السياسية- متابعات: عبدالرزاق علي
وجدت الأطراف المحسوبة على السعودية في حادثة رداع الأليمة فرصة للاستثمار الدعائي على حساب دماء الأبرياء.
ومع أن صنعاء سارعت إلى إدانتها، واتخاذ إجراءات سريعة بحق المتسببين، وأخرى لصالح المتضررين، بعد اللقاء بهم، إلا أن ذلك لم يحل دون وضع الطرف الآخر مسارا مختلفا للحادثة بغرض الاستثمار الدعائي.
تمثل هذا المسار في إلصاق الجريمة بـ"إنصار الله"، واعتبارها سياسة متبعة وليس عملا فرديا يمكن أن يحدث في أي بلد.
منذ أشهر، تعيش الأطراف الموالية للسعودية حالة انزعاج غير مسبوقة جراء المكاسب الشعبية التي حققتها صنعاء على خلفية موقفها المشرف من القضية الفلسطينية، ووجدت تلك الأطراف في الحادثة المذكورة فرصة للتأثير على الالتفاف الشعبي مع حكومة صنعاء.
ومع أنها بذلت كل ما بوسعها لتحقيق ذلك، من خلال الحملات الممنهجة والممولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام بشكل عام، إلا أن محاولة الاستغلال بدت واضحة في تناولاتها.
إلى جانب ذلك، تعاملت صنعاء مع الجريمة بمسئولية كبيرة، إذ اعترفت بضلوع محسوبين عليها فيها، وباشرت اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، كما التقت بأسر الضحايا وباشرت جبر الضرر، ودفع التعويضات.
ولا شك أن مسئولي حكومة صنعاء قد استفادوا في ذلك من أحداث سابقة حاول الطرف الآخر استغلالها، مثل حادثة العلم في جول ريماس بصنعاء العام الماضي.
وقد كان للتجاوب مع الحادثة من زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي، والرئيس مهدي المشاط، دور كبير في احتوائها، والحيلولة دون تأثيرها على مسار معركة اليمن الكبرى ضد الكيان الإسرائيلي والدول الداعمة له.
من المهم الإشارة إلى أنه ومنذ انطلاق عمليات البحر الأحمر ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، أطلقت الأطراف الموالية للسعودية حملات إعلامية ممنهجة ضد "أنصار الله"، ولم تخرج الحملة حول حادثة رداع عن هذا السياق.
المصدر: عرب جورنال
المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع