السياسية – تقرير: محمد الطوقي*

 

توازيا مع ثبات وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة منذ ما يزيد على 165 يوما، وتمكنها من تكبيد جيش العدو الصهيوني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، تعهدت قوى محور المقاومة بمواصلة دائرة إسنادها ودعمها للمقاومة في غزة مجسده بذلك وحدة المصير ووحدة الساحات في كافة ميادين المواجهة ضد تحالف العدوان الصهيو-أمريكي.

وجاءت أول إشارة لتحضير الإسناد المقاوم لما هو آت تأكيد وزير الدفاع بحكومة تصريف الأعمال، أن معركة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني، مفتوحة على كل الاحتمالات وأن الحصار البحري المفروض على كيان الاحتلال مستمر.. مشيرا إلى أن الضربات على السفن الأمريكية والبريطانية بمختلف أنواعها لن تتوقف.

وقال اللواء الركن محمد ناصر العاطفي خلال كلمة ألقاها أثناء مناورة “اليوم الموعود” العسكرية التي نفذتها قوات من المنطقة العسكرية المركزية: إن “ما يجب أن يكون مفهوما للجميع هو أن معركتنا مع العدو الصهيوني مفتوحة كما اننا مستمرون في الحصار البحري لسفنه”.

وأكد وزير الدفاع أن “عمليات القوات البحرية ضد السفن الأمريكية والبريطانية الحربية أو التجارية لن تتوقف وسوف تستمر إن استمر تماديهم المشبوه في مياه اليمن الإقليمية”.

وأوضح أن القوات المسلحة اليمنية “تفرض وبقوة قواعد اشتباك جديدة سيدفع الأمريكي والبريطاني والصهيوني ومن يدور في فلكهم ثمنا باهظا من خلالها”.

ويأتي هذا التأكيد على وقع إعلان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي نهاية الأسبوع المنصرم، عن توسيع عمليات استهداف السفن المرتبطة بكيان العدو الصهيوني إلى المحيط الهندي وطريق جنوب أفريقيا نحو رأس الرجاء الصالح وهو ما يعني إطباق الحصار البحري على كيان العدو وحرمانه من الطريق البديل الذي كان يلجأ إليه بعد إغلاق القوات البحرية اليمنية البحر الأحمر والبحر العربي أمام سفنه.

وفي مقابل مؤشرات جبهة الإسناد اليمنية كانت تأكيدات القيادة العليا للمقاومة الإسلامية في لبنان أن جبهات الإسناد لغزة باقية ما بقي العدوان على القطاع، ترجمة حقيقة لردود قوى محور المقاومة التي ستكون مؤلمة لجهة طبيعة ونوعية الأهداف التي ستكون في مرماها.

وهذا ما أكده مؤخراً الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله.. قائلا أن الجبهة في الجنوب تؤدي دورها في الضغط على العدو الصهيوني، وأن “جبهة المساندة ستبقى في موقع المساندة أياً يكن الوقت”

وفي هذا السياق نوه السيد نصر الله، بأن ساحات الإسناد في لبنان واليمن والعراق سيكون لها كلمتها أيضاً في شهر رمضان المبارك.

وقال: إن “جبهات الإسناد لغزة ستكون حاضرة في هذا الشهر المبارك كما يجب أن تكون حاضرة وبقوة”.. لافتاً الى أن “إسناد غزّة ليس فقط بالقتال والمال وكذلك بالدعاء خصوصًا في هذه الأيام التي نشهد المجازر التي يرتكبها العدوّ بحق أهالي غزّة وسط صمت العالم”.

وأردف بالقول: “الجبهة في الجنوب تؤدي دورها في الضغط على العدو، وهناك تكتم شديد على الخسائر والاليات والقتلى والجرحى”.. مؤكداً أن “جيش العدو الصهيوني اليوم مُتعب ومُستنزف في كل الجبهات وعدد قتلاه كبير جداً وأكبر بكثير من المُعلن”.

المقاومة العراقية كانت أيضاً ثابتة في موقفها من أنها ستبقى جبهة إسناد لغزة، وهذا يظهر من خلال في إعلان فصائل الحشد الشعبي في العراق عن أنها قررت توجيه صواريخها ومسيّراتها في اتجاه القواعد والمواقع العسكرية الصهيونية في الجولان السوري المحتل وفي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة لذلك توسيع استهدافها للقواعد والثكنات الأمريكية في سوريا والعراق باعتبار أن الولايات المتحدة شريكاً مع الكيان الصهيوني في العدوان على غزة.

وعلى إيقاع واحد يبدو في كلام وزير الدفاع الإيراني بعُيد لقائه بنظيره السوري في طهران، والذي أعلن فيه أن بلاده وسوريا باتت تضع في حساباتها الرد على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الأراضي السورية عن تطور متصاعد سيدفع باستمرار نحو تصعيد مستوى العمليات المساندة لغزة بما يفتح المجال نحو ضربات أقوى وأوسع ومفاجآت تصنع المزيد من التحولات.

ويرى محللون مطّلعون أن الموقف الذي تلعبه جبهات محور المقاومة المختلفة في اسناد غزة ودعمها يوصلنا الى استنتاج جوهره أن المقاومة في غزة تستند إلى ثقة يقينيّة قوامها أن قوى المحور سوف تكون جاهزة لقلب الطاولة مهما كانت الكلفة، وقادرة على المضي قدماً بحرب الاستنزاف المفتوحة مع قوى العدوان الصهيو-أمريكي حتى يصبح وقف الحرب خياراً حتميّاً.

وبناء على هذا الاستنتاج تحمل تأكيدات جبهات الإسناد لغزة على المضي في عملياتها العسكرية رسائل وعيد جديدة تضع ثلاثي الصهيونية “الولايات المتحدة وبريطانيا والعدو الصهيوني” أمام حقيقة أن محور المقاومة قد قرر الانتقال الى تجربة قتالية مختلفة ستكون معها العمليات العسكرية أكثر ضراوة وقد تتوسّع في الجغرافيا والأهداف ضمن أساليب وتكتيكات مرنة ومتشابكة وأسلحة جديدة كفيلة بإظهار قدرات المحور القتالية.

سبأ