السياسية:
رشيد الحداد*

 

جرت معركة غير معلنة بين القوات البحرية اليمنية من جهة، والقوات الأمريكية والبريطانية من جهة ثانية، في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، خلال الـ 48 ساعة الماضية، لتتحوّل هذه المنطقة إلى ساحة اشتباك مباشر بين الطرفين، فيما أضحت المدمّرات والبوارج الأمريكية والبريطانية في حالة دفاع، بعدما عجزت عن حماية نفسها ومعها السفن الإسرائيلية.

وفي الوقت الذي تحدّثت فيه «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» عن تلقّيها أكثر من بلاغ بحدوث انفجارات في البحر الأحمر وخليج عدن خلال الساعات الماضية، علمت «الأخبار»، من مصدرَين، أحدهما ملاحي، أن «القوات البحرية اليمنية تمكّنت من استهداف مدمّرة بريطانية في خليج عدن»، يوم أمس.

وقالت المصادر إن المدمّرة البريطانية التي كانت تقوم بأعمال عدائية ضد اليمن في خليج عدن، تسمّى «تايب 45»، وهي من الفئة المخصّصة بشكل أساسي للدفاع الجوي. وعلى رغم عدم تأكيد صنعاء وقوع الحادثة حتى المساء، إلا أن المصادر أشارت إلى أن المدمّرة تعرضت لعدّة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة، من دون أن توضح تفاصيل العملية.

وكانت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» قد أكدت في وقت سابق، أمس، تسجيلها حادثتَي استهداف سفن في خليج عدن والبحر الأحمر. وخلال الـ 48 ساعة الماضية، تم رصد أربعة حوادث تعرّضت لها سفن شحن تجارية أمريكية، وأخرى عسكرية، في أكثر من مسرح عملياتي، إذ أعلنت الهيئة البريطانية عن تسجيلها حادثاً فجر الأربعاء، في باب المندب على مقربة من ميناء المخا، الواقع في الساحل الغربي لليمن، والخاضع لسيطرة ميليشيات طارق صالح التابعة للإمارات، فضلاً عن حادث آخر قالت إنه رُصد بالقرب من سواحل محافظة عدن جنوب البلاد. كما أعلنت تلقّيها أنباء عن أضرار كبيرة لحقت بالسفن المستهدفة، مشيرة إلى أن إحداها أصيبت في جانبها الأيمن.

من جهتها، قالت شركة الشحن الدنماركية «ميرسك» إن سفينتين ترفعان علم الولايات المتحدة، كانتا تعبران مضيق باب المندب صوب الشمال، عادتا أدراجهما بعدما شاهدتا انفجارات قريبة.

وذكرت، في بيان، أن «السفينتين لم تتعرّضا لأضرار، ولم يُصب طاقمهما بأذى، وأن البحرية الأمريكية رافقتهما خلال عودتهما إلى خليج عدن».

وتشغّل السفينتين وحدة تابعة لـ«ميرسك» في الولايات المتحدة، تتولى الشحن لمصلحة وزارتَي الدفاع والخارجية وهيئة المعونة الأمريكية وغيرها من الوكالات الحكومية.

وقالت الشركة إن «السفينتين مدرجتان في برنامج الأمن البحري والجسر البحري الطوعي مع الحكومة الأمريكية، والذي يوفر حماية البحرية الأمريكية خلال العبور في المضيق».

يأتي استهداف المدمّرة البريطانية عقب مشاركة لندن مع أمريكا في العدوان على اليمن

كما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينة «ديترويت» الأمريكية في خليج عدن، مضيفة أن «السفينة العسكرية غرايفلي اعترضت صاروخين بينما سقط الثالث في البحر».

ويأتي تحقيق الهجمات اليمنية أهدافها، على رغم محاولات البوارج والطائرات الأمريكية والبريطانية اعتراضها. وتداول ناشطون يمنيون صوراً التُقطت خلال إطلاق البوارج الأمريكية مضادات دفاع جوي على مقربة من ساحل رأس العارة في لحج عند البوابة الجنوبية لباب المندب. كما أظهرت الصور لحظة تحليق مكثف لطائرات حربية أمريكية وبريطانية، في محاولة لاعتراض الصواريخ والمسيّرات اليمنية في باب المندب.

وأكد ارتفاع معدل الحوادث المعلنة من الجانب البريطاني تصاعد وتيرة العمليات العسكرية التي تنفّذها القوات اليمنية ضد الوجودين الأمريكي والبريطاني في البحر الأحمر وخليج عدن.

كما كشف في المقابل عن فشل البوارج الأمريكية والبريطانية الموجودة بكثافة في مناطق الاشتباك البحري في وقف أو صدّ تلك العمليات.

ويأتي استهداف المدمّرة البريطانية عقب سلسلة اعتداءات بريطانية على اليمن، آخرها منتصف الأسبوع الجاري، حيث اعترف وزير الدفاع البريطاني بشن مقاتلات تابعة لبلاده، سلسلة غارات على مدن يمنية عدة؛ أبرزها العاصمة صنعاء، في إطار الجهد الغربي لحماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. لكن وزارة الدفاع الأمريكية اعترفت بفشل عملياتها العدوانية المشتركة مع بريطانيا ضد اليمن؛ إذ تراجعت عن زعمها تدمير 25% من القدرات الصاروخية اليمنية، وقال سكرتيرها الصحافي، الجنرال بات ريدر، إن قوات التحالف الأمريكي – البريطاني دمرت 25 موقعاً لإطلاق الصواريخ و20 صاروخاً.

وتتجاهل واشنطن الحديث عن التكلفة الباهظة لعملياتها في اليمن، علماً أن خبراء عسكريين في صنعاء يؤكدون أن هذه التكلفة هائلة مقارنة بالأهداف التي تزعم الولايات المتحدة تحقيقها.

وتتجاوز قيمة صاروخ «توماهوك» 1.5 مليون دولار، من دون احتساب تكاليف العمليات التشغيلية للقوة العاملة عليه، بالإضافة إلى تكاليف طائرات «إف 18» وطائرات «تايفون» البريطانية التي قطعت نحو 3000 كيلومتر من قبرص مع طائرات مرافقة للتزوّد بالوقود. تضاف إلى ذلك تكاليف الأقمار الصناعية التجسّسية والطائرات الاستطلاعية والغواصات والبوارج في البحر الأحمر وخليج عدن.

* المصدر: الاخبار اللبنانية

* المادة نقلت حرفيا من المصدر