قصف "ديمونة" قادم.. فما هي نتائجه؟!
السياسية || محمد محسن الجوهري*
تُطلق "إسرائيل" على مشروعها النووي اسم "خيار شمشون" وتعني بذلك أنها في حال تعرضت لخطرٍ وجودي، فإنها ستغامر بحياة ملايين اليهود على أرض فلسطين، وتضرب المنطقة برمتها بالسلاح النووي، قبل أن استحكام قبضة العرب على أرضهم المحتلة.
والحقيقة أن اليهود يدركون عبثية معادلة الردع تلك، وهم جميعاً على استعداد أن يعيشوا في ظل العبودية والأسر طيلة أعمارهم على أن يذهبوا للخيار النووي الشامل.
ولكن ما المانع أن ينتقل خيار شمشون النووي إلى قبضة العرب، وأن يبادروا هم بنسف المنطقة بالكامل، عبر استهداف مفاعل ديمونة الإسرائيلي الواقع جنوب فلسطين المحتلة.
ولا يختلف اثنان من العرب أن زوال "إسرائيل" بات ضرورة وفريضة دينية مهما كانت التضحيات بشهادة ما نراه من مجازر يومية بحق أهل غزة، ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا بتفعيل الرعب النووي، وضرب مفاعل ديمونة، ولو بالأسلحة التقليدية المتوفرة بحوزة الدولة العربية.
ولكن ما هي تداعيات الانفجار الكبير على فلسطين والمنطقة؟
تفجير ديمونة يعني زوال مناطق شاسعة من الأرض العربية بمن فيها، وأول الضحايا سكان مدينة ديمونة البالغ عددهم نحو أربعين ألف نسمة، جميعهم من العاملين في المفاعل وعائلاتهم.
كما سيمتد أثر ذلك على المنطقة الممتدة من النقب، حيث ديمونة، وحتى تل أبيب شمالاً على الساحل، وهي المنطقة التي يسكنها نحو خمسة ملايين إسرائيلي، بحسب الإحصائيات الرسمية للكيان الصهيوني.
أي أن ثلثي الصهاينة على الأقل سينتهون بفعل التفجير النووي.
وماذا عن العرب؟
يبعد قطاع غزة عن مفاعل ديمونة النووي بأقل من ثمانين كيلومتر، وهي مسافة قريبة نسبياً، وسيتضرر سكان القطاع بشكل كبير، ولكن ما حجمَ ذلك الضرر بالمقارنة مع يتعرضون له اليوم، بعد أن قصفت "إسرائيل" المدنيين هناك بأضعاف قنبلة هيروشيما النووية.
بالنسبة للأردن فإن ديمونة لا تبعد عن حدودها بأكثر من ٣٥ كيلومتر، لذا فهي عرضة لضرر بالغ، لكن من يعرف الشعب الأردني يعلم أننا أمام شعب رجولي، يتمنى نصرة غزة مهما كان حجم التضحيات، ويشهد بذلك احتجاجاتهم المستمرة في شوارع عمّان وغيرها من المدن، وتتعرض للقمع المباشر من قبل السلطة العميلة.
سؤال آخر يطرح نفسه، من سيقصف ديمونة؟
تمتلك الدول العربية السلاح اللازم لتفجير ديمونة، ولكن ينقصهم قوة الموقف والجرأة على فعلها، ولو غامروا لقطعوا بذلك شوطاً طويلاً في تحرير فلسطين.
إلا أن الجميع يدركون أن مثل تلك الخطوة الجبارة لا تصدر إلا من الشعب اليمني وقيادته الشجاعة، وقد صدرت مواقف خلال الأشهر الماضية تكشف أن نهاية "إسرائيل" ستكون من اليمن.
أما عن السلاح، فإن القوة الصاروخية كفيلة - بإذن الله - على الوصول إلى ديمونة، وضرب المفاعل النووي وإحداث الرعب الكبير.
ولو افترضنا أننا قصفنا الهدف بالمئات من الصواريخ والطائرات المسيرة، سيكفي واحد منها لتفجير المفاعل، حتى لو سقط البقية في غير مكانها أو تم اعتراضها قبل وصولها، والاستمرار بالقصف كفيل بإنجاز الهدف الموعود.
وهنا نذكّر بتصريحات لخبراء في السلاح النووي الإسرائيلي، حذروا فيها من قرب حدوث كارثة في مفاعل ديمونة بسبب تداعيات داخلية في بنيته التحتية.
ويقول الرئيس التنفيذي السابق لهيئة الطاقة الذرية بـ"إسرائيل" عوزي إيلام:" إن النظام المركزي المفاعل ديمونة لا يمكن استبداله والاستغناء عنه، والوعاء الصلب الضخم الذي يوجد فيه جوهر المفاعل، يوما ما لن يكون آمنا بما فيه الكفاية، وحركة اليوترونات تؤدي فعليا إلى رد فعل نووي كامل، إذ تطير في جميع الاتجاهات، وصحيح من حين لآخر يتم فحص المفاعل وحالة انثقابه، لكن، في النهاية، في وقت ما، سيأتي الشخص الذي سيقول كفى."
ولا ننسى التصريح الشهير لموردخاي فعنونو عام ١٩٨٦، أحد التقنيين السابقين في ديمونة، والذي كشف فيه أن المفاعل عرضة للدمار بعد خروجه من الخدمة في تلك المرحلة، مؤكداً أن ديمونة لم يعد صالحاً للعمل بعد عشرين سنة من تأسيسه.
وقد كلف ذلك التصريح اعتقال فعنونو لخمس عشرة سنة، بتهمة إفشاء الأسرار النووية في الكيان الصهيوني.
يشار إلى أن "إسرائيل" أنشأت مفعل ديمونة في أواخر الخمسينيات بدعمٍ فرنسي، وبدأت العمل فيه منذ العام ١٩٦٤، وتنتج منه طاقة نووية تكفي لصنع عشر قنابل نووية كل عام.
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع