السياسية || محمد محسن الجوهري*

الشامتون اليوم في القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق، هم نفسهم المحاصرون لغزة والمتآمرون على القضية الفلسطينية ويسعون إلى تصفيتها تحت مشاريع وهمية، مثل صفقة القرن وغيرها.

والحقيقة أننا أمام طرفين لا ثالث لهما مع "إسرائيل" أو ضد "إسرائيل"، والمطبعون هم جزء من التحالف الصهيوني المعادي لغزة ولقضايا الأمة كافة، ويحرصون أن لا يكون هناك مشروع إسلامي يواجه المشاريع الصهيونية المعادية.

وقد تجلت بعد طوفان الأقصى كل الحقائق، وسقطت كل الأقنعة، ولولا محور الخيانة والتطبيع بقيادة السعودية ما كانت "إسرائيل" لترتكب كل هذا القدر من الجرائم بحق نساء وأطفال غزة، ويشهد التاريخ أن السعودية سعت لتسليم فلسطين لليهود حتى قبل وعد بلفور.

في المقابل لم تتعرض إيران للتشويه والشيطنة إلا بعد قيام الثورة الإسلامية وانحياز الشعب الإيراني للقضية الفلسطينية ووصف قيادته "إسرائيل" بأنها غدة سرطانية لا بد من استئصالها، إضافة إلى اعتماد تحرير فلسطين كجزء من دستور الجمهورية الإسلامية في إيران.

أي أن طهران تدفع ثمن الموقف الصحيح والعادل، ولولا نصرتها للحق الفلسطيني الواضح، لكانت مقربة من الغرب ومن عملائهم في العالم العربي ودول الخليج، ولما تعرض اقتصادها لكل هذه النكبات المتتالية.

ومن يراهن على سقوط إيران فليتذكر ما حلّ بأعدائها بالأمس، وبما أن المنطقة برمتها على صفيح ساخن، ومقبلة على تصعيد سياسي يناسب حجم الكارثة في قطاع غزة، فإن الخاسر هي الأنظمة التي ستسقط وتتلاشى وهي تخدم الصهيونية العالمية، كحال نظام مبارك وعفاش بالأمس، ممن انخرطوا في مشروع الخيانة مقابل أن تسلم لهم مناصبهم، ومع ذلك فقدوا كل شيء.

ولأن الحق لا يموت فإن القضية الفلسطينية باقية ولم تنطفئ جذوتها، وقد هيئ الله لها من يناصرها حتى من غير العرب، ولا سبيل على الإطلاق أن ينتصر مشروع التطبيع والخيانة، بل سيزول بأنظمته قبل أن يزول محور المقاومة.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب