتها.
وهو ما حقّقه الشهيد القائد والسيد القائد والشعب اليمني الذي جعل من كُـلّ جمعة يوماً للقدس وفلسطين.
- المصدر: ملتقى الكتاب اليمنيين
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع