من مذكراتي في الشأن الإعلامي .....
بقلم / هاشم أحمد شرف الدين
شُن العدوان على بلدنا فجر 26 مارس 2015م حين كان المشهد الإعلامي مرتبكا، فوزارة الإعلام بلا وزير، وأغلب المؤسسات الإعلامية تدار حينذاك من ثوار لا سابق خبرة لهم بالعمل الإعلامي، باستثناء قطاع التلفزيون حيث تولى إدارته الأخ عبدالرحمن العابد، وقطاع إذاعة صنعاء الذي تولت إدارته الأخت أمل فايع.
بالنسبة لإعلام أنصار الله - حينذاك - كانت قناة المسيرة الواجهة المؤسسية له، يرأس مجلس إدارتها الأخ محمد عبدالسلام.
بالتوازي كان الأخ أحمد حامد يعمل مشرفا إعلاميا لأنصار الله من خلال مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح، لكنه تولى ترتيب الوضع الإعلامي للدولة ككل عقب ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م المباركة.
على صعيد أنصار الله تم لاحقا إنشاء الهيئة الإعلامية لأنصار الله وظهرت وحدات تابعة لها على التوالي.
وحين شُن العدوان على بلدنا متزامنا مع عدم وجود قيادة إعلامية رسمية وارتباك المشهد الإعلامي وسعي الثوار للحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة والحفاظ على ما أمكن من تماسك الجبهة الداخلية بعد تخلي الكثير من المسؤولين عن مواقعهم، ومن موقع المشرف الإعلامي لأنصار الله أصبح الأخ أحمد حامد يمارس دور (وزير الإعلام) من دون تعيين رسمي، وكنت أنا حينها أعمل مراسلا لقناة المنار، ومديرا للبرامج العامة في قناة المسيرة بصنعاء.
حدّد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي - يحفظه الله تعالى في خطابه الأول بعد شن العدوان - مهام الإعلام في ثلاث نقاط هي:
١- كشف مظلومية الشعب اليمني وجرائم العدوان.
٢- إبراز الصمود اليمني الشعبي والرسمي.
٣- التصدي لتضليل ومؤامرات العدو الإعلامية.
سريعا استشعرت المسؤولية - من باب الواجب الديني والوطني - فلم يكن اليوم العاشر للعدوان إلا وقد أعددت وأرسلت الملفات الآتية:
- السياسة الإعلامية لمواجهة العدوان
- المهام الإعلامية خلال العدوان
- المهام التفصيلية لوسائل الإعلام الحكومية
- مقترح غرفة عمليات إعلامية لمواجهة العدوان
- نصوص التنويهات الإذاعية والتلفزيونية والصحفية التي ترفع الروح المعنوية للشعب وتمدهم بالوعي تجاه خطر العدوان وواجب التصدي له.
تواصلت مع الإخوة وأرسلتها إلى إيميلاتهم:
- محمد عبدالسلام عبر الأخ علي القحوم
- أحمد حامد
- عبدالرحمن العابد
- أمل فايع
- أحمد يحيى راصع
- محمد عبدالقدوس
- نورالدين الشريف
حينها اتصل بي الأخ أحمد حامد، وطلب أن أحضر معه اجتماعا في التوجيه المعنوي بصنعاء لأطرح السياسة الإعلامية على قيادة إعلام القوات المسلحة.
حضرت في اليوم التالي. كان اجتماعا ضم عددا كبيرا من مديري ورؤساء الإدارات والأقسام والتحرير الصحفي بدائرة التوجيه المعنوي في حينه على رأسهم مدير الدائرة (كان من أبناء المناطق الجنوبية).
اجتمعنا في طاولة الاجتماعات الكبيرة المخصصة لرئيس الجمهورية.
رأس الاجتماع الأخ أحمد حامد، وجلس بجانبه مدير الدائرة، وكانت علامات الامتعاض من رئاسة الأخ أحمد للاجتماع بادية على معظم المنتمين للدائرة.
قال الأخ أحمد "جئناكم بالسياسة الإعلامية لمواجهة العدوان، سيقرأها عليكم الأخ هاشم شرف الدين".
قرأتها، ولطولها تعبت في الصفحتين الاخيرتين، فطلبت من الأخ أحمد يحيى راصع الجالس بجواري أن يكمل القراءة ففعل.
كان الحاضرون منهمكين لتدوين الملاحظات، لكن عند انتهاء القراءة ظهرت آراء التأييد والشكر من الحاضرين، توجها مدير الدائرة بالقول "إنني أستحي أن أجلس على هذا الكرسي وهناك شباب قاموا بالعمل الذي كان يجب أن نقوم به نحن، وبمنتهى الجدارة".
خرجنا من الاجتماع وأنا أحمد الله سبحانه وتعالى على توفيقه، وقبل أن نغادر مقر التوجيه المعنوي قال لي الأخ أحمد حامد: "أعليت رؤوسنا أعلى الله رأسك". قلت له، لا شكر على واجب، فقال أنا بحاجتك، قلت له وأنا في الخدمة، وسأرسل لك الإجراءات التي يجب أن يتم العمل بها سريعا لإدارة العمل الإعلامي. وقد كان، حيث أعددت تفاصيل أخرى تتعلق بمشروعية إنشاء غرفة العمليات قانونا وتمويلها وميزانيتها والآلية التنفيذية لها، وأرسلتها له.
عدت لمواصلة عملي ومضى هو في عمله، وبين حين وآخر كنت أقدم النصح بطريقة أو بأخرى.
لكني كنت أُسر كثيرا عندما كنت أرى الإعلام يعمل في مواجهة العدوان وفق رؤية واضحة، بلا رسائل خاطئة أو عشوائية أو متناقضة.
والحمدلله أولا وأخيرا..
• المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع