محمد يحيى الضلعي*

 

كان لا بُـدَّ أن يكبل هذا العدوّ؛ كي يسمع صرخات الأطفال والثكالى والنساء المغلوبين على أمرهم، كان لا بُـدَّ أن نعبر المحيطات والبحار؛ كي نوقفَ هذا العبث الحاصل في أقذر حقبة زمنية عرفها التاريخ، كان لا بُـدَّ أن نقفَ شامخين، أكثر عناداً وإصراراً حتى يرضخ المتكبرون والظالمون.

اليمنُ يعلن تصعيدَ عملياته إلى المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح، تدشيناً لمرحلة جديدة تمثل تحولاً كبيراً في المعركة له أبعاده وتأثيره ونتائجه.

سيسجل التاريخ المواقف، وها نحن على موعد التنفيذ بعد التدشين لمرحلة التصعيد الثانية الذي أعلنها السيد القائد، نعم هي مواقفُ للتاريخ وخالصةٌ لله وحدَه.

وبهذا التصعيد المشروع للسيد القائد لجبهة يمن الأنصار في معركة الجهاد المقدس على العالم المنافق أن يدرك أن الأحرار لا يمكن أن يقبلوا بتعاظم الظلم دون رقيب ولا حسيب، ويأتي الرد بالتصعيد بقطع الطريق في المحيط الهندي عن رأس الرجاء الصالح كردٍّ طبيعي للمهزلة التي ترتكبها “إسرائيل” بحق عزة وأبنائها من قتل ودمار وتجويع، ومهزلة أكبر أن تأتي الطائرات الأمريكية الصنع تقصف الأطفال والنساء وتأتي طائرات أُخرى بإسقاط جوي في عرض البحر بمساعدات قيل إنها لأبناء غزة، متناسيين كُـلّ المعابر البرية لعبور المساعدات والأدوية، وهذه مسرحية تستهدف فئة من محدودي العقل والمنطق من أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية والعالم.

والرسالةُ الأوضح أننا نفكّر ونعقل وندرك يا عتاولة الكفر والإلحاد والإجرام بحق الإنسانية، والكلام بالمختصر: أوقفوا الحرب عن غزة وارفعوا الحصار نتوقف عن ضرب سفنكم وبواخركم، وسيكون الكلام مختصراً مفيداً، وإلا فالمرحلة ستطول ونفَسُنا طويل ولنا معركة سابقة مع أتباعكم ومعكم أسميناها معركة “النفس الطويل” وعلى الباغي تدور الدوائر، والله المستعان.

بعد أن جعلنا البحر الأحمر ومضيق باب المندب خطاً أحمرَ، آن الأوان ليكون طريق رأس الرجاء الصالح خطاً أحمر، حتى يدرك العدوّ ومن في فلكه أن يد اليمني تطول أينما اقتضى الأمر، وأن صواريخنا تصل إلى المكان المطلوب بالشكل المطلوب والصورة المطلوبة.

لقد حملنا على عاتقنا أن نعيدَ إنسانيةَ العالم لمسارها الصحيح، أن ننصر غزةَ وأبناءَها ونواجه العالم بكل قواه، أن نحمل الخير والسلام والعدل إلى كُـلّ أصقاع الدنيا؛ فاليوم نوقف ملاحتكم في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وغداً سنضطر لإيقاف حركتكم كليًّا.

لا مجال للرجوع أَو الهرب أَو الاستسلام أَو التهاون، ليست هذه الخيارات في قاموس اليمني عبر العصور؛ فإما نكونَ أَو لا نكون، وسنضرب بكل قوة وعنفوان وقسوة كُـلَّ سفن الأعداء، حتى نغيِّرَ لونَ البحر إن اقتضى الأمر، ولا مجالَ أمامهم سوى إيقاف عدوانهم الغاشم على غزة وفكّ الحصار المفروض عليها قبل أن نضعَ كُـلَّ مكان في العالم له صلة بالعدوّ في بنك أهدافنا، وعندها سيعرف العالم معنى كيف يكبِّلُ اليمنيُّ الحركةَ إن أراد.

* المصدر: موقع صحيفة المسيرة